Tuesday 29 April 2008

دماء على رمال الشاطىء

هذة قصة واقعية وليست من الخيال ولقد عاصرت أحداثها لصديق وأنا أروى أحداثها فقط مع تغييرأسماء أبطالها

1- إفروديت

حين سقط قرص الشمس بحمرته الذهبية على موجات البحر المتصارعة فى الاُفق البعيد – كنت قد إنتهيت من تشكيل تمثال على هيئة حورية – تنام على رمال الشاطىء
كانت موجات البحر – خلال مدها – قد أوشكت على ملامسة جسد حوريتى – فبدأت اُشكل من رمال الشاطىء الناعمة حاجزاً ليحيط بحوريتى الجميلة – كنت أشعر بأ نى صنعت شيئاًً جميلاً – ولا بد من ان أحمية – ليحيا – ويحيى برؤيته عبث الذكريات – التى راحت تطفو وتتراقص فى مخيلتى
إفروديت - هكذا رحت اُتمتم وأنا أضع اللمسات الأخيرة على صدرها الناهد – المرتفع نحو السماء – حاملا معه دعوات أهل الأرض
إفروديت – هل أنت بيجماليون اُخرى ؟؟– وهى التى صاغها فنان – فدبت فيها الحياة لتعايش صانعها
ولم لا - بل أنت أجمل منها – إفروديت - هو إسمك الجديد – القديم – الَّذى تغنت به كل السماوات ورقصت على حروفه النجوم – فى حفل زفافك بأرض الحياة – قبل كل المخلوقات
كانت خطوات قدميك الصغيرة – تتهادى على هذه الرمال – وشعرك الأسود الناعم – تتطاير خصلاته لتداعب وتدغدغ خدودك الوردية – وتنسدل على كتفيك مع عناق النسيم
كانت أشعة الشمس الذهبية – تسقط على قدك المياس - وترسم ظلالها المهتزة
كان النسيم عبقا بشذى أنفاسك العطرة – وهو يداعب صدرك
إفروديت – كانت خطوات قدميك الصغيرة تتهادى على هذه الرمال الناعمة – فى عناق متواصل مع الطبيعة الخلابة – كانت خطواتك تقترب من أمواج البحر – ليحتضن جسدك بكل الشوق – لم تكن هناك أوراق من التوت – فقد كان تلامس الطبيعة حاراً - وأمواج البحر فى هياج كلما إحتضنت جسدك العارى
كانت أمواج البحر تقترب – رويداً رويداً - وأنا اُناجى ذكرياتى – راحت المياه تعلو الحاجز – وتهبط - لتحيط بجسد حوريتى وتعانقه
لم اُحاول إصلاح الجدار الرملى – شعرت وكأن حوريتى فى حاجة إلى الإرتواء
أقدمت موجة اُخرى عالية – وتعدت الحاجز – وإندفعت المياه
أخذت حفنة من الماء بيدى – ورحت أنثرها على صدر حوريتى المرتفع كقباب المئآذن – وتحسست بأصابعى – فإذا به ناعماً – طرياً – دافئاً !!!
إنتبهت فجأة - هل هذا معقول -؟؟
أننى أكاد أشعر بألنبض يسرى فى جسد حوريتى !!!
غير مصدق – وضعت اُذنى على صدرها
نعم – إن حوريتى بها قلب ينبض ويخفق – إن إفروديت لم تعد تمثالا من رمال ناعمة
إن الحياة تدب فيها حقا – وهاهى تفتح عيناها – كم هى جميلة عيناها العسليتان
رحت أنظر إلي حوريتى بذهول – حركت ساقيها ببطء – ووضعت يديها خلف رأسها
وهى ما زالت مستلقية على رمال الشاطىء – تنظر نحوى – وقد إرتسمت على شفتيها دعوة - لا أستطيع أن اُقاوم جاذبيتها
ملت عليها لاُلبى أجمل دعوة فى ذكرياتى المفقودة - ؟؟ واْلتى تطفو على سطح مخيلتى – ثم تغيب وتتلاشى – وكأننى أعيش أضغاث أحلام
ذاكرتى المفقودة - كيف ؟؟ وها أنا اُفكر وأسترجع كل الذكريات -؟؟
ولكن ما لا أعرفه – كيف تؤكد سميره – أنها زوجتى – وأن أطفالها - أحمد – ونهى – هم أطفالى -؟؟؟
لقد قالت أنى تعرضت لحادث - وأنا أقود سيارتى وأنا فى حالة من الغضب بعد مشادة عائلية – وقالت أننى بعد أيام من العلاج - عندما أفقت ورأيتها هى والأولاد – لم أتعرف عليهم – هكذا قالت – وأحضرت لى الكثير من الصور العائلية التى تجمعنى معهم - وهكذا إنتقلت معها إلى المنزل – وكان هذا رأى الطبيب الذى أكد بأن وجودى معهم سوف يساعد فى إستعادة الجزء المفقود من الذاكرة بسرعة
ولكن - تمضى الشهور – دون جدوى – بل المؤلم أننى لا أشعر بأى عاطفة نحو هذه العائلة – بل أننى أشعر بإرتباك شديد – حين يبحلقون فى وجهى – معظم الأوقات
إحتويتها بذراعى بقوة – وأنا أرتشف من بين شفتيها حلاوة النشوة – وعندما هبت موجة عالية لتغطى جسدينا – تشابكت بذراعيها بشدة حول جسدى – وتدحرجنا على الرمال وقد جذبنا الموج لداخل البحر
راحت تضحك – وهى تزيح خصلات من شعرها من أمام عينيها – ونحن نخطو نحو رمال الشاطىء مرة اُخرى- أحطت خصرها النحيل بذراعى – وإنتبهت على أن حوريتى ما زالت عارية
خلعت قميصى المبتل – وحاولت تغطية جسدها العارى – فضحكت - وظهرت أسنانها البيضاء لامعة وكأنها اللؤلؤ المرصوص
قالت : إنت خايف حد يشوفنى وأنا عريانه ؟؟
كانت هذه أول مرة أسمع صوتها -!! كان صوتها يتغلغل بداخلى – لم أعرف ماذا أقول وكنا قد إقتربنا من صخرة على الشاطىء فجلست عليها – ومدت يدها نحوى
قالت : تعالى ياسامى – إجلس بجانبى
سامى !! هذا الإسم ليس غريبا على – ولكن زوجتى تنادينى - خالد
وبطاقتى العائلية وعليها صورتى - أيضاً إسمى فيها خالد
فمن سامى هذا ؟؟؟
أخذت بيدى - تجلسنى بجانبها
قلت لها : من أنت ؟؟؟
نظرت إلى - وفى عينيها عتاب
قالت : ألا تعرفنى ؟؟ !! ألم تنادينى بإفروديت ؟؟ !! أنا حبيبتك إفروديت – جئتك عندما دعوتنى
قلت : إننى صنعت تمثالا من رمال الشاطىء – وإن إفروديت كانت آلهة الجمال عند الإغريق – إنها أساطير – و - وبيجماليون التى دبت فيها الحياة لتعايش صانعها –إسطوره – إنها قصة خرافية
إقتربت منى – وإلتصقت بى
وقالت : سامى - لا تتمادى – فأنا إفروديت – وأنا حقيقة ولست خيالا
قلت : لماذا تنادينى بسامى ؟؟؟ إن إسمى خالد
إحتوتنى بذراعيها ووضعت رأسها على صدرى
وقالت :إنك أنت حبيبى سامى – وأنا حبيبتك إفروديت - منذ آلاف السنين – وصورتك مرسومة على جدار قلبى – وأنا أسرى فى دمائك – منذ الأزل وأنت تبحث عنى – وأنا أبحث عنك - واْلآن - أنا لك - وحدك - آة لو تعلم كم تعذبت – وأنا أبحث عنك حتى وجدتك – ولكنك لم تكن تعيرنى إنتباها !!! بألرغم من أنك تبحث عنى
رحت اُحدق فيها - وأنا لا أفهم شيئاً !!!!
قلت : أننى لم ألقاك من قبل
قالت : أنك لن تذكر الآن – ولكن فى خلال يومين ستعود إلى ذاكرتك- وستتذكر ما ساُخبرك به الآن - وإن كانت اُمنيتى ألا تعود لك الذاكرة - حتى تنساها
قلت : ماذا تقصدين ؟؟ - من هى التى أنساها ؟؟؟
قالت : أن تنسى سميره - لقد حاولت معك كثيراً أن أجذب إنتباهك نحوى – ففى حفل زفافك كنت أنا الراقصة التى غمزت لك بعينها – وطاردتك بمكالماتى التليفونية لألقاك – ولكنك رفضت !!!؟؟؟ وأنا التى دخلت منزلك كخادمة – وحاولت إغرائك - وفشلت - !!!؟؟؟ كنت تحب زوجتك – هذا صحيح – ولكن أنا أيضاً اُحبك – فأنت قدرى – كما أنا قدرك – حاولت أن اُشعل النار بينك وبينها فى كل مناسبة – ولكنك كنت تعود - لم يكن أمامى إلا أن اُغطي عينيك وأنت تقود سيارتك فى هذا اليوم – ليقع الحادث - كنت أتمنى أن تنتقل إلى عالمى – ولكنك شفيت – حزنت كثيراً – كنت اُريدك أن تكون لى – ولكنى سعدت عندما فقدت جزئاً من ذاكرتك ونسيت سميرة
وإن كنت أعلم أن سعادتى لن تطول
قلت : أنا لا أذكر شيئاً من هذا - ولكن من أنت ؟؟؟ ولم فعلت كل ذلك ؟؟؟
قالت : أنا من أحببتك - أنا إفروديت - أنا من بنات الجان - وصورتك مطبوعة على قلبى - وإسمك محفور بحروف من نار !!!! وكان لازم أبحث عنك
قلت : بس أنا إنسان ؟؟؟؟
قالت : نعم – أنت إنسان – وأنا بنت جان – لكن كل ده كان مقدر من زمان – من بدأْ الزمان
راحت تحتوينى بذراعيها – وهى تميل على لتقبلنى
قلت :أنا حبييتك فعلا – لكن مش قادر أصدق إللى بيحصل ده – أنا عندى شعور إنى عايش فى حلم
قالت : الحلم هوه الحقيقة فى حياة الإنسان !!! – ولما يحب يتحول لكتلة مادية – بيصحى من حقيقتة – الإنسان فى الحلم يعنى فى الحقيقة – خفيف - يتشكل زى ما يريد – لكن لما يحول نفسة باليقظة – بيخرج من حقيقتة وبيبقى فى شكل ثابت –
تابعت قولها – وأنا مشدود إلى حديثها
قالت : إحنا الجان مثل الإنسان – لما ننام نتشكل بكل الأشكال – وندخل حياة الإنسان – وفى اليقظة لا نرى غير الجان فى شكل ثابت
قلت : كيف نستطيع أن نعيش معاً – وأنت لا تقدرى أن تكونى فى حياتى طوال الوقت – وكذلك أنا لا أقدر أن أكون فى حياتك ؟؟؟
قالت : أنا سأكون فى حياتك طوال وقت اليقظة لك – سترانى فى الصورة التى تحبها – لو حبيت إفروديت – سأكون إفروديت !!! لو حبيت أى صورة اُخرى – سأكون فى هذة الصورة – وأنت فقط من سيرانى – لأنى سأكون لك وحدك !!!! وأنت ستكون فى عالمى فى وقت نومك – هل توافقنى على ذلك ؟؟؟
وبلا تفكير – وكأنى مسلوب الإرادة وافقت على ذلك
سرت معها وأنا اْلف ذراعى حول خصرها – حتى وصلنا إلى شقتى المطلة على البحر
راحت تتطلع على الصور المعلقة على الحائط
قالت : أولادك حلوين – لكن أولادنا سيكونون أجمل وأحلى
قلت : آسف أن الشقة غير مرتبة – لأن سميره والأولاد سوف يصلون بعد يومين – وأنا لست من هواة النظام والترتيب
ضحكت – وضغطت على جهاز التسجيل – فاِنسابت نغمات الموسيقى
قالت : تحب أرقص لك ؟؟؟
قلت : ياريت !!!
قالت : غمض عينيك وفتحها - ففعلت - وفى لحظة كانت تتمايل على نغمات الموسيقى - وقد إرتدت بدلة للرقص – مصنوعة من خيوط حريرية خضراء – تحيط بخصرها النحيل – وتظهر من مفاتن جسدها – وتدلت بعض الخيوط الحمراء تحيط بنهديها وإن لم تخفى ما تحتها - وراحت تتمايل وتتراقص - بحركات مثيرة - وتلوى جسمها بليونة مع إيقاع الموسيقى الصاخب - مما فجر فى جسدى طاقات من السعادة واْلمتعة
إقتربت منى وأنا على حافة الفراش
وقالت :إستلقى على الفراش – وإكشف عن ظهرك
سألتها : لماذا ؟؟؟؟
قالت :اُريد أن أتصل بك
قلت : كيف هذا - ؟؟بذلك الوضع !!!!
قالت :إنها طريقتنا – وسوف تكون سعيداً
إستلقيت – وإستدرت – وإمتطت هى ظهرى – وشعرت بأصابعها لامست أكتافى – وراحت تهبط بأصابعها من كتفى إلى ظهري على إمتداد عمودى الفقارى حتى وصلت إلى منطقة العجز – وضغطت بقوة – وشعرت بتيار يسرى فى جسدى – وموجات غريبة تغمرنى – ولذة تتصاعد – تتصاعد – حتى القمة !!!!!
كانت إفروديت ما زالت بين أحضانى – وقد أراحت رأسها فوق صدرى – وقد بدأت تحكى لى عن عالمها المثير - !! وفجأة نهضت مودعة
قلت : إلى أين ؟؟؟
قالت : لا بد أن أذهب – سأراك فى عالمى قريباّ
ومن نافذتى المطلة على البحر – إقتربت إفروديت – ثم تلاشت
2 - عالم إفروديت
كانت أشعة الشمس قد بدأت تتسلل إلى داخل غرفتى – فأغمضت عينى لأنام وعاد الى ذاكرتى كلمات إفروديت
سأراك فى عالمى قريباّ
سأدعوك الى عالمى – ستتخلص من الجسد – ويخف وزنك – وتسبح فى العالم كما تريد – وبسرعات لا حدود لها
غمرتنى هالة من الضوء – المتداخل الألوان – ويغلب عليها اللون الأحمر – كانت تقترب منى وسط الطاقات اللانهائية من حولى – نعم – إنها موجات إفروديت فى عالمها اللا محدود – وها هى تقترب مرحبة بى – لتعرفنى بعالمها الحرارى المتموج
أننى ما أزال أحمل معى أحاسيس بنى الإنسان – أشعر وكأننى مربوط بخيط رفيع مع جسد ما – فى مكان ما - !! ولكن بألرغم من ذلك – فإننى خفيف الحركة وأكاد أشعر بألسعادة مع تداخل موجات إفروديت بموجاتى – إنها تندمج فى – وتطوف بى – وهى تتراقص وكأنها تحمل كل الوان السعادة
لم أكن أشعر بألمكان – ولم أكن أشعر بألزمان - وبدأت تتضح لى إختلافات كثيرة فى هذا العالم المثير – فليست الجان كلها متشابهة النموذج –أو الطاقة الحرارية – وهى أيضاً ليست دائما فى سلام مع بعضها البعض – بل هناك الكثير من المشاكل بين فرقها المختلفة – وإتضح لى أن الإنسان فى نومة هو أقل من كل الكائنات – تموجا وطاقة – ولذلك فهو أقلها تشكلا – وقليلاً ما يستطيع أن يشكل لها ضرراً
وعلمت أن عالم الجن متسع – وعلمت أنة ليس باْلضرورة أن يكون الإنسان هو هدفهم - بل إن الصراعات فيما بينهم أكثر – وأكثر !!!!!
فمن الجن – منهم من آمن – ومنهم من كفر - والشياطين هم نسل الجن الكافر – ومنهم أحزاب كثيرة - وطوائف عديدة – فمنهم الأبالسة ذوى الطاقة العليا – وهناك المردة – والعفاريت – وهناك من نفس الطائفة تتكون تجمعات لها أهداف مختلفة – وأفكار وآراء مختلفة – حتى إتها تختلف فى لون هالاتها الحرارية – فهناك الجن الأزرق الهالة – وهذا أكثرهم طاقة – وهناك الجن الأحمر
إقتربت أنا و إفروديت – من مجموعة من الهالات – عددهم سبعة – عرفتنى بهم إفروديت – أبوها وأمها – وأختين – وثلاث إخوة - كنت أشعر وكأنهم غير مرحبين لوجودى
قالت لهم : هذا سامى – من كانت صورته على قلبى – وهو قدرى !!!! وكما تعلمون كم تعبت فى البحث عنه – حتى وجدته
قال والدها : ياإبنتى – أنت لست أول – ولا آخر - من يرتبط بإنس – ولكننا نخاف عليك من – كابوش – فهو يريدك –وأنت ترفضين - ونخشى أن يسبب لك هذا – متاعب كثيرة – قاطعت إفروديت كلام أبيها
قالت : لا تخف ياأبى - فإن كان كابوش – طاقتة كبيرة عنا – إلا إنى أعرف كيف اُبعدة عنى

3- نيرافانا
كانت إفروديت بجانبى – على الفراش – حين إستيقظت مع غروب الشمس – قبلتنى بين عينى
قالت :هيا بنا نأكل – لقد أحضرت لك كل ما تشتهى من الطعام !!!
وتقدمتنى بقامتها الممشوقة – وقد إنسدل شعرها الطويل – متموجا على كتفيها – ممتداً حتى عانق ردفيها
مائدة الطعام عامرة بكل ما تشتهى النفس من فاكهة التفاح والموز والأناناس – وأيضاّ عسل النحل والذبدة والقشدة والبيض والعصائر – أحاطتنى بذراعها اليمنى – وبدأت تطعمنى بيدها اليسرى - !! وبدأت أنا أيضاّ اُطعمها بين شفتيها
بعد أن فرغنا من تناول الطعام
سألتها : لماذا تذكرين دائماً –أن إسمى سامى ؟؟؟
قالت : لأنك أنت سامى
قلت : ولماذا إسمى الذى أعرفه وينادينى به الناس – هو خالد ؟؟؟
قالت :أنت لا تعرف – إنك ولدت ومعك أخ توأم - وكنت أنت تتميز عن أخاك بشامة على خدك – وسماك أبيك سامى – ووالدتك أسمت أخاك خالد – ولكن خالد توفى بعد إسبوع من الولادة واُستخرجت شهادة بوفاة سامى – وأصبحت أنت خالد – من هذا اليوم
قلت : كيف ستكونين معى – عند ما تحضر سميره والطفلين –
قالت : ( باسمة ) ألم أقل لك – أنك وحدك الذى ترانى – وكذلك أنت وحدك من يسمعنى !!! فأنا سأكون معك دائما – حتى فى وجودها
قلت : أنا أشعر وكأننى أستعيد بعض ذاكرتى - فأنا اليوم فى شوق لرؤية أطفالى - وإن كانت عاطفتى نحو سميرة لم يطرأ عليها أى تغيير ؟؟؟؟
قالت :عندما ستحضر سميره وأولادك – وتراهم – ستتذكر كل لحظات حياتك معهم – ولكن حاذر ياسامى من إهمالى - فأنا اُحبك
كان هناك سؤال يجول فى خاطرى – وكنت متردداً فى سؤاله – ولاحظت إفروديت ترددى
فقالت : تريد أن تسألنى – ما إذا كنت من الجان المؤمن - أم الكافر ؟؟؟؟
إستغربت من أنها عرفت ما يدور فى ذهنى
قلت : نعم - كما اُريد أن أعرف إسمك الحقيقى ؟؟؟
جلست بجانبى على الفراش
وقالت : أنا من جماعة الشياطين الحمر - وإحنا جماعة كافرة - وإسمى نيرافانا
وللمرة الاُولى – إنقبض صدرى – وتسارعت دقات قلبى - ولاحظت نيرافانا ما إعترانى من تغير – فإقتربت منى - وأحاطت ظهرى بذراعيها – ثم إحتضنتنى من الخلف – وراحت تتداخل فى جسمى – وسرت بداخلى نبضات متسارعة من تموجات التداخل - وتصاعدت طاقات النشوة – والإرتواء
وقالت : ( وهى تهمس فى اُذنى ) لا تخف منى - فأنا عاشقة لك !!!!
وقامت مودعة – وغادرت كما بألأمس
حاولت أن اُغمض عينى لأنام – فلم أستطع
ولأول مرة منذ رأيتها على رمال الشاطىء - وجدت نفسى فى حالة من الخوف - ماذا أفعل ؟؟؟
لا بد أن تنتهى هذة العلاقة – ولكن كيف ؟؟؟
أننى لو نمت – ستجذبنى إلى عالمها
لا - لا - لن أذهب - إن إيمانى وإرادتى - سيكونان هما الحاجز بينى وبين هذا العالم - إنها تأتى إلى عالمى – بإرادتها - وهى لا تستطيع أن تجذبنى إلى عالمها بدون إرادتى
لا بد أن أعيش حياتى بعيداً عنها
وأغمضت عينى - وكلى إرادة - بأننى لن أذهب إلى عالم الطاقات الرهيب
4-عودة الذاكرة

صرخت سميره - من شدة الفرح – و أنا أحتويها بين ذراعى وأنهال على شفتيها تقبيلا – بعد أن أخبرتها بعودة ذاكرتى - وقفز الأطفال حولنا وعلى أكتافنا – سعداء فرحين بعودة الإبتسامة على شفتى – بعد شهور طويلة من العذاب إحتويتهم فى أحضانى – وإنهمرت من عينى – دموع – راحت تحفر طريقها على خدى
لا أعرف هل هى دموع الفرح والسعادة - أم دموع تأنيب ضميرى على علاقتى مع نيرافانا
قالت زوجتى : النهارده لازم نحتفل برجوعك لينا – وأنا عازماك نقضى السهرة – فى أى مكان يعجبك – وعلى حسابى – إية رأيك ياجميل ؟؟
هاهى زوجتى – حبيبتى – سميره – بطريقتها المرحة الجذابة
قلت : ماشى ياعسل – ما دام إنت اللى حتدفع ياجميل
قالت : نفوت على اُختى سوسن - نسيب الأولاد – وبعدين أنا تحت أمرك
كانت كل الموائد محجوزة فى الفندق الكبير – فئة الخمسة نجوم – قلت للمشرف على القاعة – إتصرف – دبر لنا مكان – ودسست فى يده ورقة نقدية رمقها بطرف عينه وعندها قال : إتفضل يابية – وتقدمنا إلى مائدة مطلة على البيست – وأعطانى قائمة الطعام قائلا :تحب أجيب لكم إية ؟؟؟
إشتركت أنا وزوجتى فى إختيار وجبة العشاء – كما طلبت زجاجة من البيرة
كانت سميره ترتدى فستان سهرة براق – ذهبى اللون ذو فتحة صدر عريضة – برز منها ثدييها المستديرين الجميلين – وكانت إبتسامتها الجميلة ترتسم على وجهها الناصع البياض – ذو خدين متوردين
قلت لحبيبتى –( وأنا أحتضن كفيها بين كفي) :فاكره ياحبيبتى – القاعدة دى بتفكرنا بأعياد جوازنا - إية رأيك نعتبر النهاردة عيد جواز جديد لينا
إنفرجت شفتاها عن أسنانها اللؤلؤية وهى تضحك قائله : كل يوم ياحبيبى حيكون عيد جواز جديد
سقط الكأس من يدى -!!! جاء المشرف بسرعة وقدم مناديل ورقية للتجفيف - ورفع حطام الزجاج - وأحضر لى كأسا آخر
مرت لحظات - وأنا فى حرج من الموقف – وجففت زوجتى بالمنديل ما سقط على فستانها – ولم يبعد عنا الحرج سوى بدأ برنامج السهرة – إنتشرت الإضاءة خافتة على البيست – وبدأت الفرقة الموسيقية فى العزف عندما دخلت راقصة تتمايل بخفة وهى تخلع ملابسها قطعة وراء اُخرى وتلقى بها أرضا - ولم يتبقى سوى قطعتين يظهران أكثر مما يحجبان - الراقصة ممشوقة القوام – مياسة القد – تتحرك فى خفة ونعومة – راحت تحرك ذراعيها الى أعلى ثم تهبط بهما على ساقيها تلتف وتتماوج –ثم تتقوس وتلامس أيديها أرض المسرح ووجهها لأعلى ثم ترتفع وتتمايل وهى تخلع قطعة اخرى– وعلى نغمات موسيقى تتصاعد بشدة تسقط القطعة الاْخيرة لترقص عارية – والكل يحملق فى ذهول - رغبة أو حرجاً - ولكن الكل صامت – والموسيقى تتصاعد والراقصة تتسارع إهتزازاتها وإرتعاشات كل ذرة فى جسدها – وزادت حركاتها سرعة وعنفاً
حتى توقفت الموسيقى – وإرتفع التصفيق بحرارة متواصلة – وهى تميل برأسها تحية للجمهور
كانت سميره تنظر إلى وهى تشعر بالحرج – ولكنها لم تحاول أن ننسحب - حتى لا نفسد على أنفسنا هذا الإحتفال
بعودتى
أما أنا – فقد كنت فى حالة من اللاوعى لدرجة أنى كنت أشرب من الزجاجة مباشرة .. فلم تكن الراقصة سوى نيرافانا !!!
هل هى التى حطمت كأسى ؟؟؟ هل بدأت تعلن الحرب ؟؟ لعلمها بأنى فضلت زوجتى عليها ؟؟؟ أم أنها تعلم ما برأسى من أننى لم أعد راغباً فيها – أو فى علاقتها الشاذة
قلت لزوجتى هيا بنا نكمل حفلنا فى المنزل - وربما كانت سميره تريد نفس الشىء لما إعتراها من حرج - فأقبلت تتأبط ذراعى – وهى تبتسم قائلة ياللا ياحبيبى
راحت سميره تعاتبنى بدلال – وهى تقف أمام مرآة التسريحة – وهى تخلع ملابس السهرة – وترتدى قميص النوم الوردى –التى برزت مفاتنها من تحته
قالت سميرة : عينيك كانت حتاكل الرقاصه – إحنا مش ماليين عينيك وللا إية ياعسل ؟
إقتربت منها وأنا اْلف ذراعى حول خصرها وأميل لأطبع قبلة على شفتيها الجميلة
قلت : معقول ياحياتى إن أى واحدة تقدر تملى عينى غيرك – ياقطتى
قالت بابتسامة ودلال : خد بالك القطه تقدر تخربش
فتح زجاج النافذة بعنف – وإهتزت الستائر - وتأرجحت النجفة المعلقة بسقف الغرفة بشدة
فزعت سميره – فأخذتها فى صدرى
قائلا : متخافيش ياروحى – الظاهر إن الجو إتغير – وإتجهت الى النافذة اُحاول قفلها – وبصعوبة تمكنت من ذلك –وهدأت العاصفة
تخلصت من ثيابى وأنا أتجه نحو سميره - وقد إسترخت على الفراش – جذبتنى الى صدرها وطوقتنى بذراعيها بقوة – ورحت أرتوى من شفتيها أحلى القبلات –وتصاعدت بداخلى نشوة – وما كدت أميل على زوجتى – حتى لمحت نيرافانا –بجسدها الممشوق العارى – تتقدم نحونا – وفى لحظة خاطفة كانت تمتطى ظهرى – وتتداخل فى أعماقى – وتتصاعد بداخلى طاقات النشوة واللذة – رغما عنى – وأنا أصرخ – بدون وعى منى – إبعدى عنى – إبعدى عنى –وفى لحظات كانت تهبط لتجلس على الكرسى القريب من السرير
وهى تضحك – وتضحك
كانت النشوة قد خفتت قبل أن أتواصل بزوجتى – التى فزعت من صرخاتى – فقامت جالسة – وهى تقول :مالك ياخالد ؟؟؟ هدى نفسك ياخالد – أنا سميره حبيبتك – مالك – إية اللى حصل ؟؟؟
كانت قطرات غزيرة من العرق تتصبب من جبينى - وقد إبتل جسمى أيضاً بعرق غزير – قامت سميره وأحضرت فوطة وراحت تجفف جسمى
قالت (وهى تحتوينى بذراعيها ) : حاول تستريح ياخالد – وأطفأت المصباح – وأحتضنتنى بحنان بالغ
لم أستطع أن اُغمض عينى – وأنا أرى نيرافانا بالرغم من ظلام الغرفة - وهى تضحك ثم قامت وقالت : سأعود لك غداً ياحبيبى – وإستدارت وهى تخطو نحو النافذة ثم تلاشت
كان جسدى يرتجف – عندما شعرت أن زوجتى تحيطنى بمزيد من الأغطية – أغمضت عينى محاولا النوم - وأنا لا أعرف ماذا يخبئة لى القدر ؟؟؟
5- سقوط القناع

كنت أشعر بالإعياء والإجهاد - عندما إستيقظت على قبلات سميره – وصوتها الحنون الدافىء
قالت : قوم ياكسلان – الحمام جاهز – وأنا حأحضر الفطار – الولاد عايزين ينزلوا البحر – وصاحيين من بدرى
حاولت أن أنهض من الفراش – ولكنى متعب – أشعر بصداع يكاد أن يفجر رأسى
قلت لسميره : إنزلى إنت والأولاد – وأنا سألحق بكم على البلاج
قالت : سأظل معك إذا كنت تعبان – واُختى سوسن حتاخد الأولاد للبحر
طمأنتها بأننى بخير – ولكن كسلان شويه – وأننى سألحق بهم بسرعة
لم أكد أنتهى من حمامى – حتى إنقطعت المياه من الدوش – جففت جسمى – ووقفت أمام مرآة الحمام لحلاقة ذقنى
سمعت أزيز الباب من خلفى يفتح – نظرت فى المرآة – قفل الباب – تركت الفرشاة وإستدرت لفتح الباب – لم يكن أحد بالخارج
إنك نيرافانا – لماذا لا تظهرين ؟؟ وماذا تريدين ؟؟ لا إجابة
إتركينى أرجوكى – فأنا اُحب زوجتى – أننى لا أستطيع أن أخون زوجتى - لا إجابة
إنك تفسدين على حياتى – أننى لن أتركك تحطمين حياتى
لماذا لا تجاوبينى - ؟؟ أننى أعرف أنك هنا – وأقولها لك مرة اُخرى دعينى وشأنى
إخرجى من حياتى – ولا تفرضى نفسك علينا
أننى لن أدعك تفسدين علينا سعادتنا – وسأحمى اُسرتى بكل الوسائل
نيرافانا –أنك تسمعينى – لماذا لا تجيبين - ؟؟ – هل أعلنت الحرب على -؟؟
يجب أن تعلمى إن إتفاقى معك كان باطلا – لقد كنت تستغلين ضعفى – وضياع ذاكرتى
إسمعى يا نيرافانا – لماذا لا نفترق فى هدوء
إذا كنت تحبيننى حقا كما تقولين – فإتركينى أعيش حياتى – أننى سعيد مع زوجتى – فلماذا تحطمين سعادتى ؟؟
فلتتزوجى – كابوش- فهو منكم – ويحبك – فلماذا إصرارك على هذة العلاقة الشاذة
ألا تجيبين ؟؟ أنا متأكد أنك هنا - ولتعلمى أنك لا تخيفيننى بصمتك – أو بعدم ظهورك
أنك لا تستطيعين أن تفرضى نفسك على – وعلى حياتى بعد اليوم – أننى أستطيع أن أحرقك أيتها الملعونه
لم اُتم كلمتى الأخيرة – حتى إنقلبت المائدة والكراسى وهبت ريح شديدة راحت تعبث بكل محتويات الشقة – لتقلبها رأسا على عقب
وفجأة هدأ كل شىء – وعادت محتويات الشقة الى وضعها السابق المرتب
إرتديت ملابسى وخرجت متوجها الى الشاطىء لألحق باُسرتى
كانت الرطوبة عالية فى هذا الصباح – تقدم منى طفل صغير يبيع الجرائد - أخذت منة جريدة الأهرام وأخبار اليوم – فاليوم السبت وهذا العدد الأسبوعى دائما يكون دسما
خاصة صفحة الحوادث – على فكره أننى من الأشخاص الذين يبدأون بقرائة صفحة الوفيات – وإن كانت زوجتى تكره منى هذه العادة – وإن كانت هى مغرمة بصفحة الحوادث كعادة غالبية النساء – فإنهن يجدن فيها مادة دسمة للحكايات والروايات والرغى
كانت سميره جالسة على كرسى البلاج وقد إرتدت المايوه الأحمر ذى القطعة الواحدة
وقد أبرز مفاتنها وزادها جمالا – وكان فتحى زوج اُختها سوسن جالسا على الكرسى المجاور لها – وقد إمتدت ذراعة اليمنى ليريحها على كرسى سميره – خلف رأسها
كان فتحى يضحك مع سميره – لحظة وصولى اليهم – فقامت زوجتى عندما رأتنى وصاحت ضاحكة – خالد الكسلان وصل – وضحك فتحى وهو يقول : فيه حد ينام فى المصيف لغاية الظهر ؟؟؟
تناولت سميره الجرائد وجلست تتصفحها – وأقبلت سوسن اُختها وحولها الأولاد
كانت سوسن ترتدى أيضا نفس المايوه الاْحمر – وكان فتحى هو الذى أحضر لهما تلك المايوهات من باريس – أذكر إننى شعرت بالضيق يوم إرتدت سميره هذا المايوه وجاءت تخبرنى – (إية رأيك –زوقة يجنن) – كان المايوه يحمل الطابع الاُوروبى فى كشف المزيد من مفاتن الاُنثى حتى لو كان المايوه قطعة واحدة – ففتحة الظهر كبيرة وتنحدر لتظهر أكبر جزء من أعلى الأرداف – كذلك خامة القماش من النوع المتوسط الشفافية – وإن كان هذا لم يمنع من ظهور مفاتن الصدر التى كانت تبدو شبة واضحة ومع التعرض للماء تصبح كاملة الوضوح
وأذكر أننى قلت لسميره يومها – بأننى لا أرضى بأن ترتدى هذا المايوه على البلاج – وكان دفاعها مستميتاً
قالت : فيه إيه المايوه ؟؟ ما هو زى أى مايوه – وأهو زى مايوه اُختى سوسن – وده ييجى إيه فى المايوهات البيكينى مثلا – على الأقل ده قطعة واحدة – وأكثر حشمة
وأذكر كيف تراجعت بفكرى حتى لا أبدو فى نظرها أقل تحضراً من زوج اُختها - الذى يعمل في باريس
بدأت اُعدل من وضع الشماسى – وبدئت سوسن فى توزيع السندوتشات علينا وهى تقول :تلاقيكوا ميتين من الجوع –على فكرة الميه فعلا بتخلى الواحد يجوع بسرعة
والتفتت الى سميره قائله : سيبى ياختى الجرنال اللى فى إيدك ده وكلى لك لقمه وللا السياسة مقطعه نفسها
ضحكت سميره وهى تتناول السندوتش من يد سوسن – قائله :إحنا بتوع سياسة برضه – إحنا بنشوف بس البلاوى اللى بتحصل كل يوم دى - هوه إيه اللى جرى فى الدنيا ؟؟
قالت سوسن ( وهى تغمز بعينها لاُختها) : إيه – فيه واحده دبحت جوزها تانى -
وقطعته وحطته فى إكياس نايلون ؟؟؟ تدخل فتحى فى الحوار الحريمى بسرعة مقاطعا :ياخوانا الجرايد بتاعتنا والتليفزيون هما اللى مكبرين الموضوع ودىحاجات بتحصل فى كل العالم-وحتحصل بإستمرار طول ما فيه دوافع للجريمة – سواء الراجل او الست – وبعدين إحنا ليه مستغربين اليومين دول إن الست تقتل – طب دى تيجى إيه من أيام ريا وسكينة – وللا الناس بتنسى يسرعة
وجدتنى أتدخل لاُشارك فى الحوار واُدلى بدلوى قائلا :المشكلة إن حوادث القتل الأخيرة كلها داخل نطاق الأسرة الإبن يقتل أبوة واُمة –الأم والأب بيقتلوا ولادهم – الزوج بيقتل زوجته والزوجه بتقتل جوزها – يعني أيام ريا وسكينة وإن كان دافع الجريمة هو المال – لكن الظروف الخاصة لريا وسكينة هى إللى وصلتهم لعالم الجريمة – اللى عايز أقوله إن وصول الجريمة فى الأسرة هوه اللى هز الناس – وصحيح الإعلام كبر الحكاية – لكن ليه منعتبرش إن ده إنذار ومؤشر بأن فيه حاجات كتيره وقوانين محتاجه لمراجعة
قالت سميره : البلد حصل فيها هزات إقتصادية كبيرة نتيجة حروب وإنفتاح وتهليب وفساد ودا كلة أثر على التركيبة الاِجتماعية بكل ما فيها من قيم – كل يوم فية قانون جديد وثغرات جديدة وكل يوم فية تعديل وتبديل والواحد مبقاش عارف يميز الصح من الغلط
قالت سوسن (وقد أعجبتها كلمات سميره ) : يسلم بقك هى دى – كل يوم يطلعولنا بقانون وده حرام وده حلال –والحلال بعد يومين برضة بقانون يبقى حرام - واللى قوانين جباية ونصب – يعنى دوامة
قال فتحى :زى قوانين الشقه من حق الزوج وبعدين بقت الشقه من حق الزوجه وبعدين من حق الإتنين وعلى المتضرر اللجوء للقضاء – وأخيراً الشقه مش من حق حد - كله حيبقى لمصلحة الضرايب
قلت : شوف يافتحى الحكاية فعلاً سببها الأزمات الإقتصادية – الإرتفاع الجنونى فى أسعار كل شىء جعل الحاجة اللى مكانش ليها قيمه – أصبحت النهارده قيمتها كبيرة
ومع رتم الحياة السريع كل واحد مبقاش همه اللا نفسه – أصبح لعالم المادة إغراؤه
ومع زيادة الصراع إنعكس دة كله على الاْسرة – دفء الحياة الأسرية بدأ يتلاشى
قالت سوسن (وكأنها تعطى تلميحا لزوجها) : فعلا النهارده فيه زوجه مبتشوفش جوزها بألشهور – لإنه راجل أعمال-وعيال مبتشوفش أبوهم بالسنة لأنه بيشتغل بألخارج عشان يوفر لأسرته مكان فى وسط المولد – وكل ده طبعا بيأثر على الروابط الأسرية – العواطف بدأت تقل – وحل محلها الكمبيوتر والعقل المشغول ليل ونهار بمتابعة المراكز المالية وحساب المكسب والخسارة
قالت سميره ( تتابع وجهة نظر سوسن) : ياألف خسارة المادة فعلاً عمت الناس – وكل واحد بيقول يللا نفسى –إختفت القيم والمبادىء – محدش بقى عارف حدوده – طبقات نزلت وطبقات جديدة ظهرت – والنصب بقى على ودنه – شوفوا من أيام شركات نهب الأموال بالنصب والإحتيال والخداع بإسم الدين – كل ده بيتسبب كل يوم فى تدمير آلاف الأسر – زمان كان فية تجار العملة –النهارده تجار المخدرات – وتجار الأراضى وتجار الأدوية - كلها عمليات تخريب في إقتصاد البلد
قال فتحى ( بلغة الأرقام التى تعود عليها الاُوربيون ) : تعرفوا ياجماعة آخر إحصائية عن الإدمان وتجارة المخدرات فى مصر وصلت لعشرين مليار جنيه فى السنة
وأن عدد المدمنين من شباب مصر يقترب من المليون شاب
قالت سوسن :دى مؤامرة على مصر بتمولها جهات كثيرة هدفها تدمير شباب مصر
قلت موضحا : صحيح فيه جهات كثيره تتمنى تشوف مصر ضعيفة - ولكن بدون تعليق كل الأخطاء على شماعة الآخرين –إحنا عايزين نفوق –عايزين عودة للوعى إحنا اللى بندى الفرصة للآخرين لتحطيم بلدنا وشبابنا – وإذا كان الفساد هوه السرطان اللى إنتشر في بلدنا – فلازم نستأصل السرطان بمحاربة الفساد فى كل جهة
بتوعية الشباب – بزرع الإنتماء فى قلوبهم
صرخات من جهة الشاطىء – والناس تهرول –غريق –غريق – وهبت كل ام تبحث عن أطفالها – وكل أب إنتفض مذعوراً نحو الشاطىء – وكان الغواص يسحب جثة طفل – وصرخت سميره وهي تلطم وجهها - أحمد أحمد إبني وإرتمت فوق جسد صغيرها - وغابت عن الوعى
أافاقت سميره وأنا اُربت على خدها وصرخت – إبنى إبنى - رحت اُهدىء من روعها قائلا : سميره أحمد بخير – أحمد بخير – صرخت - فين أحمد فين
قلت : أحمد بخير – إتعملة الإسعافات اللازمة بسرعة – وهو مع اُختك سوسن فى المنزل – وإنت اللى كانت حالتك خطرة وكان لازم ننقلك للمستشفى
صرخت فى وجهى وقد إرتسمت على وجهها علامات الشك فى كلماتى : إنت بتقوللى كدة ليه – بتهدينى ليه – قاطعتها قائلا : ياسميره إهدى – التليفون جنبك أهه – وحتصل بالبيت وحتسمعى صوته
وكأنها تتعلق بخيط الأمل الرفيع عبر أسلاك التليفون – وكان صوت سوسن من الطرف الآخر يؤكد لها – وصرخت فى اُختها حين قالت إنه نائم : صحيه من النوم – أسمع صوته بس – ولم تهدأ سميره حتى إرتوت اُذنيها بصوت أحمد عبر أسلاك الهاتف
وإطمأن قلبها وقالت : ياللا ياخالد – إحنا هنا ليه – لازم نمشى دلوقتى
قلت : شفت بقى يأحمد ماما بتحبك قد أيه ؟؟
رد أحمد ببراءة : أيوه يابابا وأنا كمان بحبها قوى
كانت سميره تحتويه فى أحضانها منذ وصولنا للمنزل
قلت لأحمد وأنا اُداعبه : وكمان بابا بيحبك وعايز بقى بوسه حلوه وللا يعنى كله لماما
وصاحت نهى وهى تبتسم : وأنا كمان وأنا كمان
إبتسمت سميره من هذا التيار الجارف من الحب – وراحت تداعب خصلات شعر أحمد ونهى اللتى قفزت بجانبها
فى هذة الليلة نامت سميره وسط أحضان أحمد ونهى
وأنا جلست فى غرفة نومى اُدخن ولا أستطيع النوم – وأنا اُفكر فيما حدث هل نيرافانا وراء هذا الحادث ؟؟
ومضت أيام المصيف بعد ذلك بلا مشاكل – وكنت كل يوم أنزل البحر مع أحمد ونهى ولا أتركهم – ولكن سميره كانت قليلا ما تشاركنا – بل هى فى غالب الوقت جالسة تحت الشماسى تسمع الموسيقى وتقرأالجرائد – والمجلات أو تتجاذب الحديث مع فتحى
وكان فتحى شخصية جذابة فعلا – شخصية مرحة - الإبتسامة لا تفارق شفتيه – وبجسده الرياضى كانت الكثيرات من الفتيات يقعن فى غرامه - طبعا أيام الشقاوة قبل أن يتزوج سوسن
كثيراً ما ينتابنى شعور أن فتحى لة الكثير من المغامرات فى باريس – خاصة وأن كل حكاياته فى مجال عمله عن زميلات – زميلات – ليه هوه مفيش رجاله فى باريس وللا إيه

6- الصورة الأخيرة

كانت الليلة الأخيرة – فى المصيف – ففى صباح ألغد سنغادر حتى يلتحق الأولاد بمدارسهم – وتعود سميره لعملها –وكان لا بد من أن نحزم أمتعتنا – ولكن الأولاد أحمد ونهى طلبوا أن يشاهدوا الملاهى فى هذة الليلة
قلت : خلاص المولد إنتهى - فراحوا يلحون – وهنا تدخلت سميره
قالت :معلش ياخالد – خدهم فسحهم – دى آخر ليلة – وأنا سوف اُجهز الشنط
تركب الأخطبوط معايا يابابا – قالت نهى - وهى تتعلق برقبتى
قلت : ماشى – نركب الأخطبوط كلنا
وبدأت تلك الآلة الضخمة ترفعنا وتلف بنا وتدور – ونهى وأحمد يضحكان فى سعادة – ورحت التقط لهم الصور – وأنا أيضا بدأت أستمتع وأشاركهم الضحك واللعب – يبدو أن الإنسان كلما كبر فى العمر كلما زاد حنينة للطفولة – والتخلى عن هذا الوقار الزائف – وهكذا توجهنا لركوب الساقية العالية – ثم العربات الكهربائية - ورحنا نصطدم بعربات الآخرين – والكل يضحك ويلهو
عقارب الساعة تعدت منتصف الليل – ولم ننتهى بعد – فنهى تريد الزحاليق وأحمد عايز يدخل بيت الرعب !!! الرعب بعد نص الليل يامفترى أنا عندى الزحاليق أحسن - ولكنه أصر على رأيه – وإستسلمت بأن اُشاركهم كل الألعاب –وكأننى أعيش طفولتى من جديد معهم
عدنا إلى المنزل ونحن فى قمة السعادة – كانت الواحدة صباحاً – أنوار الشقة مطفأة – يبدو أن سميره قد نامت عندما تأخرنا – قلت لأحمد ونهى : ياللا بيتك بيتك بيتك عشان تقدروا تصحوا بدرى
تقدمت الى غرفة النوم – لا بد أن سميرة قد تعبت من تحضير الشنط – كان لا بد أن اُساعدها – ولكن ماذا أفعل وهى التى أصرت على أن اُفسح الأولاد – كنت أتمنى أن تكون مستيقظة لألتقط لها الصورة الأخيرة فى الفيلم مع الأولاد – عامة – هذة الصورة ستكون لها – سأجعلها مفاجأة – سألتقطها لها وهى نائمة كألملاك الطاهر
فتحت باب الغرفة ببطء ووضعت الكاميرا على عينى إستعداداً لإلتقاط الصورة – ويدى الاُخرى على مفتاح النور
أضأت الغرفة
ضغطت إصبعى على الكاميرا بدون وعى
لألتقط صورة الخيانة !!!-
ماذا أرى بحق السماء – سميره – حبيبتى – وزوجتى - فى أحضان ذلك الحيوان القذر – فتحى
صرخت من أعماقى المجروحة – وهجمت على ذلك الجبان – الذى إنتفض مذعوراً وراح يجرى نحو النافذة – جريت خلفه لأقتله – قفز من النافذة من الطابق العاشر –
اللعنة – إلى جهنم وبئس المصير ياكلب
وإستدرت لأجد فى عيون سميره كل الفزع – وحاولت أن تصرخ – فانقضضت عليها
صرخت من أعماقى : أيتها القذرة – سأجعلك تلحقين بعشيقك
ضغطت على رقبتها بكل قوى الشر داخلى – ولم أتركها إلا جثة هامدة
كان أحمد ونهى يصرخون على باب الغرفة –أمسكتهم بيدى – ورحت أضغط على رقبتيهما – والطرقات على الباب الخارجى تتزايد – كسر الباب – وإذا بألجيران يحاولون تخليص الأولاد من يدى

7- الثمن

خالد محمد أنور
العمر 35 سنة
أنت متهم بقتل زوجتك السيدة – سميره على محمود (العمر 33 سنة ) خنقاً
والشروع فى قتل أولادك – أحمد خالد محمد (العمر 7 سنوات ) – و نهى خالد محمد (العمر 5 سنوات )
طلب الدفاع – التحفظ على الكاميرا – وتحميض وطبع الصورة الأخيرة من الفيلم –وضمها كمستند فى ملف القضية
كانت المفاجأة الاْولى – عندما أعطانى المحامى الصورة – دليل الخيانة – لأجد الصورة لزوجتى وهى نائمة كالملاك - وليس بجانبها فتحى
وكانت المفاجأة الثانية – عندما
قال لى المحامى : أن فتحى – زوج اُخت القتيلة – قد إتصلت به حهات التحقيق بالنيابة
وهو على قيد الحياة – ولم يقفز من الطابق العاشر – كما تدعى
كانت ما زالت عينى زائغة - وأنا اُمسك بصورة سميره – ووجدتنى أبكى وأصرخ
إنها نيرافانا – إنها نيرافانا
سألنى المحامى : ماذا تعنى بقولك إنها نيرافانا
وحكيت – وحكيت – كل شىء
رفعت القضية من النيابة إلى المحكمة – وطلبت المحكمة تحويلى لمستشفى الأمراض العقلية
أنا لست مجنونا – صرخت وصرخت
جاء تقرير الطبيب – أننى فى كامل الوعى العقلى
حكمت المحكمة بألإعدام شنقاً – بعد تداول القضية وإقرار المفتى - وفى الإستئناف تكرر نفس الحكم – ولم يبق سوى تنفيذ الحكم
التف حول رقبتى – حبل المشنقة – وتمت المراسم بسرعة – ووضع غطاء أسود
ليغطى رأسى

إنها النهاية –
وأنى كصديق لخالد – واُصدقة - فأنى أتخيل لحظتة الأخيرة – وكأنة هو الذى يحكى النهاية - فماذا سيقول ؟؟؟

رأيتها – وهى تقترب منى – ضاحكة
وسمعتها تقول : الآن فقط –أنت لى وحدى
صرخت من أعماقى - لا - لا
ولم تكتمل صرختى !!!!

No comments:

My Drawings

The Best Favorite Videos

Some channels

Love for all

New visitors bloglog