Monday 30 June 2008

Belly Danse - Fayzan رقص شرقى - فيزان

Sweet belly dance from Fayzan

الرماد الفصل الثانى عشر

الفصل الثانى عشر : الضمير
أمسك بألرسالة وقلبها بين يديه .. وعرف خطها .. ففض الرسالة وأخذ يقرأ
حبيبى أحمد
أقولها رغم كل ما حدث ..
أقولها لا لشىء ..إلا لأنى فعلا أحبك
أقولها .. لأنى أعرف بأنك مازلت تحبنى
ولكنى لا أعرف لماذا تقسو على الآن .. أنى مازلت أذكر كلماتك وأنت تقول : أنى لا ألوم المرأة على شىء لأنى رجل منصف .. يؤمن بأن ما من إمرأة زلت بها القدم إلا وكان وراء زلتها رجل ظالم .. وقدر غادر .. وظرف قاهر ..أن كل فتاة فى هذه الدنيا تحلم بألحب .. وبألزواج .. والحياة الهانئة السعيدة ..ولا يمكن أن تحلم بألزلل والعثار .. والإنتقال من رجل الى آخر ..فإذا ما قدر لها أن تزل وتعثر .. فإن الذنب لا يكون ذنبها أبداً .. وأنما الذنب ذنب الرجل الذى دفع بها الى الهاوية ..
هذه كانت كلماتك .. فهل أنت ما زلت مؤمناً بها .. نعم أننى وقعت فى الخطيئة .. ولكن مع من ؟؟ هل تعلم ؟؟ ومن الذى دفع بى الى الهاوية ؟؟ هل تعلم أيضاً ؟؟وهل تعلم من الذى يحاكمنى على خطيئتى ؟؟ أنه أنت ..
أنت آخر من كنت أعتقد أن يحاكمنى بعد أن دفع بى ..أن الذنب ليس ذنبى .. أو للإنصا ف ليس ذنبى أنا وحدى .. أنه ذنبك أنت أيضاً
أننى حرمت من السعادة .. فوجدتها فيك .. بين أحضانك وحنان حبك .. وإنسقت معك .. دون وعى منى .. وكنت أعلم بأنى لست مخطئة فى حبك .. وكنت أعلم أن حبنا سوف يكلل بالزواج .. عندما تنهى دراستك .. لتعوضنى السعادة التى حرمت منها طيلة حياتى .. لقد بنيت الآمال الكبار على قوة حبنا .. وجائت ثمرة حبنا .. كنت أعتقد بأنت ستفرح كثيراً .ويكون إبننا دافعا جديداً لك يدفعك قدماً الى الأمام لتحقق التفوق .. وتبنى لنا عشنا الهادىء السعيد الذى طالما تمنيت أن يحتوينا ويظللنا بجناحيه
والآن .. لا أعرف مصيرى .. هل سيكون مثل مصير كل فتاة خاطئة .. هل سيكون كمصير أختى منى ؟؟ طبعاً أنت لا تعرف ما حدث لها .. وقد كانت الضحية .. الضحية لرجل غرر بها ودفع بها الى الهاوية بعد أن وعدها بالزواج ثم تخلى عنها .. تطلعت إلية بنظرات فيها الذل وفيها الرجاء .. لكنه كان أقسى من الوحوش الضارية .. قتلته لتنتقم لشرفها المسلوب .. ولكرامتها التى مرغها فى الوحل .. وهربت .. هل تعرف إلى أين ؟؟ أنى أيضا لم أكن أعرف .. ولكن الأقدار جمعتنى بها أخيراً لأعرف النهاية التى وصلت أليها .. نعم كان الملجأ الأخير لها .. وهو الملجأ الوحيد لكل خاطئة ..
والآن .. لقد كتبت الكثير .. والكثير جداً .. وحان موعد السماع .. أريد أن أسمع رأيك .. أننى أعيش فى عذاب .. والحكم لك الآن .. وسأرضى بحكمك ..ولكن عندما تصدر حكمك على .. تذكر إبنك .. ولا تضعنى موضع الخاطئة .. لأنى كنت أحبك ..
من الفتاة التى طالما أحبتك .. نادية
قرأ رسالتها مرة .. وأعاد قرائتها مرات .. ثم وضع الخطاب أمامه .. وقد إستيقظ من حلمه .. وتخيل دموعها .. وهى تتوسل إليه بكلماتها .. وإستيقظ ضميره .. فهو أيضاً له الجانب الأكبر من الخطيئة .. بل هو السبب .. ماذا كان يعتقد فى فتاة تحبه وتزوجت من غيره رغما عنها وحرمت من السعادة فى منزل زوجها .. أنه يتذكر اللحظة التى قبل فيها الكأس .. لقد كان الكأس يرتعش بين يديه .. ولكنه أمسك الكأس بقوة .. وراح يرتشف منها السعادة .. وأسكرته الخمر فإنقض على الزجاجة يفرغ محتوياتها ليطفىء النار التى إشتعلت فى صدره .. أنها تمنعت .. ولكنها لم تستطع مقاومته .. وخارت قواها ..وأسبلت عينيها وأسندت رأسها على صدره ..
أنه المخطىء .. لماذا لم يتحكم فى مشاعره .. لماذا لم يمنع نفسه من الخطأ ؟؟ إذا أراد أن يحاكمها على نفس الخطأ
.. كان أولى به أن يصلح ما أفسده ويتم زواجه لينمو إبنهما بين أحضانهما
أخذ يفكر .. وقرر أن يتم زواجه من حبيبته نادية
وحقق وعده .. ولم يمر أسبوعان حتى كانت نادية تجلس بجانيه .. وعادت الحياة تبتسم لها من جديد .. وأشرق فجر يوم جديد .. وأحمد جالس يداعب إبنه الصغير .

Sunday 29 June 2008

Belly Danse رقص شرقي Jihan ALMASSRI جيهان المصرى 2

nice dancer

الرماد - الفصل الحادى عشر

الفصل الحادى عشر : أحزان تتراكم
تحركت النزعات الشيطانية فى نفس أسعد وقرر أن ينتقم من الكهل ..لم يفكر فى الوسيلة التى سينتقم بها .. ولكن كان الغضب يملأ قلبه
كان ذلك عصر يوم وهو يتجول ويتسكع فى الطرقات مع أحد أصدقائه ..وأشار أسعد الى منزل فى الطريق وهو ينظر الى صديقه قائلا : هذا هو المنزل .. فى العاشرة مساء الغد إفتح الباب بهذا المفتاح وأدخل .. وكما وصفت لك ستجد هناك فى ركن من أركان غرفة المكتب بالطابق الأول .. خزينة ضخمة ..وبها الكثير من ثروة الرجل .. وسأنتظرك فى منتصف الليل لنقتسم الثروة
ومضى الليل سريعاً وأشرق صباح جديد .. ومضى النهار بطيئاً حتى حل الظلام .. وفى التاسعة مسائاً .. فتح الباب .. وإندفع أسعد الى الداخل وصعد الدرج بخطوات بطيئة هادئة .. ودفع باب الغرفة بيده وكان مواربأً .. وكان الرجل نائماً .. وغمد أسعد سكيناً حاداً فى صدر الرجل .. وصرخ الرجل صرخة مكتومة .. وتتابعت الطعنات ثم خمد كل شيىء ووضع أسعد السكين فى جيبه وإندفع الى الخزينة محاولا فتحها بأداة خاصة .. فإستجابت له وفتحت .. ليملأ جيوبه وطيات ثيابه بما بها من مال ومصاغ ..ثم توجه الى النافذة يرقب الطريق وقد إقترب صديقه من الباب الخارجى ليفتحه ..كان يجب عليه أن يعمل بسرعة .. أخذ يشعل النار فى الأثاث ..ثم أخذ يعدوا هابطا الدرج .. ثم توارى حتى دخل الصديق .. وهرب أسعد من المنزل .. وصعد الشاب الى الطابق الأول كما وصف له أسعد .. وأخذ يبحث دون جدوى .. كانت النيران قد إشتعلت فى الطابق العلوى ورآها السكان المجاورين للمنزل وكذلك المارة .. وتم الإتصال بقسم الإطفاء .. وأتت عربات الإطفاء وعربات النجدة .. وإكتشف اللص بأنه قد خدع ..وفوجىء بالنيران تحاصره .. وحاول الهرب ..ولكن السكان شاهدوه وهو يقفز من أعلى السور المحيط بالمنزل .. ليتجنب الخروج من الباب الذى تجمع الكثير من الناس حوله .. فأمسكوا به .. وأدى رجال الإطفاء واجبهم فى إخماد النيران .. وعثر رجال الشرطة بعدها على جثة الرجل المتفحمة .. ثم إتضح وجود آثار لطعنات غائرة فى الجثة ..فأصبح حادث الحريق يصاحبه جريمة قتل ..وبدأت التحقيقات مع اللص الذى أنكر صلته بالحادث .. ومع المزيد من التحقيقات .. وشعور اللص بأن الإتهام بألقتل وأشعال النيران موجة الية لا محالة .. إنهار اللص وأخبر بقصته مع أسعد الذى خدعه وغدر به .. فتم القبض على أسعد الذى أنكر أى صلة له بعملية القتل أو الحريق .. بل أنكر معرفته لهذا الشاب المتهم .. وقام رجال الشرطة بعملية تقتيش فى منزل أسعد ومنزل الشاب المتهم ..ولكن لم يعثر على شىء أو دليل ضد أسعد .. فتم الإفراج عنه ..
ولكن كانت تتم مراقبة أسعد لوجود شكوك ضده خاصة بعد أن إتضح أن القتيل قام بفصله من العمل فى إحدى شركاته منذ فترة قريبة .. والتى بررها أسعد بأنها خلافات عائلية .
بعد ثلاث شهور من الحادث .. بدأ أسعد يتردد على منزل راقصة .. فقامت الشرطة بعد الحصول على تصريح بتفتيش شقة الراقصة .. وكانت المفاجأة المتوقعة وعثر ت الشرطة على الثروة ..فتم القبض على أسعد والراقصة وأعيدت التحقيقات .. وإعترف أسعد وحكم علية بألأشغال الشاقة المؤبدة .. وأُفرج عن الشخص الآخر والراقصة التى أثبت المحامى الذى يترافع عنها بأنها ليس لها علم بمصدر هذة الثروة .. كما انها لا تعلم بجريمة القتل..
وصل خبر الحكم على أسعد الى أسماع الأم التى إنهارت تحت تأثير صراخها وبكائها .. ومرت أيام قليلة كانت الأسرة تعيش خلالها أحزان كبيرة .. وكأن القدر قد آل على نفسه بألا يدع الأسرة حتى فى أحزانها .. وألا يتركها فى سلام ..فكان الحادث الآخر هو القبض على المعلم خليفة مع جمع من أصدقائه وهم يتناولون سموم المخدرات فى منزل أحدهم ..
كانت الأزمات تتوالى على الأسرة فى سرعة عجيبة .. وكانت ألأم مكتوفة اليدين .. ماذا تفعل سوى البكاء ثم الصبر ودفن الاحزان فى الصدور .. التى كادت أن تنفجر من تراكم الأحزان .. فعاود المرض الأم ..ولكنها لم تستسلم له .. أخذت تعمل وتكافح فى سبيل الحصول على لقمة العيش التى يتقوتون بها ..بعدما أصبحت الأسرة على وشك الإنهيار ..
وتذكرت الأم إبنتها الهاربه منذ سنوات .. بعد أن قتلت عادل ..نعم أنها كانت ضحية .. ضحية الجهل .. والسبب كان والدها الذى لم يهتم برعايتها أو رعاية إخوتها .. أنها لم تذهب لمدرسة ولم تعرف أى مهنة .. عاشت طوال حياتها فى المنزل .. بين الأطباق والأكواب .. لم تعرف معنى الحب .. لم تذق طعم الحنان فى أسرتها .. ولذلك زلت قدمها .. لقد وجدت القلب الذى جعلها تشعر بألحنان .. فمالت إليه .. وخدعها .. فما شعرت بخديعته إلا بعد فوات الأوان.. فقتلته لتنتقم لشرفها ولكرامتها التى مرغها فى التراب ..
وتمتمت الأم : نعم أنها ليست غلطة أحد منهم .. ولكنها غلطة الأب .. الذى لم يهتم يوما من الأيام بأولاده .. بل كان كل ما يفكر فيه إنجاب أولاد .. أولاد .. ليكونوا عصبة قوية وسنداً له .. وإزداد عدد الأولاد .. ولم يستطع أن يرعاهم ولم يصبحوا عصبة قوية ولم يصبحوا سنداً له .. فإنصرف الى سموم المخدرات ينسى فيها همومه .. نعم أنصرف الى ملذاته .. وترك الأم وحدها عاجزة على رعاية هذا العدد من الأولاد .. ماذا كان حالهم لو لم ينجبو هذا العدد الكبير من الأولاد .. لا شك أن حالهم سيكون أفضل مما هم فيه الآن .

Saturday 28 June 2008

I win 7385942 sterling pounds in just 2 weeks !!!!

Since i win the false $ 2.5 million fund in an african bank .. through my e mail ... the story which i published it and ended in 3rd of june 2008
I discovered that my e mail is the most lucky e mail last 2 weeks in many lotteries which allow me to win more than 7 millions of sterling pounds .. so funny really .. all the countries discovered suddenly that my e mail so lucky and all want to send alot of millions to me ..
Even one company the UK NATIONAL LOTTERY .. sent to me 4 times in the last 2 weeks for sum of 4364008 sterling pounds ... you see how much my e mail so lucky .. and all companies and groups of lottery want to send there millions to me ..
Is the life so easy like that ohhhhhhhhhhhhhhhh lovely let us check the messages sent to my lucky e mail .. by the way it is mi_shaban@yahoo.com

UK National Lottery,P O Box 1010 Liverpool,L70 1NL UNITED KINGDOMWINNING PARAMETERSFINAL NOTIFICATIONDear Winner,We wish to congratulate and inform you on the selection of your email coupon number which was selected among the 6 lucky consolation prze winners Your email ID identified with Ref : L/400-26932 and was selected by our E-games Random Selection System (ERSS) with entries from the 50,000 different email addresses enrolled for the E-game you have been awarded the sum of (£2,000,000) You are to contact the claims agent with the following details for the release of your winnings.Claims Requirements:1.Name in full:.........................2.Home Address:.........................3.Age:..................................4.Mail Address:.........................5.Occupation:...........................6.Amount Won:...........................7.Phone Number:.........................8.Present Country:......................9.Sex:..................................10.Marital Status:......................Customer Support UnitUnited Kingdom Lottery FiduciaryContact Mr: Mack WilliamsContact E-mail:processingclaims@btinternet.comMrs.Marry James.©Co-ordinators Manager.United Kingdom National LotteryCOPYRIGHT © 1994-2008 ALL RIGHT RESERVED

UK NATIONAL LOTTERY.THE MARINA HEIGHTS,ENGLAND.We are pleased to inform you of the result of the just concluded UK NATIONALLOTTERY ONLINE PROMOTIONS draws held on the 19th of June, 2008.The online cyber lotto draws was conducted from an exclusive list of 21,000email addresses of individuals and corporate bodies picked by an advancedautomated random computer search from the internet. NO TICKETS WERE SOLD.After the automated computer ballot, your email address emerged as one of thewinners in the category "A" with REF Nos:UK/9420X2/68.You have therefore won a cash prize of £864,008.00 GBP (Eight Hundredand Sixty-Four Thousand,and Eight British Pounds Sterlings).Your prize award has been insured with your email address and will betransferred to you upon meeting our requirements, statutoryobligations,verifications, validations and satisfactory report.TO CLAIM YOUR PRIZE,CONTACT THE CLAIMS AGENT:======================================Eric SvenssonEMAILS: ericsvensson12@gmail.comTEL: +44-704-572-0271FAX: +44-700-606-1034======================================NOTE: You are to keep all lotto information away from the general publicespecially your reference and ticket numbers. This is important as cases ofdouble claims will not be entertained.NOTE: You are to forward the following information to the claims agent:UK NATIONAL LOTTERY CLAIMS APPLICATION FORM-C============================================WINNING EMAIL__________________NAME OF WINNER__________________________CURRENTADDRESS_________________COUNTRY/NATIONALITY______________AGE_____ SEX_____________MARITAL STATUS___________OCCUPATION_______________TEL_________AMOUNT WON__________________====================================CONTACT AGENT ERIC SVENSSON:EMAILS: ericsvensson12@gmail.comTEL: +44-704-572-0271FAX: +44-700-606-1034====================================Congratulations!!!DR.

LUCIA COCHRAN,ZONAL CO-ORDINATOR.
Contact Mr. Pinkett for the claim of £500,000 pounds which you havewon in UK NATIONAL LOTTERY. Provide your Names,Address,Age,Occupation,Tel,Country Send: mr_pinketgriphin@yahoo.comRegards,Mrs. Helen Anderson.

UK NATIONAL LOTTERY BOARDONLINE NOTIFICATIONContact Mr.Pinkett Griffin for the claim of £1.000.000pounds which you have won in UK-LOTTERY COMPANY.Provide your Names,Address,Age,Occupation,Tel,Country.Email:infodepartment@btinternet.comSincerely,Mrs.Rose Woods.UK NATIONAL LOTTERY

THE CAMELOT GROUP,operators of The National Lottery.3b Olympic Way,Sefton Business Park,Aintree, Liverpool ,L30 1RD.WINNING NOTIFICATIONThe United Kingdom National Lottery wishes to inform you that the resultsof the E-mail address ballot lottery international program by GreatBritain held on the of 20th of June 2008.Your mail account have beenpicked as a winner of a lump sum pay out of Eight hundred and ninty-onethousand,nine hundred and thirty-four Great Britain pounds £891,934.00pounds sterlings)in cash credited to file REF NO.REF:UKL/74-A0802742008.This is from total prize money of GBP4,459,670.00 shared among the FIVE(5)international winners in thiscategory.The selection was made through a computer draw system attachingpersonalised email addresses to ticket numbers.The draws registered asDraw number one was conducted in Brockley,London United Kingdom on the20th of June, 2008.These Draws are commemorative and as such special. Please be informed bythis winning notification to Contact your fiduciary agent Mr Phil Herald,with the information listed below.Mr Phil Herald.Camelot GroupHead Winning Claims Dept.Email:cgcpu101@googlemail.comTel: +44 703 199 7681Ref Num:Winning Numbers:Amount Won:1. Full Names:2. Home Address:3. Age:4. Sex:5. Marital Status:6. Occupation:7. Phone numbers:8. Country:Accept Our Congratulations once more.Sincerely,Mrs. Vanessa ThompsonOnline Coordinator.THe Camelot Groupoperators of The National Lottery

Dear Winner,This is to inform you that you have beenselected for a cash prize of £550,000.00 (five hundredand fifty thousand British Pounds) International programsheld on the 26th June 2008 in London Uk.For claim proccess you are to contact our lotteryfiduiciary agent with the below information.BMW LOTTERY DEPARTMENT UK7 DOCK WAY, SEFTON BUSINESS PARKLONDON, T40 4RTUnited KingdomContact KEN HUGHESE-mail: HUGHES@Dores.comEndeavor to provide him with the followinginformations;Names:.....Telephone/Fax number:Nationality:....Age:....Occupation:Contact him and please providing him with yoursecret pin code x7pwyz2005, your Reference NumberBMW:2551256003/23 and your personal information.NOTE: Winners are to keep their winning confidential.Yours SincerelyWalter ColeTHE DIRECTOR PROMOTIONSBMW.

E.C.O.WA.S HeadQuarters,Social Dev./Funds Remittance Dept.Graki,Abuja.Nigeria.Dear beneficiary,Your email account has emerged a lucky winning account of a check of 80,000 pounds in the E.C.O.W.A.S(Economic Community Of West African States) donations.This program sponsored by E.C.O.W.A.S is the first of its kind and isaimed at eradicating poverty in Africa and also towards educational and societal development by reducing unemployment in Africa.Your email account was randomly selected from a database of over 250,000 email account from the African Continent by a computerisedemail selector.You are hereby urged to please make good use of this funds allocated toyou by investing so citizens can be employed.We hope to make ourContinent a better place through this promo.NOTE:E.C.O.W.A.S will demand an account of how you have invested thisfund after six (6) months from today.Charges for delivery by FedEX courier Service West Africa Region has been paid.The only fee you will be sending to FedEX is the Security keeping feeof the check.E.C.O.W.A.S would have paid for this fee but was concerned about thetime you will contact FedEX for delivery incase of demurrage.You are advised to keep all informations about your prize strictlypersonal to avoid imposters.All you have to do now is contact the Dispatch Officer FedEX CourierService with his information below:NAME:Paul OsaroWest African Office Edo State Nigeria.Email:fedex_courierserviceltd@live.comYou are to provide him with your information i.e name,address,telephone,etc so he can provide you with details of how your check will be delivered to you.You can also contact the Attourney General of E.C.O.W.A.S Mr.Segun Johnsen (S.A) if you desire more information.Email:segunjohnsenchambers@consultant.com.Conggratulations.Greg Adams

(S.A.N)(PROGRAM CO-ORDINATOR)
Your E-Address was selected online in this week's AWARD PROMO.Your draw has a total value of £1,500,000. Please acknowledge the receipt of this mail with the details below to :Mr.Edison Walker.Contact E-mail:edisonwalker_office01@yahoo.deClaims Requirements:1.Full name:2.Home Address:3.Age:4.Sex:5.Marital Status:6.Occupation:7.Phone Number:8.Nationality9.Country Of Residence

oil prices new record $ 142.26 !!!!!!!!


Yesterday the oil continue in the crazy oil market to jump to a new record when it reach $ 142.26 per barrel .. so the saudi arabis summet last sunday not give any hopes or improving to this crazy market even after the saudi arabia production increased to 9.7 million barrel per day .

What is controling the crazy oil market now ?? .. really no body know .

Who behind the price increase ??

Still i have the idea that oil price will be $ 200 before the end of 2008 which it mean that prices jumped 300% in just one year !!!!!!!!

الرماد - الفصل العاشر

الفصل العاشر : من يدفع الثمن ؟؟؟
عادت نادية اخيراً الى منزل أسرتها المتواضع بعد تلك الفترة الطويلة التى قضتها بعيداً عنه .. ولم تكن نادية أخبرت والدتها شيئاً عن مرض زوجها ..ولم تكن الأم تعلم شيئاً أيضاً عن الطفل الذى أنجبته إبنتها .. نظراً لفترة الغياب التى أمضتها نادية فى العزبة .. وعدم ترددها على منزل والدتها منذ عودتها .. ولذا فقد فوجئت الأم عند رؤيتها للطفل فأخبرتها نادية بأنه إبنها من زوجها ..وأنها انجبته عندما كانت فى العزبة ..وسألت الأم إبنتها : ما الذى أتى بك فى هذا الوقت المتأخر من الليل ؟؟ ..فردت نادية : لقد حدث نزاع بينى وبين زوجى وقد قررت أن أبتعد عنه ..لقد مللت هذه الحياة .. وطلبت منه الطلاق ..وإنتفضت الأم فى دهشة .. : ماذا .. ماذا تقولين ؟؟ فتابعت نادية الكلام : نعم .. طلبت الطلاق .. ولا أريد منه شىء .. أننى سأعمل كى أعول نفسى وإبنى ..ولن أعود إليه مرة أُخرى .. أنها غلطتكم أنتم .. ولقد حصلتم على الثمن ..فلتتركونى وشأنى .. ولم تستطع الأم أن تناقشها .. وتمتمت الأم : وماذا سيفعل أسعد .. أهل سيستمر فى الذهاب للعمل عند زوجك ؟؟ فردت نادية : من الأفضل ألا يذهب .. لأنه لم يلحقه بالعمل إلا مرضاة لى .. ونظرت اليها الأم فى دهشة .. ولكن نادية كانت تفكر فى شىء آخر ..
وقابلت أحمد مرة أُخرى ..وقالت بصوتها العذب : مبروك ياأحمد .. لقد علمت بنجاحك هذا العام .. لقد فرحت لك كثيرا .. وكذلك عندما علمت بأنك ستعمل فى إحدى شركات البترول .. ورد أحمد عليها محاولا تصنع الإبتسام : الله يبارك فيك ..لقد أخبرتنى أنك تريدين منى طلبا ً فما هو ؟؟ وبصوت ضعيف أخذت تسرد قصتها عليه .. لقد تركت زوجها .. وهى تعيش مع والدتها .. وطلبت منه أن يحقق وعده لها بالزواج ليعيش إبنهما بينهما فى سعادة وسرور .. وينمو فى حضن أبيه وأمه ..
وتدور ألأفكار فى رأسه حول محور الخطيئة ..وأنها خانت زوجها .. وربما تتكرر الخيانة معه أيضاً .. فبدأ يتكلم وفى نبرات صوته قسوة .. وتعلق قلبها وعيناها بشفتيه وقد عقدت الآمال على الحروف القليلة التى ستفلت من بين شفتيه ودق قلبها بشدة وهى تستمع الية : يانادية .. أنك تعلمين بأنى حصلت على وظيفتى منذ عهد قريب .. وليس فى إستطاعتى فى الوقت الحاضر أن أُفكر فى الزواج ..
وكأنما وضعت الآمال على قمة جبل شديد الإنحدار ..فسرعان ما تساقطت على أرض الواقع الشديد القسوة .. وطأطأت رأسها فى زلة .. وقد ملئها الحزن .. وتجمد اللعاب فى حلقها فشعرت بجفاف شديد فما إستطاعت أن تتكلم مرة أُخرى ..ولم يحاول هو الآخر أن يتكلم أكثر .. ومرت الأيام بطيئة مثقلة بألهموم ..
وفى مساء يوم .. إنقبض قلبها بشدة وشعرت بإختناق شديد .. فخرجت .. وأخذت تنقلها قدماها على غير هدى .. أخذت تسير وتسير ..وهى لا تفكر فى شىء مطلقاً .. كانت ساهمة الفكر .. زائغة النظرات .. ومن بعيد كان شبح النهر يتراءى لها .. وإقتربت أكثر وأكثر .. وجلست أمام النهر على مقعد من الرخام .. وأخذت الأنوار تتراقص أمام عينها .. حمراء وخضراء .. تطفأ .. وتضاء ..وتاهت فى دوامة من الأفكار اليائسة ..فقررت أن تستريح .. لماذا لا تلقى بنفسها فى الماء وتستريح من عذابها ؟؟ وتلحق بأختها التى إختفت منذ سنوات .. وتساقطت الدموع من عينيها وهى تتذكر حادث إختفاء أختها منى .. لقد قتلت عادل وهربت .. لا بد أنه إعتدى عليها فقتلته .. وربما إنتحرت بعد ذلك ..ربما ألقت بنفسها فى هذه المياه المترامية .. والآن هاهى المأساة تتكرر ..ولكنها لم تقتل .. لأنها تحب ..أنها تحبه .. أخذت تتمتم بهذه الكلمات بصوت ضعيف .. وإقتربت منها سيدة فى الأربعين من عمرها ..ورأت الدموع فى عينيها ..وسمعتها وهى تتكلم .. فجلست بجانبها وحيتها فردت نادية التحية بإبتسامة خفيفة حاولت أن تمسح فيها دموعها ..,سألتها السيدة : لماذا تبكين أيتها الصغيرة ؟؟
وجدت نادية فى المرأة صدراً حنونا .. أو هكذا كانت هى تبحث عن صدر يحتويها .. فأخذت تحدثها عن حبها .. حتى أباحت لها أيضا برغبتها فى الإنتحار .. وهنا طلبت منها السيدة أن يتوجها الى المنزل ليتحدثا بعيداً عن نظرات المارة المتسائلة ..ونهضت نادية وتأبطت ذراع المرأة .. ووصلا الى المنزل المكون من طابقين .. فصعدا الى الطانق العلوى .. وهناك شاهدت نادية ممراً طويلا .. تصطف حجرات مرقمة على جانبيه ..وإعتقدت نادية أن المنزل عبارة عن فندق .. ولكن إعتقادها ذاب سريعا عندما فتح باب غرفة فى منتصف الممر .. وإستدارت نادية لتلمح .. فتاة عارية .. لا يغطى جسدها سوى منشفة قصيرة تحيطها حول خصرها .. وتوقفت ناديه .. ولمحت شيئاً فى الفتاة .. وإستدارت الفتاة .. لترى أُختها نادية أمامها .. وكانت مفاجأة .. وتجمدت الفتاة فى مكانها .. وصرخت نادية بها : منى .. هل أنتى ... وتعثرت الكلمات وقد أفاقت نادية من وقع المفاجأة لتسألها : لماذا تقفين عارية هكذا ؟؟؟
أندفعت منى الى نادية وإحتوتها بين ذراعيها وهى تبكى بشدة .. وكانت السيدة العجوز ما زالت مندهشة مما حدث .. ومر وقت قصير ..لم يسمع خلاله سوى صوت فتاتين تجهشان بالبكاء ..وجاء صوت السيدة متسائلا : أهل تعرفين منى ياتادية ؟؟ وردت نادية : إنها أُختى .. ونظرت السيدة الى منى وقالت : إذهبى وإرتدى ملابسك .. وأحضرى لنجلس سوياً ..وإرتدت منى ملابسها وحضرت مسرعة .. وطلبت من نادية أن يخرجا قليلا ثم يعودان .. وخرجت الأُختان .. وبدأت منى الحديث متسائلة : ما الذى أتى بك الى هنا ؟؟
وقصت نادية الموضوع بأكمله على أُختها ..وسألتها نادية : لماذا كنت عارية بهذا المنزل .. وما الذى حدث لك ؟؟
وأجابت منى : أننى كنت أبيع جسدى .. لمن يرغب فيه .. أنه الطريق الوحيد الذى وجدته أمامى عندما تعثرت ..لقد كنت على وشك الإنتحار .. لكن القدر أرسل لى هذه السيدة كى أعيش وأتعذب ..وأحيا وأتألم ..وأبيع جسدى لمن يدفع الثمن ..
وبكت الأختان ..وأخذت كلا منهما تروى تفاصيل قصتها للأُخرى .. وتعجبت منى من أن القصتان متشابهتان .. ولكنها ما كانت تعتقد أن أحمد الذى كان يحب نادية ويعبدها يقف منها الآن موقف الذئب ..
وتمتمت : هذا غير معقول .. إن أحمد يحبك ,, ولا شك فى ذلك .. وردت نادية : هكذا هم الرجال .. يلفظون السيجارة من فمهم متى إستمتعوا بدخانها وإستراحت أعصابهم ..
فردت منى : لا أعتقد أن أحمد مثل هؤلاء
وطلبت نادية من منى أن تترك هذا المنزل لتعود معها الى منزلهم .. ولكن منى رفضت أن تعود قائلة : إننى لم أعد منى التى تعرفينها .. إن منى الحقيقية قد ماتت منذ سنوات ..

Friday 27 June 2008

Belly Danse رقص شرقي

Sweet Belly Dance

الرماد - الفصل التاسع

الفصل التاسع : الستار يرتفع
لكن السماء لم تغفر لها خطيئتها ..لم تستطع سعدية أن تكتم السر طويلا على زوجها .. فأخبرته بكل شىء عن نادية ..ولم يرضى زوج سعدية على ذلك فقرر أن يخبر زوج نادية بأمر هذا الطفل .. فحاولت سعدية إثنائه عن ذلك بأن أخبرته بأن نادية ترسل لها كل شهر مبلغاً من المال لمساعدتها وكذلك تكاليف تربية الطفل .. ولكن هذا أيضاً لم يثنى الزوج عن عزمه .. وحانت الفرصة عندما ذهب زوج نادية الى المزرعة كى يرعى شؤنها .. فرأى حمدان مقبل عليه وبين يديه طفل صغير .. ودهش الزوج .. لماذا ترك حمدان العمل وأتى فى هذا الوقت .. ولماذا يحمل الطفل معه .. وإعتقد أن حمدان ربما أتى لطلب بعض النقود فربما إبنه مريض .. ولكنه سرعان ما أبعد هذا الإعتقاد عن رأسه عندما رأى الطفل يبتسم فى صفاء فتنفرج شفتاه عن أسنان صغيرة بيضاء وكأنها قطع من اللؤلؤ .. وبادر حمدان بالكلام قائلا : أنى جئت اليك لأقص عليك حديثاً .. قد يعود عليك بالنفع ..فقال الزوج وقد إرتفع حاجباه فى دهشة : ماذا ؟؟ تكلم .. قل ما تريد ..وجمع حمدان شتات فكره ليتكلم ولكن الكلمات تعثرت على شفتيه .. وإستعاد حمدان رباطة جأشه ونظر الى صاحب العزبة قائلا :عندما حضرت زوجتك فى المرة الأخيرة أنجبت هذا الطفل.. وطلبت من زوجتى سعديه أن تقوم برعايته نظير مبلغ من المال .. ولاحظ حمدان وهو يتأمل الزوج ..ما طرأعلى ملامحه من تغيرات كثيرة وما ظهر عليه من إضطراب .. وتابع حديثه : أنى أعلم بأنك فى أشد الدهشة من كلامى ولكنى سأخبرك بكل ما عرفته ..أنى علمت بأنك لم تقرب زوجتك ..وأنها كانت تحب شاباً آخر قبل أن تتزوجا .. وأن علاقتهما إستمرت وجائت ثمرتها بهذا الطفل ..لم أكن أعرف سوى أنه طفل لقيط وجدته سعدية على قارعة الطريق فإنتشلته عندما رق قلبها له .. ولقد رق قلبى أنا الآخر للطفل عندما شاهدته .. ولكنى عندما عرفت الحقيقة قررت أن أخبرك بكل شىء ..
ولمعت عينا الزوج .. وحلت نظرة الغضب محل نظرات الدهشة والإستغراب ..ونظر الى الطفل الصغير .. ثم الى حمدان وقال : أنى أشكرك على أنك قد أخبرتنى بالحقيقة .. التى لولاك لإستمرت هذه المرأة فى خداعى ..أحضر الشنط لأنى سأعود للقاهرة اليوم
أخذت العربة تنهب الطريق نهباً .. مندفعة بأقصى سرعتها ..وأخذت رأسه تدور ..وبدا له الطريق أمامه بحر طويل .. لا نهاية له .. وأنه مندفع بعربته سابحاً على صفحته ..وهيأ له بأن أعمدة النور من خلفه أشباح تطارده ..وأعمدة النور من أمامه .. شياطين تترصد خطاه ..لتنقض عليه فى اللحظة المناسبة .. ودارت العجلات بسرعة أكبر ودارت أفكاره فى شتى الإتجاهات .. ونظر الى الطفل الراقد بجانبه .. أنه ثمرة الخطيئة .. أيلقى به على قارعة الطريق ؟؟ كان يجب أن يعرف بأن زوجته ستسلك هذا الطريق .. فأين هو منها ؟؟ أنه رجل كهل ..مريض ..أنه لم يعطها حقها كإمرأة تعيش معه .. كان يريد أن يقترب منها بقلبه ..ويحيط قلبها بيديه .. ويضمه الى صدره .. ليحيا فى سعادة وهناء ..
ولكن الفارق الكبير فى العمر جعل أيضاً من الصعب عليها أن تقترب بقلبها منه لتعيش معه فى سعادة أخرى بعيداً عن ملذات الجسد .. فهى فى سن الشباب .. وتلك النيران التى تشتعل فى هذا الجسد كيف تستطيع أن تخمدها مع هذا العجوز ؟؟ ودارت كل هذه الأفكار براسه فأخذ يتمتم بدون وعى وقد إغرورقت عيناه بالدموع :أنها غلطتى أنا ..لماذا أتزوج بفتاة صغيرة تشتعل ثورة وشباباً .. وأحرمها من نعيم حياتها الجسدية .. كان يجب ألا اقدم على هذا .. أو كان يجب أن أخبرها بحقيقتى وضعفى ولها أن تختار وتقرر .. نعم أنها غلطتى أنا ..ولكن هذا لا يمنع من أنها أخطأت ..ولقد تحملت نتيجة غلطتى .. ويجب عليها أن تتحمل نتيجة خطيئتها ..
وصل الى باب المنزل وصعد فوراً الى الطابق العلوى حيث توجد غرفة النوم ؟؟ كان يعتقد أنه سيشاهد الخطيئة تتكرر ..ففتح الباب بحركة سريعة ودفعه ..لكنه لم يجد أحد بالغرفة سوى نادية وكانت نائمة .. وإنتفضت من نومها على حركة الباب ..ودخل وهو يحمل بين يديه الطفل ..
رأت نادية الطفل بين يديه فجزعت وإندهشت ..وحاولت أن تتكلم .. ولكن ماذا ستقول .. ولكنها سألته : لم تحمل هذا الطفل بين يديك ؟؟
فنظر إليها نظرة لمحت فيها بريق السخرية وقال : أنه طفل صغير ..أحضرته كى يعيش معنا .. فقد عثرت عليه زوجة حمدان على قارعة الطريق ..وأخذت ترعاه بين أولادها .. فلما علمت بهذه الحكاية طلبت من حمدان أن أقوم برعايته .. كان الطفل مستغرقاً فى النوم عندما ناوله لها.. فحملته بين يديها .. وأرقدته بجانبها . ونظرت الى زوجها وقد تابع كلامه قائلا : أليس هذا ظلم حقاً ؟؟ أليس لهذه الأم التى القت بإبنها قلب ينبض بالحب ؟؟
قالت ناديه : ربما الظروف هى التى جعلتها تلقى به فى الطريق .. ولكنى متأكده من أنها كانت تراقبه حتى عرفت الشخص الذى حمله وأخذه ليرعاه .. نظر اليها قائلا : نعم ..ربما الظروف هى التى جعلتها تفعل هذا .. لا بد أنه ثمرة خطيئتها مع أحد الشباب .. وربما أنها متزوجة ..وخافت من أن يعرف زوجها الحقيقة فألقت به على قارعة الطريق ..
فإندهشت لكلامه وأخذت تستخلص منه الحقيقة ومدى ما وصل اليه من معرفة .. فقالت : ربما يكون هذا هو الذى حدث فعلا فأخذ يتمم كلامه قائلا : نعم .. ولكن ما الذى جعلها تسلك هذا الطريق الشائك
فأجابت : ربما أخطأت دون وعى منها ..وكل إنسان فى الحياة معرض للخطأ .. وربما قد ندمت على خطيئتها ..
سألها مقاطعا : ترى ما الذى دفعها الى ذلك ؟؟ .. أنى أعتقد بأنها كانت تحب شابا ً .. ولم تكن تحب زوجها.. وبرقت عيناها ولاحظ هو ذلك .. فأخذ يكمل كلامه ويلقى بألسهم الأخير فى جعبته : وربما هذا الزوج مريضا ً..
وأسدلت عينيها وراحت تبكى .. أنه يعلم الحقيقة كاملة .. وتمتمت قائلة : أننى ندمت على خطيئتى .. وكنت سأخبرك بالحقيقة حتى تغفر لى .. ولكنه صرخ فى وجهها : لقد خدعتينى .. والآن تتوسلين الى .. أخرجى من منزلى ..
وحاولت أن تتوسل اليه قائلة : أننى لم أكن .. ولكنه قاطعها وهو يصرخ : لا أريد تفسيراً ..أخرجى .. أذهبى الى الشيطان ..
والقى بجسده على المقعد وأخفى وجهه بين يديه ..وأخذ يبكى ..
ولم ينظر إليها .. ولم تستطع أن تنظر اليه .. وخرجت من المنزل .. وهى تحمل الطفل بين يديها ..

Thursday 26 June 2008

يانظيف .. كفاية تنظيف لجيوبنا

بلاغ الى حكومة نظيف التى حملت على عاتقها مسؤلية تنظيف شعبنا .. حتى تصبح لنا الريادة فى النظافة .. كما كانت لنا الريادة فى كل شىء على ظهر الأرض منذ خلقها الله .. لقد أمسينا وأصبحنا وقد خرجت جيوبنا من مكامنها نظيفة ناصعة البياض .. بل أنظف أيضاً من الصينى بعد غسيله ..أى والله نستطيع الآن أن نباهى بريادتنا للنظافة العالم أجمع .. فشكراً لحكومتنا النظيفة التى حولتنا من شعب معفن ..الى شعب نظيف .. هى دى الحكومات وإلا فلا .. الحكومة التى تعمل من الفسيخ شربات .. ووسط أشد المعاناة من الأسعار العالمية تستطيع حكومتنا أن تغزل برجل حمار .. فهنيئاً لنا .. ونعاهد حكومتنا النظيفة بأن نحافظ دوماً على ما حققتة من إنجاز وريادة .
أعلنت وزارة الاتصالات أمس - الأربعاء - أسعار التعريفة الجديدة للتليفون الأرضي،
علي أن يبدأ تطبيقها من الثلاثاء المقبل أول يوليو
وقررت الوزارة زيادة سعر المكالمة المحلية بنسبة 50% لتصبح بـ3 قروش بدلاً من قرشين، وزيادة سعر الدقيقة الأولي 33% تقريباً بعد زيادتها إلي 8 قروش بدلاً من 6 قروش، وزاد الاشتراك الشهري بنسبة 20 % للتليفون المنزلي، ليصبح 12 جنيهاً بدلاً من 10 جنيهات، وبالتالي تزيد الفاتورة ربع السنوية بمقدار 6 جنيهات، وزاد اشتراك التليفون التجاري 8 جنيهات بنسبة 50% ليصبح 24 جنيهاً
من ناحية أخري، تقدم النائب المستقل مصطفي بكري - أمس - بطلب إحاطة عاجل مطالبًا بضرورة إلغاء قرار زيادة أسعار تعريفة المكالمات، وضرورة توضيح الحكومة للأسباب التي دفعتها إلي ذلك، وقال «بكري» لـ«الدستور»: ما حدث يؤكد أننا أمام حكومة نهب منظم، مهمتها فرض الضرائب وإفقار الشعب، مما يؤكد أيضًا إفلاسها، فالقرار عبء جديد علي ميزانية المواطن الذي لا يستطيع الاستغناء عن التليفون، ولا أعرف علي أي أساس زادت الأسعار، لذا فإن هذه الحكومة يستوجب الحجر عليها لإساءتها استخدام السلطة ودفعها البلاد إلي فوضي عارمة.

Belly Danse رقص شرقي

Sweet Egyption Belly Dance

الرماد - الفصل الثامن

الفصل الثامن : الندم
ومرت الأيام .. وعادت نادية الى القاهرة الى منزل زوجها .. والى حبيبها أحمد .. وكانت المفاجأة التى لم تتوقعها هى عدم نجاح أحمد هذا العام .. وما هذا الفتور الذى قد ظهر واضحا فى كلامه معها .. وحاولت دعوته لمقابلة ..ولكنه رفض دعوتها .. ثم إستجاب مع إصرارها ..نظرات غريبة لاحظتها فى عينيه وهى تسأله : ما بك ياأحمد .. وما هذا الفتور فى كلماتك .. أهل نسيت حبنا ؟؟ ما بك ؟؟ لم لا تتكلم ؟؟ لم يطرأ تغير على نظراته أو ملامح وجهه القاسية التى لم تعهدها فيه .. ورد بصوت يصحبه حشرجة : بإذن الله سوف أذاكر جيدا فى العام القادم ..وردت نادية : أنى أستطيع أن أنتظرك عام أو أكثر ..لكنى أريد أن أراك سعيداً ..مبتسماً كعادتك دائماً .. فأجابها وقد رسم إبتسامة بدت صفراء على شفتيه : سأكون هكذا ..
عادت نادية الى منزلها حزينة أنها كانت تتمنى لقاء سعيداً معه ولكنها كانت مخطئة فى توقعاتها ..وأخذتها الحيرة .. وإزداد قلقها ..وإضطرابها ..لا تعرف ماذا تفعل ..تتطلع الى الماضى تستلهم منه الذكريات الجميلة وتستمد منه الصبر والسلوى .. وتنظر الى الحاضر فيتشتت تفكيرها .. أهل سيحقق أحمد وعده بالزواج منها ويبنى لها ولإبنه عشاً دافئاً يجمعهما سوياً ويحقق أحلامها ؟؟
قطع عليها أفكارها وصول زوجها فلاحظ شرودها وسألها : ما بك يانادية ؟؟ فأجابت : لا شىء .. فقظ كنت أفكر فى أخى أسعد .. فسألها : وما به أسعد ؟؟ .. قالت .. أريد منك أن تلحقه بالعمل فى إحدى شركاتك .. فقد رسب هذا العام أيضاً .. أنه لا يميل للمذاكرة ..فهذا العام الثالث له وهو يرسب فى الإمتحان ..وإبتسم الزوج قائلا : هل هذا ما جعلك فى هذه الحالة من التفكير والحزن .. أننى سأحقق لك طلبك .. عليك الأمر وعلى الطاعة .. فلا تحزنى .. أنك إنتشلتينى من أحزانى ورسوت بى على شاطىء السعادة .. أنك أيقظت الأمل وجعلتينى أعيش فى دنيا الحب .. بعد أن حرمت منها عمراً طويلا .. ولذلك سأحقق لك كل ما ترغبين فيه ..سأمنحك حياتى .. وإقترب منها وأخذ يقبلها فى وجنتيها .. وشعرت لأول مرة بالحب لهذا الكهل ..وشعرت وهى تنظر اليه بأنه قريب .. وقريب جداً من قلبها .. ولما حدقت فى عينيه أحست وكأنها تسير معه فى رحلة طويلة فى محاولة البحث عن نفسها التائهة ..وراحت تشبع نظراتها من عينيه ..وهو صامت .. ينظر إليها وكأنه يتسائل : لماذا سلكت طريق الخطيئة ؟؟ كانت تتأمله بكل نظراتها وكأنها تعرفه من زمن بعيد .. لقد أوحى لها بالطمأنينة ..لذلك إسترخت على المقعد وكأنها إستراحت بعد رحلة طويلة وعرة بين دروب الجبال .. أنها لم تفكر فيه من قبل .. أما الليلة .. فوجدت نفسها مندفعة اليه رغما عن إرادتها ..
وقررت أن تنسى أحمد ..وخطيئتها .. وشعرت بأنها نظيفة أكثر من أى وقت مضى .. وأنها تميل الى هذا العجوز ..لقد ملاْ كيانها .. وتسلل الى صدرها ليستقر بداخل قلبها .. وشعرت وهى تتأمل وجهه على ضوء الشمعة الناعسة بأنه حياتها النظيفة ..وأنه الأمل الأكبر الذى سينقذها من الوحدة .. شعرت بخفقات الحب تسرى فى كيانها .. لم تصدق نفسها .. وشدت على يده .. وأقتربت بثغرها منه .. وقالت : أنى أعاهدك .. لم تعرف كيف نطقت بها .. ولكن قلبها هو الذى نطق بها .. ولم يدعها تكمل عبارتها .. رأت فى عينيه حباً عميقاً.. ضمها الى صدره ..وصهرها بكيانه .. وشعرت أنها إمرأة لها قلب .. التقت معه فى قبلة لم تذق فى حياتها أطيب منها وأعذب ..قررت إسدال الستار على الماضى ..لتعيش فى كنف رجل واحد .. تحبه .. وتخلص له وحده ..نعم ..قررت أن تنسى حبها لأحمد ..وتنسى أحمد نفسه ..فلقد مات الحب فى صدره ولم يبق من أثر له غير الذكريات .. لقد مات حبه منذ أن تزوجت .. لقد مات حب أحمد ولكن حبها له لم يمت .. مات حبه منذ أن شعر أو تخيل أنها لم تعد ملكه بل صارت ملك زوجها .. ولم يمت حبها له .. وهكذا الرجال يحبون المرأة ليمتلكونها .. أما المرأة فإنها تحب الرجل لتكون مملوكة منه .. حتى ولو كان يملك أربع نساء فى وقت واحد .. وقررت أن تسدل الستار على الماضى .. وتنصرف الى بناء حياة جديدة سعيدة لها ولزوجها .. فلقد أسدل أحمد الستار أولا .. وعادت بذاكرتها الى الماضى عندما إكتشفت أنه مبهور بجمالها الى حد الذهول ..أنه ينظر اليها وكانه ينظر الى شىء غير عادى .. ويحدق فى عينيها وكأنها تسيطران عليه وتأمرانه بأن ينام .. ويصحو ..ويتكلم بطريقة مغناطيسية ..وتذكرت المقابلات التى كان يحدثها فيها عن حبه وعن إعجابه بشخصيتها .. أنها تذكر اليوم الذى سألته فيه عن المرأء إذا ذلت قدمها ؟؟ وتتذكر كل كلمة قالها .. لقد قال لها فى هذا اليوم .. أنه لا يلوم المرأة على شىء .. لأنه رجل منصف .. يؤمن بأن ما من إمرأة زلت بها القدم إلا وكان وراء زلتها رجل ظالم .. وقدر غادر .. وظرف قاهر .. أن كل فتاة تحلم بالحب والزواج ممن تحب والحياة الهانئة السعيدة .. ولا يمكن أن تحلم بألزلل والعثار والإنتقال من رجل الى آخر .. فإذ اما قدر لها أن تزل وتتعثر .. فإن الذنب لا يكون ذنبها أبداً ..بل ذنب الرجل الذى دفعها الى الهاوية والى الزلل ..هذا ما كان يقوله .. ولقد تأثرت بكلماته ..وأعجبت به وبمنطقه ونظرته الإنسانية الى المرأة .. ولكن أين هى تلك النظرة الآن ..لقد أصبح هو الرجل الظالم .. والقدر الغادر ..والظرف القاهر ..أن الذنب ذنبه هو .. ألم يقل هذا ؟؟.. أنه الحاكم .. والمتهم فى نفس الوقت ..كان أولى به أن يحاكم نفسه أولا قبل أن يحاكمها .. لقد روى ظمئه .. إذن ما شأنه بالزجاجة الفارغة ..لقد القاها جانباً ليفكر فى زجاجة أخرى لم يفتح غطائها بعد ..وهكذا هو الرجل .. لا يرضى لإمرأة بمثل ما يرضى به لنفسه .. يندفع معها الى الهاوية .. ثم سرعان ما يتوقف ليتركها تسقط وحدها فى الهاوية .. يرتكب معها الخطيئة ثم يمسك بالسيف ليحاسبها على خطيئتها
فكرت نادية فى هذا كله .. ولكنها ما عاتبته .. فحبها له ما زال قوياً .. ولكنها قررت فقط أن تنسى أو تتناسى حبه .. لتسعد الرجل الذى وهبها عطفه وحبه وحنانه .

Belly Dance رقص شرقى JELLINA

Belly Dancer JELLINA

Belly Dance رقص شرقي من تركيا

Nice Belly Dance

Wednesday 25 June 2008

الرماد - الفصل السابع

الفصل السابع : الكأس يرتعش

عادت الشعلة لتوقد من جديد ..ويتلألأ وهجها فى سماء الأبدية ..وعادت نادية لتشبع نهمها من ينبوع السعادة الذى حرمت منه فى منزل زوجها ..وعاد أحمد ليتربع على عرش الحب ويملأ عينيه ببريق العاطفة .. وهاهى الجوهرة بين يديه .. ولكنها ليست ملكا له ولا يستطيع أن يمتلكها .. هاهى المرآة التى طالما إنعكست عليها صورة السعادة والأمل ..ولكنه لا يقدر أن يقترب منها أو ينظر اليها .. كان يعلم أنه سيرى صورة زائفة للسعادة وصورة باهتة للأمل لكنة ما كان عليه إلا أن يرتشف من الزجاجة .. وهى تقربها الية ليرتشف ويروى ظمئه .. وتردد قليلا .. ولكن الكأس يدنو من شفتيه ..ودون وعى منه ..دارت الدنيا به وإرتعش الكأس بين يديه .. وإذا به يغوص فى المقعد الجالس عليه ..شعر بألقشعريرة تسرى فى بدنه .. الجريدة على المائدة أمامه تشير فى إحتجاج ودهشة الى إرتفاع غير عادى فى درجة الحرارة ..تحسس جبهته بيديه إذا بقطرات من العرق البارد تغمر أصابعه ..وإقترب منها ..أو إقتربت منه ..أنة لا يشعر إلا بشىء واحد .. أنه يشعر بأنه يدنو ويقترب من الهاوية ..لكنه لا يستطيع أن يتقهقر ..فكيف يتقهقر وهذه اليد الناعمة القوية تدفعه قدماً الى الأمام ..وتحتويه بين ذراعيها .. ومال على الكأس يقبلها ويرتشف رضابها ..كان المذاق حلواً .. ورفع الكأس الى شفتيه مرة أخرى .. ولم يستطع أن يبعدها عن شفتيه .. وأرتعشت الكأس تحت أسنانه ..ولكنها رعشة لم تدم سوى ثوانى .. ووسط هذه المشاعر المتدافعة المتدفقة وجد نفسه يزيح غطاء الزجاجة ليفرغ محتوياتها فى جوفه .. ليطفىء نيران إشتعلت فى داخله
هدأ كل شىء ..وأمضى ليلته محتضنا زجاجته الفارغة .. يقول زجاجته .. نعم فهى الآن تعتبر زجاجته ما دام صاحبها غائباً ..فهذا هو اليوم الثالث منذ غادر الزوج المنزل الى العزبة ليشرف بنفسه على العمل هناك فى مكافحة دودة القطن .. كان أولى به أن ينتظر ليباشر مكافحة دودة القز .. كان أولى به أن يعود ليرى التحول الذى يحدث داخل الشرنقة ..كان أولى به أن يعود ليشاهد تصادم السحاب وشرارات البرق وتساقط الأمطار على الأرض الخصبة .
التى عاشت عمراً طويلا دون أن تسقط عليها الأمطار لترتوى .. ها قد سقط المطر وإرتفعت المعاول لتهبط عليها أشد وأقصى ..لتفتت جزيئاتها .. وتعرض ما بداخلها لأشعة الشمس لإحيائها .. وقد شاء القدر تواجد البذور فى الأرض وقت تساقط الأمطار ..وها قد تكون النبت الصغير وبدأ يثبت جذوره فى أحشاء الأرض لينمو ويكبر ..
عاد الزوج ليرى زوجته فى أقصى حالات السعادة .. وفرح لسعادتها .. وليزيدها سعادة وعدها بالذهاب الى إحدى مصايف أوروبا .. وجاء اليوم وحقق الزوج وعده .. وهاهى تجلس أمام البحر .. تنظر لتضارب الأمواج وإرتفاعها ..والى الأطفال يلعبون ويمرحون على الشاطىء .. وأخذت الأفكار تتضارب فى رأسها .. بتحرك النبت الصغير فى أحشاء الأرض ليكبر ويترعرع .. وشعرت نادية بحركته ..أنها تعلم أن أمرها سيكتشف بعد شهور قليلة ..ففكرت فى الأمر طويلا وإستقرت على الحل أخيراً ..أنها الطريقة الوحيدة وستقوم بتنفيذها فوراً ..
لم يمض على تواجدهم بالمصيف سوى أسبوع عندما طلبت نادية من زوجها العودة الى مصر .. وحاول الزوج أن يستفسر عن هذه الفكرة الطارئة لكنها أصرت على العودة دون أسباب ..وهبطت الطائرة أرض المطار وفى الطريق الى المنزل حاول الزوج أن يسألها عما بها ؟؟ لكنها لم تجبه بشىء .. وفى المنزل أخبرته بأنها تريد أن تعيش فى مكان هادىء بمفردها .. وأنها تريد أن تذهب الى العزبة لتعيش هناك .. وقبل الزوج لإرضائها ..وذهبت نادية الى العزبة وهناك رحب بها الحميع .. وهناك أخذ الجنين يتحرك فى حرية .. وبعد عدة شهور خرج الى النور طفل جميل مشرق الوجه قد أرتسمت على شفتيه أبتسامة والده ..أنه صورة طبق الأصل لوالده .. بشعره الأسود اللامع ..وعينيه الصغيرتين .. وأنفه الصغير المدبب .. وإحتوته بين ذراعيها ..تضمه الى صدرها وهى تقبله .. ولم يعلم بالخبر أحد سوى سعديه .. وهى المرأة الوحيدة التى أحبتها ناديه .. وأخبرتها بكل شىء .. ولم تخفى عنها شيئاً .. وبادلتها سعديه الحب .. وأخفت سرها .. حتى عن زوجها حمدان
وأرسلت نادية خطابا ً الى حبيبها أحمد
حبيبى أحمد
منذ ستة شهور غادرت القاهرة أنا وزوجى الى إحدى مصايف أوروبا ..وهناك تحركت ثمرة حبنا فى أحشائى .. وعدت الى القاهرة ثم قررت أن اعيش فى العزبة حتى مولد طفلنا .. ومرت الشهور وأنت فى ذاكرتى كل وقت ..وكان إبتعادى هذه المدة هى الطريقة الوحيدة حتى لا يعرف زوجى الحقيقة .. وخرج ولدنا الى الحياة أخيراً .. بإبتسامتك ونظرات عينيك الجميلة .. وكنت قد صادقت إمرأة طيبة هنا إسمها سعدية .. وأخبرتها بقصتى .. كى أجد الوسيلة لبقاء الطفل معها .. حتى يحين وقت زواجنا .. وهى من ساعدتنى فى الولادة .. وقد طلبت منها أن تأخذ أبنى وتضمه لأولادها ليعيش بينهم هذه المدة .. ففرحت وأخذت ولدى معها وأخبرت زوجها بأنها وجدته بالقرب من الترعة فأخذتها الشفقة به ..وأحضرته ليعيش وسط أطفالها .. وفرح الأب به عندما نظر الى عينيه الصافية .. وعاش ولدنا بين أولاد سعدية وكانت تحضره لى كل يوم لأمتع نفسى بالنظر اليه ولأضمه الى صدرى ..
والآن .. وقبل أن أودعك فى رسالتى هذه أطلب منك أن تجتهد هذا العام لكى نستطيع أن نحقق الأمل الذى كنا نتمناه .. ويعيش ولدنا الصغير بين أحضان أسرتنا السعيدة .. وأخيراً أُخبرك بأنى سأعود للقاهرة قريباً .. وتقبل منى قبلاتى وأحضانى وأشواقى اليك ياكل أملى فى الحياة .. حبيبتك نادية .
قرأ أحمد الخطاب عدة مرات .. وهو غير مصدق .. هل أصبح أب ؟؟ كيف حدث هذا ؟؟ .. وإرتسمت علامات الضيق على وحهه وهو يصرخ : لا .. لم يحدث هذا .. وأمسك بالخطاب يمزقه بين يديه فى إنفعال وثورة .. ويلقى به من النافذة وهو يتمتم : هذا كلام لا يعقل .. ثم يعود ليفكر بهدوء قائلا : ولم لا أننى وقعت فى الهاوية وهذه هى النتيجة ويصرخ من جديد : لا .. هذا ليس إبنى .. إنها تسخر منى .. أنه أبن ؟؟ ولكنه لم يقترب منها .. أنا الذى إقتربت من الكأس وأفرغت ما بها فى جوفى .. لأشبع نهمى .. وهذه هى النتيجة .. التى كان يجب أن أتوقعها من قبل .. نعم هو إبنى .. هى يجب أن تصبح زوجتى .. ولكن .. لا لا أنها دفعتنى لفعل هذا .. لم أكن فى وعى من نفسى .. أنها خدعت زوجها .. وأباحت لى أن أرتشف ما حرم على .. نعم أنها خدعت زوجها وقد تخدعنى فيما بعد ..لا أنى لن أتزوجها .. أنها امرأة خائنة . ثم يعود ليتمتم فى نبرات ضعيفة : أنها ليست خائنة ..إنها حرمت من السعادة .. أنها كانت تحبنى .. أنى أيضاً أحبها .
وأخذت موجات الفكر تتصارع فى نفسه وتتضارب وكأنها المردة .. كل يريد أن يسيطر على غيره ..وتغلب أخيراً على هذه الهواجس ..وقرر أن يخرج لينسى هذه الهموم .. وعندما القى بقدميه فى الطريق إنتابته موجة الأفكار مرة أُخرى ..وأخذ يسير على غير هدى والطريق أمامه يمتد الى ما لا نهاية .. وقد غرست الأشواك على جانبيه .. يدوسها بقدميه العاريتين ..ولا يشعر بالدماء تسيل من الجراح .. ويفيق ليجد نفسه عائداً من نفس الطريق الشائك .. والسماء فوقه وكأنها حقل من الطين الأسود ..والأشجار على جانبى الطريق كأنها الشياطين كل يريد الإنقضاض عليه ..ليطيح برأسه فى الهواء .. وينظر الى أعمدة المصابيح على طول الطريق تمتد عالية الى السماء .. الى حقل الطين .. لتضىء هناك .. دنيا الخطيئة .. يصل الى المنزل ويلقى بجسده المتعب على السرير محاولا النوم .. لكنه لم يستطع ,, كيف ينام .. وقد أصبح أباً ؟؟

Tuesday 24 June 2008

أمس .. واليوم

جزء من خطاب .. بعد كتب الكتاب بحوالى ثلاث شهور ..وهو ديالوج ..وإن كنت أتخيل رد زوجتى
زوجتى .. وحبيبتى .. إزيك دلوقتى يابطة
كويسة خالص ياحبيبى **
يعنى أقدر آخد بوسه من شفايفك الحلوه
لأ .. ياحبيبى **
ليه .. ياروحى
عشان الدنيا حر **
طب فتفوته صغيره
يحنن .. ياروحى **
طب .. بوسه على الهوا
نعم .. نعم ..ودى تبقى بوسه دى **
إمال تبقى إيه ياحبيبتى
تبقى خيابه .. فيه راجل يبوس مراته على الهوا **
يا حبيبتى .. مش بتقولى الدنيا حر ؟؟
ياعالم .. إفهمونا بقى **
آه .. مش تقولى كده من الصبح
( على فكره ..والله ..ما أنا فاهم حاجه لحد دلوقتى )
وبعد سنوات الزواج ..وزواج كل الأولاد .. كان هذا الحوار
أحمد كلمك على الموبيل ؟؟
لأ **
أصله إتصل ..وانتى عند الجيران ..وقال إنه حيروح النادى وشاهيناز رايحه كمان .. وعايزينك تروحى معاهم ..أنا قلت له يتصل بيكى على الموبايل
لأ .. ما إتصلش .. يمكن ما عندوش شحن فى الموبايل **
وبعد أن إتصلت بهم .. قالت لى
هم وصلوا .. إنا هلبس وأروح عشان زهقانه ..حاخد تاكسى وأروح **
ليه ما تاخدى العربيه ؟؟
لأ .. مش قادره أسوق ..ركبى تعبانى .. وكل ما تخف شويه ترجع تتعب **
طيب خدى تاكسى .. وحد منهم يوصلك وإنتى راجعه
إلأكل سخن على البوتاجاز .. ما تنساش تحطه فى التلاجه بعد ما يبرد **

الرماد - الفصل السادس

الفصل السادس : عودة .. ولقاء
دقت الطبول مرة أخرى .. عالية .. مدوية .. واهتزت أوراق الشجر بشدة .. وصرخت الفتاة .
تزايد الطرق على الباب الخشبى .. وخرج الزوج ..فتزايدت دقات الطبول وقد لوح الأب عاليا بدليل الشرف والعفة ..وإرتفعت الحناجر بالغناء ..
دخلت نادية منزل زوجها الفخم بأثاثة الفاخر وبما فيه من وسائل الراحة والترفيه .. وفتح الزوج باب غرفة واسعة يغمرها ضوء أحمر خافت .. يضفى إحساسا شاعريا على المكان .. وينعكس على قطع الأثاث المرتبة بنظام .. واُسدلت ستائر خضراء جميلة على سرير يتوسط الغرفة .. حيث جلست نادية .. وأقترب الزوج وإحتواهما الفراش .. وعم الظلام والصمت .. وغاص العجوز فى نومه العميق ولم تستطع نادية النوم حتى الصباح فنهضت وقد غمرت إشعة الشمس الحجرة .. وإستيقظ الزوج على حركتها .. فقبلها على خدها وتقبلت قبلته جامدة كتمثال من رخام .
قال لها : هيا يافتاتى .. أعدى لنا طعام الإفطار .. وتوجهت ناديه الى المطبخ وأعدت وجبة الإفطار وعادت لتضعها على المائدة .. وجلست بمقابلته فأشار العجوز الى زجاجة صغيرة وسألها أن تناولها له وأن تحضر كوبا من الماء .. وأحضرت له ما يريد .. فوضع بضع قطرات من الزجاجة فى كوب الماء وتناوله .. ثم جلس بجانبها وأشار لها .. هيا بنا نأكل .. وتناول طعامه بشهية .. ولكن نادية ما كانت تستسيغ طعماً لما تأكل ..
نظرت اليه طويلا .. والى النظارة السوداء التى تضفى عليه غموضاً كبيراً.. وحاولت أن تتمعن فى وجهه لترى ما يرتسم عليه من علامات .. وضع النظارة جانباً .. ونظر اليها مبتسماً .. وإستطاعت أن ترى عينيه لأول مرة .. إستطاعت أن ترى نظرات عينيه التى تدل على البراءة والسذاجة .. قال لها مبتسماً : سوف نخرج اليوم لنشترى لك ما ترغبين فيه من ملابس .. فما كان منها إلا أن إبتسمت إبتسامة رقيقة ..
وتوالت الأيام .. وحياتها معه لا تتغير .. كان مصاباً بمرض جنسى .. وكان يعالج منه .. ولكن بلا جدوى .. وهكذا عرفت مكانها فى المنزل .. إنها أصبحت دمية يتسلى بها ولا يقربها .. يريدها ولا يستطيع أن يخدشها .. فأصبحت خادمته لتعد له الطعام وأيضاً مربية .. تقرأ له الروايات والقصص وهو مستلقى كطفل صغير لا يستطيع النوم إلا إذا حكت له أمه شيئاً من القصص الخيالية . وهى غير ذلك لا شىء سوى أنها أجمل قطعة أثاث إستطاع أن يمتلكها ..
هكذا شاء القدر أن يعيش مريضاً .. محروما من عوامل السعادة فى حياة الرجل والمرأة .. لم تكن الأقدار تضن عليه بالمال .. فأرباح شركاته تزداد عاماً بعد عام .. ولكن ما فائدة هذا المال أذا لم يشعر بالسعادة .. كان يخاف أن يرتبط بفتاة فتتركه بعد أن تكتشف مرضه .. ولكن ناديه من عائلة فقيرة . إنهم لن يرفضونه إذا تقدم للزواج .. وسوف يحاول أن يجعل من نادية صديقة حميمة .. سوف لا يبخل عليها بأى شىء فى سبيل إسعادها .. وتعويضها النقص الذى فيه .
إكتشفت نادية الحقيقة .. وأصبحت فى بحر من الأفكار .. ماذا ستفعل ؟؟ أنها ما أحبته مطلقاً .. أهل تتركه لأنه لا يقضى لها إحتياجاتها كإمرأة .. ولكنها لم تتزوجه إلا لثروته .. وهو لا يبخل عليها بشىء .. إذن فلماذا تتركه .. أنها ضحت بحبها فى سبيل إسعاد أسرتها الفقيرة .. وهاهى تزيد بتضحية أخرى فى سبيل تلك السعادة .. فيجب عليها أن تتحلى بالصبر .. فقد إنتهى كل شىء بالنسبة لها .. أنها كانت سلعة وقد بيعت ليقبض أهلها الثمن .. ولينعم المشترى بسلعته كيفما شاء ..
وقادها تيار الفكر الى شاطىء غرامها .. فتذكرت حبيبها أحمد .
وتسائلت .. ماذا يفعل الآن .. أهل ما زال يفكر فيها ؟؟ أم أنه قد نسيها ؟؟ أنه لا يعرف ظروفها .. ولا يعرف لماذا قبلت بهذا الكهل .. ولكن كيف تخبره بكل هذا ؟؟ يجب أن تراه .. وذهبت الى منزل والدتها وهى تعلم أنها ستراه .. ولكنها لم تراه ولم تسمع صفيره المعتاد .. كان السكون يخيم على منزل أحمد .. وأخيراً علمت سبب هذا السكون ولماذا لم تسمع صفيره .. عندما سألت والدتها فأخبرتها بأنه مريض منذ أسبوعين .. ورجعت بذاكرتها .. أنه تاريخ زواجها من الكهل .. وتألمت نادية ورغبت فى زيارته .. وسألت والدتها : هيا نذهب اليهم لنرى كيف حاله ..
وفى المساء صعدت نادية هى ووالدتها فاستقبلتهم والدة أحمد مرحبة مقبلة لنادية : متى حضرت يانادية ؟؟ وأجابت نادية : أنى حضرت اليوم .. كيف حال أحمد اليوم .. أنى علمت أنه مريض ؟؟
أجابت والدة أحمد : الحمد لله .. أنه الآن بصحة جيدة .. ولكن الطبيب أخبرنا بأن يستمر فى الراحة لمدة أسبوع آخر .. هيا أدخلى كى تسلمى عليه .. أنه سأل عنك كثيراً .
دخلت ناديه الغرفة وكان أحمد مستلقيا على السرير .. لم يرى نادية عند دخولها .. ولكنه سمع صوتها الحنون وهو يهمس له : كيف حالك اليوم ياأحمد ؟؟ وإستدار أحمد وكأنما همسات صوتها أيقظته من حلم دام أسبوعين .. إستدار ليجد نادية بجانبه .. أنها تسأل عنه .. أنها تحبه .. ولكن لماذا تزوجت هذا العجوز ؟؟ أنه السؤال الوحيد الذى كان يتردد فى ذهنه دوماً ..لماذا فضلت هذا الكهل عليه ؟؟ وجلس أحمد وأطال النظر إليها ..ليرى ما يرتسم على وجهها .. كان وجهها يدل على ما تلاقيه من متاعب نفسية .. فلقد تغيرت نادية تماماً إبتسامتها العريضة أين هى ؟؟ لقد حل محلها إبتسامة صغيرة لا تنفرج لها شفتيها .. وأين النشاط الذى كانت تعرف به .. لقد أصبحت هادئة كلوح من الثلج .
وتسائل أحمد : هل أنت سعيدة يانادية الآن ؟؟ وفهمت نادية ما يقصد وقالت : نعم ياأحمد .. أنى الآن سعيدة .. هيا إنهض وأنفض عن نفسك هذه الهموم .. وأرحع الى كتبك كى تحقق التفوق الذى كنت دائما موصوفاً به .
ونظر أحمد الى عينيها وقال : نعم .. سأعود الى الكتب مرة أخرى وسأذهب الى الكلية مرة أخرى .. يوم السبت القادم ..ونظر إليها نظرة ذات معنى ..وفرحت كثيراً .. وعادت الإبتسامة العريضة ترتسم مرة أخرى على شفتيها ..لم تستطع نادية النوم عند عودتها لمنزلها ..كانت مبتسمة على غير عادتها .. فرحة تكاد الدماء تتفجر من حمرة وجنتيها .. لقد عادت الى نشاطها .. ونست أو تناست أسبوعين من عمرها ..أنها ما تزال الفتاة الصغيرة التى تتسلل خلف بائع الحلوى .. كى تسرق بعض قطع الحلوى منه .. ثم تضحك وتعطيه ثمنها .
مرت الأيام .. واليوم ستقابل أحمد مرة أخرى بعد هذا الزمن الذى إنقطعت فيه مقابلاتهما .. غادرت منزل زوجها مبكرة وذهبت الى منزل أسرتها ..وفى السابعة كان أحمد يسير بجوارها وقد تأبط ذراعها ..وفى مكانهما المعتاد جلسا .. وامواج النيل تتعالى وتتصادم ثم سرعان ما ترتد وتستقر .. وتكلم أحمد متسائلا : ما معنى الكلام الذى جاء فى خطابك .. ما معنى أن القدر يحطمك ؟؟ ألم نتفق على أن نتحدى القدر لنحقق غايتنا وحلم حبنا ؟؟
نظرت اليه .. وتعثرت الكلمات على شفتيها .. فتابع أحمد تسائلاته : ماذا ستقولين .. لماذا قبلت الزواج من هذا الكهل ؟؟أما كنت تستطيعين الإنتظار عام آخر؟؟ .. حتى أنهى دراستى وأتقدم لك ؟؟
تمتمت بصوت يخالطه حشرجة البكاء : أنت تعلم مقدار حبى لك .. ولكن ما حدث كان رغماً عنى .. فعندما تقدم هذا الرجل لأسرتى وعلموا أنه من الأثرياء .. فلم يترددوا للحظة فى الموافقة ظنا منهم بأنى سأكون فى سعادة وهناء معه وسينعكس ذلك عليهم أيضاً فينتشل الأسرة من الفقر .. وكما تعلم أنه بعد هروب أختى منى ولم يعثر لها على أثر وقد تركت خلفها أحزانا ضخمة ..وقد كانت تحل مكان والدتى المريضة فى العمل .. وها قد إنقطع هذا الدخل أيضاً ..
فكان هذا الزوج بمثابة طاقة القدر التى فتحت لهم ..وجدوا فيه النور الذى سينير لهم طريق جديد فى المستقبل بلا فقر وبلا مرض .. ولم يكن فى مقدرتى أن ارفض لأحطم أمنياتهم .. فكان أن ضحيت بنفسى من أجلهم ..
ونظرت الية وتلاقت النظرات .. فإذا بدمعة تترقرق فى عينيه .. نعم لقد عرف الدافع الذى كان يجب أن يعرفه من نفسه ..وبعد نظرات إستعادوا بها حبهم الكبير سألها : وهل أنت سعيدة الآن مع زوجك ؟؟
قالت : انى لا أشعر بالسعادة إلا بجانبك .. أنى ما إستترجعت سعادتى منذ زواجى إلا اليوم وأنا بجانبك..روحى تخاطب روحك ..وقلبى يهمس لقلبك ..وعينى تذوب فى عينك لترى ما يرتسم فى أعماقها من حب وتقدير .. انت المرآة التى تعكس حبى ..انى لم أحب أحد سواك ..أنت من نقلتنى من دنيا يملؤها الضجيج والأحقاد ..الى دنيا الأحلام ..الى سماء الحب .. أنى أشعر وأنا بجانبك وكأننا طائران يحلقان فى السماء
كان أحمد يجلس بجانبها منصتاً لكلماتها العذبة .. وقد استراحت يديها الصغيرة الناعمة بين يديه يتحسس فيهما لهيب الحب .. وقال أحمد فى صوت حزين : وما فائدة كل هذا.. لقد إنتهى كل شىء .. لقد حرمت من الطائر الجميل الذى أحببتة من كل قلبى .. أنى أراه الآن محلقاً وقد إحتواه طائر آخر ..
فأكملت كلامها : الطائر الآخر هو أنت ياحبيبى ..وما علينا إلا الإحتفاظ بحبنا وبعد عام حين تنهى دراستك ساكون لك الى الأبد .. يجب أن تعلم أنى أعيش معه كخادمة أو ممرضة تتقاضى أتعابها ..ولا شى غير ذلك يجمعنى معه .. فأنا ما زلت فتاتك البكر ..لم يلمسها أحد ..أنه ليس سوى صورة لرجل ..
وقاطعها أحمد قائلا : إذن فأنت ما زلت كما كنت .. هل لم ..... وذابت الكلمات.. وإرتسمت إبتسامة عذبة على شفتيه وهى تنهض قائلة : هيا بنا .. لقد حان موعد عودتى للمنزل .

Monday 23 June 2008

الرماد - الفصل الخامس

الفصل الخامس : القدر يتحدى !!!
إنتهت قصة إختفاء منى .. ولم يعد أحد يذكر أحداثها غير الأم المريضة .. فما كانت تضع رأسها على الوسادة حتى تغرق فى بحر من الأحزان والدموع .. تتذكر خروج إبنتها من المنزل فى الصباح وهى تقبلها وتدعو لها .. ثم طرقات رجال الشرطة على الباب يريدونها لأنها قتلت عادل .. يالهول ما سمعت ..لماذا تقتل ابنتها عادل ؟؟
ومضى عامان على هذا الحدث الأليم .. ومضت أيامه وشهوره فى حزن وألم ..أنها طالما منت نفسها بعودة إبنتها إليها ولكن طال الإنتظار ولم تعد منى .. وتمضى الأيام فى تحد وسخرية ..
تزايدت آلام الأم فى هذا اليوم ..أكثر من أى يوم مضى ..فلقد تقدم رجل لخطبة إبنتها نادية ..ودارت فى رأس الأم أحلام كثيرة .. تخيلت منى مرتدية الثوب الأبيض الناصع يبرق تحت أشعة المصابيح .. تخيلتها بألطرحة البيضاء تتلألأ على جبينهاوهى تجلس بجانب زوجها وقد إلتفت الفتيات حولهما يرقصن ويغنين فى سعادة وسرور ..وهاهى الأم تحتضن إبنتها وهى على وشك البكاء من السعادة الغامرة .. وتتخيل نادية وهى تجلس بجانب أختها كأنها تمثال من النور .. يضفى على المكان طابعا من الرونق والجمال
مرت كل هذه التخيلات فى رأس الأم فألهبت أشجانها .. وجددت أحزانها .. فبكت وبكت وكأنها وجدت فى البكاء تضميداً لجراحها التى لم تندمل بعد
كل هذه الموجة من الآلام إجتاحت رأس الأم وهى تفكر فى الرجل الذى تقدم لخطبة نادية .. إنه وحيد .. توفى والداه منذ عشرون عاما ً .. نعم منذ عشرون عاماً .. فهو تعدى الخمسون من عمره .. ولكنه ثرى .. بل من كبار الأثرياء ..أنه يمتلك عدداً من شركات تعبئة الفاكهة .. لم يتزوج من قبل ..ولكن لماذا لم يتزوج طيلة هذه السنين .. ولماذا يفكر الآن فى الزواج بعد هذا العمر الطويل الذى قضاة فى العزلة والوحدة .. ومن سيتزوج ؟؟ نادية تلك العصفورة الصغيرة التى لم تتعد الثامنة عشر .. لا .. لا يجب أن يتزوج هذا الكهل من إبنتها .. ولكن لم لا .. انه ثرى .. فإذا تزوجته نادية ستعيش فى سعادة .. وستنعكس هذه السعادة على الأسرة أيضاً .. وتنحل عقدة الأسرة ومشاكلها .. فتستطيع الأم أن تعالج نفسها ..ويستطيع أسعد أن يكمل تعليمه .. فلربما الأقدار قد فعلت هذا كى تتح لهم أن ينعموا بقدر من السعادة لتعوضهم سنوات الحرمان الطويلة من كل شىء ..من المال .. من العلم ..من السعادة ..من الصحة
وتحت تأثير دموع الأم الحقيقية .. وكلماتها التى أخذت تدوى فى أذن نادية أيام متتالية .. قبلت نادية ووافقت على الزواج من هذا الكهل .. ضحت بقلبها فى سبيل إنتشال أسرتها من ماضيها بكل ما فيه من تعاسة وشقاء الى المستقبل الزاهر بكل ما يبشر به من السعادة والهناء .. فقررت نادية أن تقاطع أحمد ولا تقابله مرة أخرى .. كانت تعلم بأنها ستضعف أمام نظرات عينيه فى أن تخبره بالحقيقة المرة ماذا ستقول له وهى من كانت تتحدى القدر بما يحمله لهم من صعاب .. ها قد وقف القدر أمامها وقد إنفرجت شفتاه عن إبتسامة كلها تحد وسخرية .. أنها الآن كالقزم أمام عملاق كبير إذا ما وضع طرف إصبعه عليها لسحقها سحقا
وقبلت نادية بالزواج من هذا العجوز .. وحاولت أن تخمد ثورة الحب العارمة التى تتأجج فى صدرها..وأصبحت لا تنطلق عند سماع صفير أحمد .. ولم تعد تتواجد أمام النافذة حتى لا يراها ..وتلتقى عيناها الدامعتان بعينيه المتسائلة .. أخذ صفير أحمد يخبو شيئاً فشيئاً .. ولكنها ما كانت تعلم ما أحدثه إختفائها من تغير على نظرات عينيه التى أصبحت زائغة .. تدور فى كل مكان تبحث عنها .. وأستطاعت هى أن تخمد الثورة فى صدرها شيئاً فشيئاً ولكن حبها له ما زال مشتعلا .. فهى لم تنساه .. وهى ما أخمدت الحب فى قلبها .. بل أخمدت الشوق الى لقائة وسماع صوته
وكتب اليها الكثير .. لكن لم يصلها مما كتبه شيئاً .. كان يودع كل شىء يكتبه فى مكتبه الذى تكدث بالأوراق وغدت أدراج مكتبه هى الصديق الوحيد الذى يتطلع على جميع خطاباته ..ويبكى لها ..
وأخيراً ظهرت نادية .. لكنها لم تنظر اليه .. أين حبها له ؟؟ أين تلك القوة التى تربطهما معاً .. وما هذه الخطوط الصغيرة التى ظهرت على وجهها والتى تدل على الحزن والألم الشديد ؟؟ لماذا هى حزينة هكذا ؟؟ وما سبب هذه النظرات التائهة ؟؟ التى تدل على لا شىء .. أهل هذه نادية التى كانت تطير من مرقدها عند سماعها صوته ؟؟
إذن .. لا بد أن هناك شيئاً قد حدث .. كل هذا كان يدور فى رأسه وهو جالس على المكتب .. تائه الفكر .. زائغ النظرات .. يحملق فى سطور الكتاب .. فإذا بها تذوب ويحل مكانها صورة نادية الجميلة ..
وتمتم فى ضعف : ربما أنها أحبت شابا آخر .. وربما لم تحبنى مطلقاً .. وإلا ما سبب هذا التغير المفاجىء ..
وأمسك بالقلم أخيراً .. وأخذ يكتب ..
ووصلها ما كتب هذه المرة .. وأمسكت الخطاب بيد مرتجفة وأخذت تقرأ ..
حبيبتى نادية
لا أعرف كيف عاودتنى فكرة الكتابة اليك مرة أخرى .. كتبت اليك من قبل .. الكثير .. بل الكثير جداًً .. ولكن لم يصلك منه القليل .. أو حتى القليل جداً ..
نعم .. لم يصلك مما كتبته شىء .. فقد كنت أمزق الخطابات حين أفرغ من كتابتها .. ودارت ساعة الزمان .. ومضى الآن أسبوعان .. وها أنا أجدنى أكتب مرة أخرى .. كيف ؟؟ ولماذا؟؟لا أعرف ..لا أعرف سوى أنى أمسكت بالقلم مرة أخرى لأخط لك هذه الكلمات . أكتب لك الآن وأنا لا أعلم لماذا اكتب لك ؟ أو ماذا سأكتب لك ؟
أكتب لك وأنا لا اعلم كيف ستصلك كلماتى ..
أكتب وأنا لا أعلم كيف سيكون موقفى منك بعد ذلك ؟؟
أكتب وأنا لا أعرف .. هل ستمزقى ما كتبت ؟؟ وبالتالى ستمزقى قلبى .. أم أنك ستحتضنيه .. وتحوى قلبى الشريد الهائم بين ذراعيك .. ورغم كل هذا أجدنى أكتب لك ..
فى غمرة من سكون الليل .. وهدوء العاصفة التى طالما تثور طيلة ساعات النهار .. تهدأ النفس ..وإذا بها ترجع للوراء .. وتدير عجلة الزمان .. لتتذكر الأيام الماضية بحلوها ومرها .. وفى هذا الجو عصفت بى الآلام ..فإذا بى أتذكر أيامى الماضية ..أتذكرك أنت ..يامن وهبتك قلبى .. فكان لك الحب كله .. ويامن وهبتك عقلى .. فكان لك التفكير كله ..تذكرتك أنت يانادية ولأول مرة أسأل نفسى ..هل كانت علاقتى معك صداقة أم أخوة أم حب ؟؟ وجاء الرد عالياً مدوياً من ذلك الجزء الكامن فى أعماق نفسى .. بأن علاقتى كانت حب .. حب شديد .
نعم .. أن الحب أقوى وأقدس من أن يعبر عنه بكلمة توضع على طرف لسان .. أنه عاطفة مقدسة تتمكن من القلب وتتملك النفس حتى يعجز اللسان عن التعبير عنها .. ولكنى كنت أحبك ..وكنت أشعر بالحب فى كل كلمة حتى لو لم تكن كلمة أحبك .. وشعرت بالحب فى كل خلجة من خلجات نفسى .. فى كل هزة رمش ..فى كل ابتسامة .
نعم أحببتك .. ولكن حبك لى .. أين هو ؟؟ أنى أعتقد أنه بعيد جداً .. فى ذلك الفراغ الكبير .. الذى يخيم عليه السحاب الكثيف ..فى صحراء مظلمة ..عند منحنى الحياة وبداية بوابات الموت .. لقد أخفيت قلبى فى صدرى خوفا من أن ينبض فيصدم .. وقد صدم من قبل .. حتى أعتقدت أنه لم يعد لى قلب يستطيع أن ينبض بالحب .. ولكن عندما رأيتك بكيت .. لأن قلبى نبض بحبك بعد هذا العمر الذى قضاه جامداً صامداً .. وقد نبض بقوة لم تتحملها أعصبى فبكيت ..أتانى حبك مع أول شعاع حمله الفجر الجديد .. فإحتضنته شوقاً ..ووقفت فى خجل وصمت .. رأيته من خلال أوراق الشجر المرتجفة وقد تراقصت مع نبضات قلبى ..رأيته بعيونه الباسمة وسط سماء زرقاء تشرب ضيائها من حياتى .. بين اوراق الشجر وفى ضوء القمر كنت أحيا كنسيم عابر .. ولكن ما هذه الأصوات التى تهفو من الماضى .. أنها أصوات متزاحمة .. تسأل الحاضر عن جواب .. وخفقات أجنحتها تملأ الهواء بظلال كالأثير المرتجف ..
فى ضوء القمر .. بحثت عن شاطىء الحب .. فإذا بى أجد نفسى وحيداً .. نعم .. رأيتك تتوقفين عن المسير فى ظلال الأبد .. وسرت أنا وحيداً .. فى ظلام ليل دامس .. بين أستار أوراق الشجر الشاحبة .. فى الفضاء المنعزل .. هناك إفترقنا.. وخلفت طريق الدموع يمتد من الأرض الى سماء الحب الضائع
ومرت أيام .. ولكن حبى لك لم يزل يتأجج فى صدرى .. فيوقظ قلبى ووجدانى ..
والآن .. لا تعتقدى أنى كتبت هذا الخطاب كى أتقرب منك مرة أخرى .. لا .. وليس لكى تسبغى عطفك عل قلب تمزق .. لا أيضا .. ولكن يجب أن تعلمى بأنى أحببتك .. وما زلت .. وسأظل الى الأبد مخلصاً فى حبى .. ولأننى أحببتك .. فأنى أحب لك السعادة سواء معى أو مع أى شخص آخر .. فمن يحب لا يمتلك .. وأنا لا أريدك لنفسى إذا كانت سعادتك مع غيرى .. وربما الأقدار التى شائت أن تفرقنا .. قد تجمعنا ذات يوم
لقد كتبت الكثير عن حبى لك .. ولم أذكرك بحبك لى .. فهيا بنا نعود لذكرياتنا .. عندما عبرت لك عن حبى .. أخبرتينى أنت الأخرى بأنك مخلصة فى حبك لى .. هل تذكرين آخر لقاء لنا .. لقد عبرت لك عن خوفى على مستقبل حبنا .. ولكنك قلت .. كما كنت ترددين دائماً : أن حبنا سيدوم الى الأبد والى النهاية .. والنهاية طبعاً ستكون؟؟....
لقد بنيت الآمال الكبار على حبنا .. ولكنى ما أعتقدت بأنى بنيتها على سحاب متحرك .. سرعان ما ذابت مياهه .. فتساقطت الآمال الواحدة تلو الأخرى ..
فى أول علاقتنا ..كنت أرى العاطفة تشتعل من عينيك .. كنت لا أشك أن تلك النار تشب من قلبك .. ولكن ماذا أرى فى عينيك الآن .. أنها نظرات كثيرة .. هى مزيج من الخداع وعدم المبالاة .. أين كلماتك الرنانة التى كنت ترددينها وتخدعينى بها .. كنت أعتقد دائما أن كلمات الحب والإخلاص والوفاء التى ترتعش على شفتيك .. هى كلمات نابعة من قلبك .. لقد نظرت الى عينيك كثيراً وبنيت فيها الآمال .. وفجأة .. رئيت ما بنيته بالأمس ينهار وكأنها بنيت على طبقات من الهواء .. رأيت الآمال تذوب سريعاً كما يذوب الجليد من أثر إرتفاع درجة الحرارة .. رأيت الآمال تختفى كما تختفى الشمس فى باطن السحاب .. وكما تختفى الأشباح وسط الظلام ..وتحطم التمثال الجميل وأصبح ذرات من الغبار تنقلها الرياح الى كل مكان
والآن .. أنا لا أعاتبك على أنك تركتى حبنا هكذا نهباً لأعاصير الرياح
ولا أعاتبك على أنك أحببتى شخصاً آخر
لا .. فربما تكونى صادقة فى حبك هذه المرة ..وهذا ما أتمناه
وربما لا تعرفين معنى الحب الحقيقى الى الآن
قلت فى أول خطابى .. أنى لا أعرف لماذا أكتب خطابى هذا .. ولكن بعد أن تابعت الكتابة .. أدركت السبب الذى جعلنى أكتب لك .. وربما تستطيعى معرفته إذا دققت النظر فى سطور الخطاب
والآن .. قبل أن أختتم خطابى .. أريد أن أخبرك أنت .. ياحبيبتى .. أنى أريد أن تشعرى من تحبينه بحبك وهذا عن طريق معاملتك له .. لأن الرجل إذا ما شعر أن من يحبها .. تشاركه الحب وتشعرة بذلك دوماً .. كان لهذا أكبر الأثر فى نفسه وفى حياته .. وسرعان ما ينتهى الحب وتصبح النتيجة عكسية .. إذا ما شعر بأن من يحبها تبتعد عنه أو لا تشعره بحبها دوما ً ..ورجائى الأخير ألا تحطمى قلب آخر
إحتضنت ناديه الخطاب ووضعته على صدرها ..لتكون كلماته قريبة من قلبها ..وبكت .. بكت كثيراً وكان الخطاب بمثابة الشرارة التى جعلتها تمسك القلم وتكتب لتزيح الستار قليلا .
أمسك أحمد بقصاصة الورق وفتحها بسرعة .. لم يكن بها غير بضع كلمات قليلة وأخذ يتمتم :
حبيبى أحمد
أنى أحبك .. وسأحبك الى الأبد
ولكن القدر يحطمنى .. حبيبتك نادية
أخذ يقرأ الكلمات ويعيدها ليفهم مغزاها .. ماذا تقصد بالقدر يحطمنى ؟؟ هل تقدم لخطبتها شخص ما ؟؟ ولماذا ترضى به ؟؟ ألم تخبرنى بأنها لن تقبل بأى شخص غيرى ؟؟ ألم أعدها بالزواج فى العام القادم بعد أن انتهى من الدراسة .. إذن ماذا حدث ؟؟
وأخيراً إتجه الى الفراش ..وأخذ يفكر ليهتدى الى لا شىء .. وتبعت الموجة التى إحتلت رأسه من الأفكار موجة أخرى من النوم .. لم يفق منها إلا على أصوات تلك الزغاريد المتتاليه .. وقد إخترقت أذنه وكأنها سهام مسمومة .. وتعالت الصيحات والزغاريد .. ودقت الطبول ..وإرتفعت أصوات البنات بالغناء
وإرتفعت الزغاريد مرة أخرى عالية مدوية .. ودخل الزوج
كان طويلا .. نحيف البنية .. ذو صلعة عريضة .. ترقد تحتها عينان خلف نظارة سميكة سوداء .. له أنف مقوس وذقن مدبب .. وكانت النظارة السوداء تحيطه بهالة من الوقار الممتزج بالغموض .
ووسط موجات من الفرح والغناء تقدم الرجل من نادية وكانت تجلس مطأطأة الرأس .. وقد أرتسمت على وجهها علامات اليأس .. وقد إنسدلت خصلات من الشعر على عينيها تخفيها عن نظرات هذا الزوج .
ونظر إليها الرجل ..وأمسك بيدها ..التى كانت ترتعش بين يديه ..ووضع شىء فى إصبعها .. شىء لامع .. كان أحمد يتمنى أن يضعه هو فى إصبعها .. وإنطلقت الدموع من عينيها ولكن شعرها المسدل على عينيها كان يخفى دموعها عن أعين الناس ..
كان أحمد يرقب كل هذا .. وقد إنقبض قلبه ..ولم يستطع أن يتحمل هذا الموقف فإتجه الى السرير كى يعود الى النوم .. ولكن دقات الطبول كانت تجعله يعيش فى دنيا من الواقع

Sunday 22 June 2008

الرماد - الفصل الرابع

الفصل الرابع : ذئاب فى الطريق
تحسست الأم جبهتها الخشنة عدة مرات .. أنها تشعر بصداع شديد .. تكاد رأسها تنفجر من مرجل الماء الذى يغلى ويفور بداخلها .. الحرارة تنبعث من جسدها وفى ذلك الجو الحار لا تجد مفراً لها فتبقى ملاصقة لجسدها فتزيده حرارة وإشتعالا .. تتقلب فى فراشها كالمحمومة .. هاهو المرض اللعين يعاودها ويصل لذروته .. ماذا تفعل ؟؟ هل ستستطيع متابعة العمل ؟؟ أنها لا تكاد تقوى على النهوض .. وكلمات طبيب المستشفى منذ عامين ترن فى أذنها .. الكبد تعبان .. والتهاب فى المفاصل .. يجب أن تشترى هذا العلاج فوراً .. ولكن أين لها بالنقود ؟؟ أن العلاج سيكلفها الكثير .. والصغار يفتحون أفواههم يريدون الطعام ..فصبرت على نفسها وأحتضنت أطفالها الصغار .. وها قد عاودها المرض بشدة فلم تقدر على النهوض .. أهل ستظل هكذا ؟؟ لا .. لن يكن ..أنها ستنهض وتقاوم .. وحاولت .. ولكن بائت محاولاتها بالفشل ..فسرعان ما إرتدت الى السرير وأخفت وجهها بين وسادته تغرقها بسيل من الدموع ..
تحسست رأسها مرة أخرى .. وصرخت : يجب أن أطلب منه نقوداً ..
وبعد حوار طويل القى الأب اليها بورقة من فئة الخمس جنيهات .. ياالله .. كم من ورقة أضعاف أضعاف تلك يلقى بها ليشترى لنفسه سموماً لا تفيده ولا تعود عليه بالصحة بل بالمرض .. وإن كان مؤجلا
ولكنها كانت تعلم ما ينتطرها من ثورته إذا ما طالبته بالمزيد
تنادى الأم نادية قائلة : إذهبى الى خالك أحمد وأخبريه بأنى مريضة وأنى أريده أن يحضر .. وتخرج نادية .. وتقبل منى على الأم وفى يدها كوب من الشاى وقرص من الأسبرين .. وتناولت الأم القرص ورويدا رويداً بدأت تشعر براحة قليلة من الصداع المستمر .. نظرت الأم الى منى وأخذت تتمتم فى صوت ضعيف : إذهبى الى الست رتيبة وأخبريها بأنى لن استطيع الذهاب اليها لمرضى .. وتذهب منى
يدق جرس الباب عالياً .. معلنا بقدوم شخص ما .. وتتحرك الست رتيبة ربة المنزل وتتجه الى الباب لتفتحه وتدخل منى .. فتبادرها الست رتيبة بالسؤال عن والدتها .. ولماذا لم تحضر ؟؟ وتسائلت : أهل هى مريضة ؟؟ لأنها كانت متعبة جداً بالأمس .. تجيب منى بإيمائة من رأسها : نعم ياسيدتى ..أنها مريضة جداً .. وقد أرسلتنى لأخبرك ب.. ويرتفع صوت من الداخل منادياً : ماما .. ماما .. ويخرج عادل من الغرفة المقابلة ويقع نظره على منى .. فتتقابل النظرات فى نظرة عميقة .. لم تدم سوى ثون قليلة .. ولكن تأثيرها كان كبيراً على كل من عادل ومنى .. فلقد توغلت صورة عادل فى أعماق نفسها ..وبألمثل فقد أثار جمالها نظر عادل ..
وخرج عادل بعد أن برقت فى يده ورقة حمراء .. لم ترى منى مثلها .. ولم تلمسها يدها .. كانت تعرف أنها ورقة مالية ذات قيمة كبيرة .. أن ولدتها فى حاجة الى مثل هذه الورقة النقدية الكبيرة .. وتابعت منى كلامها بعد خروج عادل :هل أستطيع أن أحل مكان والدتى فى خدمتك حتى تسترد صحتها ؟؟ وأرتسمت على وجه الست رتيبة إبتسامة حانية وأجابت : كما تريدين .. إعطى هذه النقود لوالدتك .. ويمكنك الحضور غداً لتباشرى العمل
إبتسمت منى .. وهى تستأذن فى الإنصراف .. وكادت تطير من الفرح .. أنها ما طلبت أن تحضر لتحل محل والدتها إلا لكى تراة
عادت منى الى المنزل ودست فى يد والدتها بورقة فئة الخمس جنيهات وتسائلت الأم وهى تنظر الى منى : هل أعطتك الست رتيبة هذه النقود ؟؟ فأومأت منى وقالت : وأخبرك ياوالدتى بأنى سأذهب لخدمة الست رتيبة الى أن تستردى صحتك ولقد طلبت أن أذهب لها من الغد
أصبحت منى تتردد على منزل الست رتيبة لكى تقوم بخدمتها .. وكانت ترى عادل أحيانا .. وإنطبعت له صورة فى ذهنها .. بجماله .. بطوله .. بصدره العريض .. بذراعيه القويتين بعضلاته المفتولة .. بعينيه السوداء التى ينبعث منها ثورة الشباب .. بشفتيه الصغيرتان المضمومتان فى حنان وبينهما دعوة للحب .. الحب ؟؟ .. نعم أنها تحبه .. لا .. أنها لا تعرف ما هذا الإحساس .. لا .. لا .. أنها أحبته .. أنه ينظر إليها كثيراُ .. ولكن لا يكلمها .. أهل يشعر بنفس الثورة التى تتأجج فى صدرها ؟؟ .. هكذا يزداد تفكيرها فيه يوما بعد يوم .
وتمر الأيام .. وها هى تسير على غير هدى .. ثم تتعثر .. وتسقط فى الوحل .. وتنهض لتعاود السقوط .. يصل الى سمعها صوت أغنية فى الإذاعة .. لسه شفايفى شايلة غرامك .. شايله أمارة حبك ليه .. أجل ..أنها تتذكر كيف سلمت له شفتيها وهو يودعها يوما فى الظلام .. لقد شعرت يومها بأنها تسير فى طريق جديد .. لم تخطو فيه من قبل .. ياليتها لم تخظو فيه .. ياليتها لم تذهب .. أن بدنها يقشعر وهى تتذكر لمسات يديه وهو يربت على ذراعها العارى ..وهو يحيطها بذراعيه القويتين .. ولكنها لم تمانع .. كانت قد أحبته ..وقدأخبرها هو أيضاً بمدى حبه لها ورغبته فى الزواج ..كانت تشعر بألسعادة وهى بجانبه .. أنها تنتظر شيئاً ما !! .. ها قد تحقق .. شفتيه الجميلة أطبقت على شفتيها الصغيرة بأجمل قبلة كانت تنتظرها ..ولكن ما هذا ؟؟ وجاشت بنفسها أحاسيس أخرى غامضة .. وهو يتسلل بيده قليلا قليلا وعلى مهل ..وإنتفضت الفتاة فى ذعر .. كما ينتفض الطفل الصغيرمن نومه وهو يحلم بأنه يكاد أن يسقط فى الوحل .. ونظر اليها فشهد موجات من الألم ترتسم على وجهها ممزوجة بحبات من العرق تحفر طريقها من الجبهة الشاحبة الى الأرض ..نظر اليها قليلا ..أنه يفكر فى شيىء آخر .. إرتعدت الفتاة فجأة ..وإضطرب صدرها ..ثم ترددت للحظة .. وألقت برأسها أخيراً على صدره .. وهمست إليه وهى تتنهد : الدنيا حر .. وإبتسم .. فقد كانت قطرات المطر تقرع زجاج النافذة فى سخرية وإستهزاء .. وتسللت يده وساد ظلام كئيب فذعرت منى .. وإنتفضت ..فضمها أكثر الى صدره مربتاً على أكتافها ..ثم مرر إحدى يديه على شعرها فأزاح خصلاته.. وتتابعت قبلاته تعانق شفتيها .. وتراخت الفتاة بين يديه وساد الهدوء
إنتفضت الفتاة من حلمها .. تصرخ وتصرخ .. وضحك الشيطان ..ها قد مزق الطائر الستار ..وهذه حياتها تسيل من الإناء فكيف لها أن تجمعها ؟؟
لقد وعدها بألزواج ..ترى هل سيتزوجها ؟؟ همست له فى ذلة الكلب .. وخضوع العبد .. متى سنتزوج ؟؟
إبتسم عادل وأشعل سيجارة سرعان ما قربها من شفتيه وأخذ نفسا عميقاً ..وخلف سحب الدخان وحلقاته المنعقدة كانت نظرة السخرية ترتسم على وجهه .. كان وجهه مخيفاً عندما أضاء الغرفة مما بعث الرعب فى نفسها ..فأغمضت عينيها وهى تبكى .. أنها لا تريد أن تعيش فى النور ..لا تريد أن ترى وجهه ..لا تريد أن ترى دمها المسفوح وهو يتبخر ..
أنها كانت سيجارة فى فمه ..أحرقها ليريح أعصابه ..ثم نبذها بعد أن نال منها رغباته ..
سارت منى الى النافذة .. محدقة فى السماء الملبدة بالغيوم ومغطاة بالسحب .. حتى السماءقد أغلقت أبوابها دونها ؟؟
وهبط نظرها .. من السماء .. فإصطدم بشىء يرتفع فوق كل شىء .. إنه مئذنة المسجد ..هناك حيث تنبعث الأضواء فوق روح الحق .. ونفحة الرحمة .. لم تستطع أن تحدق طويلا فى المئذنة .. وكأنها رمحاً يشق قلب الخطيئة ..
وإنحدرت نطراتها من قمة المسجد .. الى رؤوس الأشجار ..الى الأرض .. كانت الطرقات مليئة بالوحل ..وإسترعى إنتباهها طفل صغير مسكين يسير متعثراً وهو يضم بيده المتسخة بقايا ثوبه .. أنه أحد أولاد الشوارع .. كم كانت تحتقر هؤلاء الأطفال .. وتقسو عليهم .. لكنها بعد اليوم لن تفعل .. من يدرى .. فلربما يصبح إبنها .. أحدهم بعد هذه الليلة
نظرت الى عادل .. وكان نظره مثبتاً على جزء معين من الغرفة .. وهناك لم تكن تعلم أى شىء يوجد .. أنه الثمن ..ثمن الخطيئة .. نظرت الية بإمعان فإستدار اليها وقال بصوت مختنق : هذه النقود لك .. ولا تقولى أنها المرة الأخيرة ..
حيوان .. شيطان .. أهل يريدها مرة أخرى ؟؟ إذن لقد خدعها ولم يكن يحبها
وتسكعت نظراتها المحمومة قليلا بين أرجاء الغرفة حتى إستقرت على شىء .. تمثال من النحاس الثقيل .. إختطفته فى لحظة ثم هوت على رأسه .. دماء .. دماء غزيرة هذه المرة .
هرولت مبتعدة عن المنزل .. وسقطت فى الوحل .. مرة ..ومرات .. ولكنها تريد أن تبتعد .. الى الفراغ الكبير .. الى الفضاء .. تخفى فيه خطيئتها .. وجريمتها
وقفت .. نظرت خلفها .. وعادت للعدو مرة أخرى تطاردها أشباح الجريمة .. وأفاقت على يد تستوقفها ..ِ شاب يهمس لها : الى أين أيتها الجميلة ؟؟ تعالى معى .. وصرخت فى وجهه وهى تبتعد عنه : ذئاب .. وحوش
الى أين هى ذاهبة .. ما هى وجهتها ؟؟ هل ستعود الى والدتها المريضة ؟؟ وإخوتها الصغار الساذجون .. نعم .. وهل لها ملجأ غير بيتها الدافىء الذى تعيش فيه مع ضحكات أخواتها .. ولكن جريمتها ستكتشف سريعاً .. سيقبضون عليها ..ستعيش فى ظلام الليل .. خلف قضبان القدر .. لا .. لا لن تذهب الى المنزل .. أنها فكرت .. وإستقر تفكيرها على الإنتحار
نعم .. يجب أن أنتحر .. حتى لا يعرف أهلى بما حدث .. ولكنهم سيعرفون سريعاً .. لا شك فى أنهم سيعرفون .. ولكنهم سيغفرون .. هل حقا سيغفرون ؟؟ ..
وداعاً أيتها الحياة القذرة .. وداعاً أيها المجتمع العفن ..
ونظرت الى النهر وشبحه يتراءى لها من بعيد .. فى مياهك النظيفة سأذيب خطيئتى .. وبين أمواجك سأعيش حياتى الضائعة .. وعلى صفحتك ستتراقص شفتى وهى تدنو من نهايتك .. تحت ضرباتك الحانية .. وداعاً أيها العذاب .. ومرحباً ياسعادتى الأبدية .. وأخذت تقترب .. وتهرول .. الى أن وصلت أخيراً .. وسمع ندائاً عالياً .. ولكن السحاب الكثيف كان يخفى خلفه أحداث القدر ؟؟

عسل النحل المصرى - يحمل المرض للناس

حتي عسل النحل
ترددت في نشر نتائج للبحث الذي تم اجراؤه علي العسل الأبيض الموجود بالسوق المصرية فالعسل يعتبر واحدا من أهم الأغذية للأطفال وقد اشفقت علي الناس من نشر نتائجه لكن لابد أن يعرف الجميع النتيجة فهذا البحث تم اجراؤه علي ثلاثين عينة من العسل الأبيض الموجود في السوق في الفترة من‏2004‏ ـ‏2006‏ وهذه العينات تم تجميعها من المحافظات المختلفة من الإسكندرية وحتي أسوان بهدف الكشف عن متبقيات المضادات الحيوية بها‏.‏وتبعا للقوانين الأوروبية والامريكية المنظمة لايوجد نسبة للحد المسموح به من هذه المتبقيات بمعني أنه يجب الا تكون موجودة نهائيا واثبتت نتيجة البحث تلوث عينات العسل بنسبة‏100%‏ بالكلور امفينيكول الممنوع استخدامه لما ينتج عنه من تثبيط عمل النخاع العظمي والاصابة بالانيميا الخبيثة في الانسان و‏96.7%‏ للتتراسيكلين وللسلفا وحتي العينات المكتوب عليها عسل عضوي أي التي لم يتم معالجتها بالكيماويات قد وجد بها كذلك‏,‏ وقد كان لوجود هذه المتبقيات اثر في عدم تصدير العسل المصري لواحدة من أهم الشركات العالمية المشهورة بتصنيع أغذية الأطفال‏.‏وقد يسأل المستهلك عن سبب وجود هذه الأدوية في العسل وأقول إن السبب هو الوقاية والخوف من بعض الأمراض المعروف أنها تصيب النحل ويضطر المربي إلي ان يعطي النحل هذه الأدوية في صورة محلول سكري ولتعميم الفائدة وحتي لانصبح مقصرين في حق أبناء هذا الشعب فإن المطلوب من كل من يملك منحلا أو يقوم باشراف علي أي منحل أن يمتنع تماما عن وضع هذه المركبات للعسل وقد أجازت هيئة الدواء والغذاء الأمريكية عام‏2005‏ استخدام عقار آخر آمن بديلا لعلاج النحل وهو فوسفات التيلوزين وعلي الجميع أن يتقوا الله في صحة الناس‏.
‏د‏.‏ زينب الشريف
استاذ الكيمياء التحليلية
بهيئة الرقابة والبحوث الدوائية
نقلت هذا الخبر من بريد الأهرام .. لما رئيت فيه من الأهمية للصحة العامة للإنسان .. وأيضا لنشارك فى كشف ذلك الغش الذى يقوم بة فئة من المصريين ..لا هم لهم غير مكاسبهم ومصالحهم الخاصة ..حتى لو كانت على حساب صحة المواطن المصرى .. وهذا سيجعلنا نشارك فى فتح ملفات الغش والخداع فى الغذاء والدواء ..ولنتسائل ..أين الدور الرقابى لوزارة الصحة فيما يخص الإعلان بكل وسائله المقروء والمسموع والمرئى إذا كان الإعلان عن دواء أو علاج بأعشاب أو غيره وما يصاحب الإعلان من الخداع والغش .. فها هى قنوات تليفزيونية تبث إعلانا عن نوع من الأعشاب يشفى مرض التهاب الكبد بأنواعة المختلفة ..وذلك إعلان لمرضى السكر يضمن لك الشغاء فى أسبوع إذا إشتريت المنتج السحرى فقط ب 145 جنيها .. حتى العلاج ببول الإبل تاجروا به وأوهموا الناس بالفوائد العظيمة ..ولن نطيل فى الحديث عن روشتات الرشاقة للمرأة فحدث ولا حرج ..ولن نتحدث عن الكثير مما نعلمه جميعا ..ولكن يجب أن يكون لوزارة الصحة أن تفعل دورها الرقابى لحماية صحة المواطن المصرى
وعليها نشر الوعى ببرامج تبث على هذة القنوات لتوضح وتكشف هذا الخداع.
. وهذا اضعف الإيمان ..

Saudi Arabia summit for the oil prices after the new record $ 139.89


Saudi king announces oil production boost
Saudi Arabia's King Abdullah announced Sunday that his country has increased output to 9.7 million barrels a day as he opened a summit on the soaring international price of crude.
The king also said Saudi Arabia would give one billion dollars to an OPEC fund for developing countries and give 500 million dollars in soft loans for poor countries to finance energy and development projects
OPEC has argued that speculation and the weak dollar are behind the record prices
Leaders of global oil powers and consumer nations gathered in Jeddah on Sunday seeking ways to control spiralling oil prices seen as a mounting threat to the world economy.
OPEC president Chakib Khelil opposed increased production to counter record oil costs saying "the price is disconnected from fundamentals" of supply and demand
Western consumer nations at the Jeddah summit want increased production to ease supply concerns which they say have forced prices up to almost 140 dollars a barrel. OPEC countries say market "speculators" have played a key role in pushing up global prices
But Saudi Arabia is one of the nations that wants action against "speculators" and its gesture in increasing production has not been matched by most other members of OPEC which accounts for about 40 percent of world output
Oil prices drop further from record highs
It had struck a record high of 139.89 dollars on Monday as fresh supply jitters

Saturday 21 June 2008

الرماد - الفصل الثالث

الفصل الثالث : قلوب تخفق بالحب

فتح أحمد عينيه وأخذ يديرهما فى الظلام ونهض مسرعا وأضاء الغرفة .. نظر الى ساعة يده أنها تشير الى السادسة والنصف .. ياللهول لقد تأخر عن موعد حبيبته .. إرتدى ملابسه على عجل .. ولم يضع وقتا فى تصفيف شعره .. وفى دقائق قليلة كان يسير بجانبها وقد إرتسمت إبتسامة عريضة على وجهه .. قال معتذراً : أرجو ألا تكونى قد غضبتى من تأخرى اليوم .. فقد عدت من الكلية متعباً ورحت فى نوم عميق لم أفق منة إلا الآن .. وبإبتسامة كلها صفاء أجابت : أنى لم ولن أغضب منك أبداً ياحبيبى .. وأخذت كلماتها العذبة فى حفر مجراها فى قلبه كما تحفر المياه فى مجرى النهر وهى فى طريقها من المنبع الى المصب .. كانا قى هذة الأثناء قد وصلا الى الكازينو المطل على النيل .. فجلست نادية على مقعدها المعتاد وجلس أحمد بجانبها وقد رقدت يدها الصغيرة الناعمة بين يدية .. يدفئهما بحنان الحب .. وحرارة الشوق .. ونظر أحمد الى عينيها يتأملهما بإمعان .. أن شعلة الحب الحقيقى مازالت تتقد فى عينيها ببريق أشبه ببريق النجوم .. إنه بريق الحب .. ولاحظت نادية نظراته الملتهبة وشرود ذهنه فهمست به : فيما تفكر ياحبيبى ؟؟
إنساب الصوت من بين شفتيها كما تنساب الأنغام من أوتار الكمان .. فأيقظته من حلمه الذى إستغرق فيه .. أجاب أحمد وهو ما زال يتأملها بنظراتة الحالمة : أنى لا أفكر فى شىء سواك .. أنت يامن ملكت قلبى فكان لك القلب كله .. وملكت عقلى فكان فيك التفكير كله .. ضحكت نادية قائله : هذا كلام كتب وروايات
تابع كلامه وفى عينية نظرات حب جارف : نادية .. أن ما ينطق به لسانى ليس من وحى الكتب والروايات .. بل هو إحساس نابع من أعماق قلبى ..وأنت تعلمين هذا.. أنى أعبدك يانادية .. أن تفكيرى فيك مستمراً طوال يومى .. وأنى لا أريد أن أمنع نفسى من تلك المتعه .. أنى أفكر فى اليوم الذى سنتزوج فيه ويحتوينا منزل واحد .. نعيش معاً تحت سقف واحد .. نأكل من طبق واحد .. ونشرب من كوب واحد .. أنك أمام عينى دائماً .. صوتك يرن فى اذنى دوماً .. أن شريطا سينمائياً يمر أمام عينى وقد سجل عليه أحداث حبنا ومقابلاتنا .. وهكذا أهيم فى عالم آخر فى صحراء المجهول ..عند منحنى الفضاء خلف السماء البعيدة .. هناك أهيم كما يهيم التائه فى الصحراء بحثاً عن الماء أو المأوى .. ولكنى ابحث عن شىء آخر .. عن حبنا .. أنك تملكت كل مشاعرى فكان لك المكانة الأولى والأخيرة .. أنى أفكر فيك فى كل وقت .. وذهبت الإبتسامة العريضة من وجه نادية وحلت محلها نظرة الحب الحالمة وهى تتابع حديث حبيبها العذب .. كانت تنظر اليه والى ملامح وجهه التى تعبر عن صدق كلماته .. وهاهى ترى العاطفة تشتعل من نظرات عينيه .. كانت لا تشك أن تلك النار تشب من قلبه .. أنها تعبده هى الأخرى وحبها لة شديد مملوء بالإخلاص والوفاء .. أنه حب يفوق كل حب عرفه البشر .. هكذا هو إحساسها .. وهى تنظر الية وتزيح بشعرها للخلف وقد أثار الريح خصلاته فأخذت تتراقص وتتماوج أمام عينيها
وتحدثت نادية .. بكلمات ناعمة وفى صوتها نغمة قيثارة .. : أنى على يقين من مقدار حبك لى يا أحمد .. وأن شعورى نحوك هو نفس شعورك نحوى .. أننى أحبك .. وسأحبك الى الأبد والى النهاية
ويكمل أحمد : والنهاية طبعاً ستكون بزواجنا .. ثم يخفض من صوته وقد تسلل ألى رأسه شعاع المستقبل فيتمتم : ولكنى رغم ذلك أجدنى خائفاً على مستقبل حبنا .. ماذا يحدث لو تقدم لك فى هذه الأثناء شخص ما ؟؟ هل ستوافقين ؟؟
فترد نادية بسرعة : لا .. لا .. لا تقل هذا الكلام يا أحمد .. لا يوجد أى شخص فى دنيتى غيرك أنت وحدك .. أنى لن أقبل أى شخص يتقدم لى غيرك .. مهما كانت الظلروف .. وإذا لزم الأمر أن أتحدى القدر .. نعم سأقف فى وجه القدر .. لنحقق غايتنا .. وحلم حبنا .. أن الحب يصنع المستحيل .. ويقف فى وجه القدر الباطش ..
أنها تعرف أن القدر يبطش أحياناً .. ولكنها ما كانت تخافه .. أو تخاف بطشه ..
تنظر الى مجرى النيل الهادىء وموجاته التى تتضارب فى لطف فيزيح بعضها البعض . ثم سرعان ما ترتد تحت تأثير يد النسيم الحانية وهى تداعبها .. هذه المياه الصافية .. هذا الهواء النقى .. تلك النجوم البعيدة .. هذه السماء الزرقاء ..هذا القمر الجميل كل هذا.. أنها الطبيعة الخلابة .. أنها تود لو توقف الزمن عند هذه اللحظة ولكن هاهى ساعة الزمان تدور .. وتتحدى ..وتشير عقاربها الى موعد إنصرافهم .. فيغادران الكازينو .. يسيران جنباً الى جنب .. بجانب النيل القابع تحت الشارع الطويل الذى طالما شاهد مقابلاتهم ..
وعادت نادية .. تحمل فى قلبها حب كبير .. يزداد وينمو ويزدهر يوماً بعد يوم .. حب لا تزعزعه رياح الأيام أو أعاصير الزمان ..

Friday 20 June 2008

الرماد - الفصل الثانى

الفصل الثانى : أحزان .. وأحلام

إرتفع صوت الأب منادياً : ولد ياأسعد .. إنت ياغبى
دخل أسعد مهرولا .. وقد إرتسمت على وجهه مسحة من الغضب من العبارة التى طالما يرددها له والده فهو طالما يصفه بالغباء والخمول .. ينظر الى عينى والده المتقدتين وهو يضع فى فمه طرف الجوزة .. يسحب منها نفساً عميقاً يتبعه بأنفاس أخرى أقل عمقاً .. ثم يعطى طرف الجوزة لصديقه الذى يجاوره .. فيتابع هذا ما قطعه من أنفاس وهو مطأطىء الرأس وكأنه يكاد أن يهوى الى الأرض ويدق عنقه .. وقد التف بعباءة سوداء تضفى عليه طابعاً كئيباً .. وهكذا أخذت السموم تدور على الأصدقاء الواحد تلو الآخر صرخ الأب فى إبنه : لماذا أنت بطىء هكذا .. تحرك واُحضر الفحم من تحت الدولاب .. وأخبر والدتك بأن تصنع الشاى حالا ..
وتحرك أسعد وأخذ يلقى بنظرة أخيرة على الغرفة .. الغرفة الضيقة التى تكون طيلة ساعات النهار فى هدوء وسكينة ..
ويتوهج الفحم بوهج أحمر .. ويخبو هذا الوهج رويداً رويدا ًحتى يتحول الى رماد .. نظر أسعد إلى هؤلاء الأشخاص المتهالكين على المقاعد الخشبية وخيل إليه بأنه بمثابة مجموعة من المعتوهين .. لم لآ وهم يقبلون عل الموت فى سعادة وهناء .. إنهم يموتون رويداً رويداً .. ويخبو بريق أعينهم يوماً بعد يوم .. ومع ذلك فهم يرحبون بتلك السموم الفتاكة .. ويتنهد أسعد ويخرج .. وذهب الى والدته وهى تجلس فى إعياء تام وقد إصفر وجهها وشحب من الإجهاد طوال النهار .. ورقد على رجليها طفلين صغيرين .. وهاهى ثالثة تستريح على صدرها .. وقد ألقت برأسها على كتف أمها وراحت فى نوم عميق لا تدرى مما حولها شيئاً ولا تعى شيئاً عما يتناوله أصدقاء والدها .. أو من دعوات والدتها المتواصلة .
ترفع الأم إبنتها عن صدرها فى حنان الأمومة وتريحها على السرير بجانب نادية التى راحت فى نوم عميق فى دنيا أحلامها التى لا نهاية لها كالسحاب الذى ينتشر بأرجاء السماء الواسعة ..
ويهمس أسعد لوالدته : إصنعى الشاى ياأماه لوالدى
تنهض الأم ويجلس أسعد على السرير .. وأخذ يعود لقراءة الرواية التى كانت بيده .. إحدى روايات أرسين لوبين اللص الظريف .. التى يفضلها أسعد بعد أن يتعب من وقفته على النواصى لمعاكسة الفتيات
تضع الأم إناء الشاى على الموقد بعد إشعاله .. وأخذت جزيئات الماء تتحرك وتضارب بعضها بعضاً
كذلك الأفكار تتضارب فى رأس الأم الحزينة .. الى متى سيطول هذا العذاب .. الى متى سيداوم زوجها على تعاطى المخدرات ؟؟ كيف تستطيع أن تقنعه بالنهاية التى سيؤلون اليها ؟؟ كيف تستطيع أن تطلب منه نقوداً دون أن تتعرض لثورته الغاضبة ؟؟
تتكاثر علامات الإستفهام وتتنهد الأم فى مرارة .. متى سيشتغل حسن ؟؟ أن صحتها تضعف يوما بعد يوم والمرض اللعين ما زال يلازمها .. ولا تملك ما تعالج به نفسها .. أنها وحدها تعرف النهاية .. والصغار يمرحون طوال النهار وينامون مع أحلامهم الصغيرة الساذجة مع مغامرات الشاطر حسن وعقلة الإصبع وغيرها من الأساطير التى ترويها نادية لهم .. تطفأ المصابيح .. وتخمد الآلات .. وتمضى الساعات .. ليعود الضجيج وتمر الأيام وتدور عجلة الزمان .. أطفال صغار لا يشغلهم سوى المرح وهى وحدها تعلم الحقيقة المرة بأنها لن تستطيع الصمود فى العمل وبعدها ينهار كل شىء إذا لم يستيقظ زوجها من غفوته ويعرف طريق الصواب .
تفيق الأم من شرودها وقد انطفأ الموقد وتصاعد منه دخان خانق سرعان ما انتشر فى الغرفة .. فتقتح النافذة المطلة على الفناء وهى تتنهد وتعيد إشعال الموقد .. ياللسخرية حتى هذ الموقد لا يستجيب لها تبرق عينيها وهى تراقب شعلة الموقد .. وتحدث نفسها .. أنها النار التى تحرق كبد زوجها .. أنها النار التى ستلتهم كيان الأسرة وتحيله الى رماد
يغلى الماء وتتضارب موجاته مع قطع الشاى الصغيرة ..فتملأ ألأكواب الزجاجية وتناولها الى أسعد فيحملها ويدخل الغرفة الأخرى ليضعها أمام والده .. ويقدم الأسطى خليفة الشاى لأصدقاءه : تفضل يامعلم خميس الشاى .. تناول كوبك ياأسطى إمبابى .. إتفضل ياحاج أبو العينين
يقرب الأسطى خليفة الكوب من فمه ويأخذ منه رشفة صغيرة ثم يضع الكوب على المائدة القصيرة .. ويأخذ دورته فى تكريس الحشيش .. فيقطعه ألى أجزاء صغيرة .. ثم يضع قليلا من عشب الدخان فى حجر صغير ويضع قطعة الحشيش الصغيرة فى وسط العشب ويحيطها بقطع الفحم المشتعل .. فيشتعل عشب الدخان ومن حرارته يسال الحشيس ثم يشتعل ويجد دخانه الطريق الى رئتى الأب وأصدقائه .
وترتفع أصوات الأصدقاء وتزداد ضحكاتهم
فى غرفتين صغيرتين متجاورتين .. تمضى الساعات فى أحداها بطيئة مثقلة بالهموم والأحزان .. وفى الأخرى تمر بسرعة مملوءة بالضحكات والإبتسامات .
يشق سكون الليل أصوات مواء القطط .. فيرتجف القلم فى يد أحمد .. وهو جالس فى حجرته المتواضعة التى لا تحتوى ألا على مكتب صغير مكدس بالأوراق والكتب .. وسرير صغير .. ورف صغير .. عليه بعض الكتب .. فى ركن من أركان الحجرة وبجانبه النافذة المطلة على الفناء الواسع حيث تسكن عائلة نادية .. ألقى أحمد بالقلم جانباً وإتجه صوب النافذة وأخذ يدير بصره فى الفناء الواسع وقد خيم عليه سكون الليل .. بعد ساعات قليلة سيتبدد ويحل الضجيج والصياح مع استيقاظ هؤلاء الصغار .
يتطلع الى السماء .. ما أجمل هذه السماء الزرقاء .. وما أجمل النجوم اللا معة كمصابيح ساطعة
يقع نظره على نافذة حبيبته نادية .. فيهفو قلبه وتزداد نبضاته .. ويحادث نفسه : إن ملاكى الجميل تنام الآن مع الأحلام الوردية .. ثم تذكر موعد لقائة فى الغد ..رباه ..ما هذا الليل الموحش .. لم لا ينقشع الظلام ويشرق الفجر الجديد .. إن الدقائق تمضى وكأنها ساعات طويلة ..
ويتطلع مرة أخرى الى السماء وإذا بسحابة ضخمة حجبت ورائها ضوء القمر .. رباه .. أنى أكره الظلام أنى أكره الغروب فى أيام الخريف .. وتابع السحابة فى حركتها وقد تلاشت فى السماء الواسعة كاشفة لأشعة القمر الفضية من السماء البعيدة وإنعكست على وجه نادية الجميل الناصع .. رباه .. ما هذا البريق الذى يغمرنى فييجذبنى لسماء الحب الأبدية .. نعم أنه بريق الحب .. كم هو جميل شعرها الأسود الناعم ينسدل على كتفيها بنعومة ودلال .. لا لا أنها آلهة الحب فينوس بعينها .. وهى أيضاً إفروديت آلهة الجمال
وأغمض عينيه وقدمضى بفكره بعيداً فى فراغ الليل الطويل .. فى قصة حبه لنادية .. فى أمنياته بعش الغرام الذى سيشيده لها ..عش دافىء يحتويهما ويظللهما بجناحيه .. متى ينتهى من دراسته ليستطيع التقدم لخطبتها ..أنه ما زال طالباً فى السنة الأولى ..ولكن ها نحن فى نهاية العام .. ولم يبق سوى ثلاث سنوات .
عندما وصل بفكره الى هذا الموضوع .. نفض عن عقله الأفكار الأخرى وجلس إلى مكتبه وقد أشارت عقارب الساعة الى الواحدة صباحاً .. فأخذ يعد المذكرات اللازمة التى سيأخذها معه فى الغد .. وتناول كتاب المعادن وبدأ فى تصفحه .. فغداً محاضرة المعادن للدكتور محمد عز الدين حلمى .. أستاذ الجيولوجيا بالكلية .. وهو الدكتور الوحيد الذى يعجب به .. يعجب باسلوبه فى شرح المادة .. فيجعلها سهلة الفهم للطالب المتلقى .. وكان أحمد يعيش بكل كيانه مع الدكتور عز أثناء محاضراته .. فهو يراقب حركات شفتيه كأنه يحرص على ألا تفلت إحدى الكلمات من بين شفتيه دون أن يراها بعينيه ويسمعها بأذنيه.. وهو معجب بة لبساطته .. بساطته فى ما يرتدى .. بساطته فى الكلام .. فى كل شىء
أن أحمد يحرص دائما على حضور محاضراته .. فيحضر قبل الموعد بنصف ساعة ليجلس فى المقاعد الأماميه
دقت الساعة الثالثة صباحاً ..فأغلق أحمد الكتاب .. وأطفأ المصباح ..وهبط فى نوم عميق بعد موجة من الأفكار إجتاحت رأسه فأثقلتها وقادتها الى صحراء الظلام .. عند ملتقى الحياة والموت .

Thursday 19 June 2008

قصة طويلة - الرماد

الرماد

تقديم
عزيزى القارىء
أردت أن أكتب من قبل .. وكانت تنقصنى الشجاعة لكتابة القصة الطويلة .. فكتبت القصة القصيرة .. وأنا أقدم قصتى هذه .. الرماد .. كأول قصة طويلة .. وفى هذا المقام أتقدم بألشكر إلى صديقى .. محمد نبيل توفيق .. وقد شجعنى على كتابتها .. ولذلك فأنا اُهديها إلية .. وإلى جميع الآباء والاُمهات .
قصتى هذة تبحث فى جذور مشكلة من أخطر المشكلات الإجتماعية وضوحاً فى عصرنا الحالى وهى مشكلة زيادة النسل .. وأضرارها وانعكاساتها على الأسرة وما يصاحبه من إنهيار .. وسط مجتمع يبتغى النهضة ويشق طريقه قدماً الى الأمام.
قصتى واقعية .. ليست من نسج الخيال .. تدور أحداثها فى أحياء القاهرة .
ومع إهدائى للآباء والاُمهات .. كذلك أهديها لشبابنا المتطلع لمستقبل زاهر .. وأدعو ألله أن يكون لها مكانا فى إثراء الفكر .. وأن تحقق الغرض المنشود منها ..وأن تقضى مع صفحاتها وقتاً ممتعاً ومفيدا .. وأسأل الله أن أكون قد وفقت فى أداء الرسالة .

الكاتب
محمد إبراهيم شعبان أحمد

الفصل الأول : دوامة الحياة

إنبعثت أشعة القمر أخيراً وسط السماء الملبدة بالغيوم فبددت الظلام المخيم .. وإنعكست على وجه فتاة فى العقد الثانى من عمرها .. شاحبة الوجه غائرة العينين .. تحملق تارة فى السحاب البعيد المنتشر فى السماء وهى ترقب حركته حتى ينكشف ضوء القمر بعد أن كانت تحجبه سحابة كبيرة تجمعت فى السماء .. وتارة تنظر إلى الرماد المتخلف عن سيجارة فى يد زوجها الجالس أمامها .. وقد إنحدرت دمعتان كبيرتان على خدها الناعم وإستطاعتا أن تحفرا لهما طريقاً على تلك البشرة الرقيقة التى تحاكى بصفرتها أوجه الموتى .
يقرب الزوج السيجارة من فمه ساحباً منها نفساً عميقاً فتتوهج السيجارة بين أصابعه بوهج أحمر ترى الزوجة من خلاله ما يرتسم على وجه زوجها من ملامح الألم ..وتتنهد الفتاة فينظر إليها الزوج ويطفىء السيجارة فى القوقعة الكبيرة التى يستخدمها لذلك الغرض .. ويتجه صوب النافذة ليراقب النجوم البعيدة التى تتلألأ كلما إنقشعت عنها السحب الكثيفة التى تنبىء بأمطار غزيزة .. بعدما أضائت السماء بشرارات البرق المتعرجة .. وهدرت أصوات الرعد وإشتدت الرياح .
تنظر الفتاة الى القوقعة .. وتتطلع إلى ما بها من رماد .. وإذا بها تتذكر حطام اُسرتها البالى .. وتعود بها الأيام الى الماضى .. لتتذكر كل شىء.
نادية .. فتاة فى السادسة عشر من عمرها .. فارعة الطول .. تعلو فمها إبتسامة رقيقة .. وصدرها يعلو مرتفعاً فى تحد .. تتدفق منه حيوية الشباب .. والتهاب العاطفة القوية .. ووجهها المتألق تعكس ملامحه مزيج من البراءة وطيبة القلب .. عيناها تنطوى على نظرات أشبه بنظرات الأطفال البريئة الساذجة .. خصلات شعرها تتهدل على وجهها فى روعة وجمال وتتماوج فى رقة الأنغام .
إستيقظت نادية من نومها الذى طالما تتخلله بعض الأحلام الجميلة الهادئة .. التى تدور دائماً حول عش الغرام الهادىء الذى سيشيده لها حبيبها أحمد .. الذى طالما منت وتمنى نفسها به .. كانت نادية دائماً ما تستيقظ مبكرة فتعد الطعام الذى يتألف من كوب من الشاى وقطعة من الخبز الجاف لكل فرد .. وتوقظ والدتها وهى تعمل كخادمة عند اُسرة أحد الأغنياء لتستطيع أن تعول أفراد الأسرة .. بعد أن فقدت الأمل فى إبنها الأكبر .. حسن .. وهو شاب فى العشرين من عمره .. لا يشغلة شىء فى الحياة إلا أن يأكل وينام .. عمل فى أكثر من مهنة .. لكن لا يمكث فى إحداها أكثر من أسبوع واحد .. ينام بعده أسابيع فى المنزل .. فهو شاب كسول لا يعرف واجبه فى أسرة تزداد مطالبها يوم بعد يوم .. وأيضاً يقل ما تحصل عليه من مال من دخل الأب الذى يعمل فى مصنع للغزل والنسج .. ولكنه مصاب بإدمان المخدرات .. فهو يبدد معظم دخله فى شراء تلك السموم ويلقى بالقروش القليلة المتبقية إلى أُسرته .. فهو يعيش لنفسه فقط .. لا يفكر فى اللآخرين وبالتالى فهو لا يهتم برعاية اُسرتة أو تربيتها أو بمعرفة مطالبها وإحتياجاتها .. فهو يلقى بكل هذه المتاعب والأعباء عن كاهله ويتركها للأم التى تجد نفسها إذاء هذه الظروف فى أن تعمل خادمة .
ملأت نادية كوب من الشاى وقدمته لوالدتها وكانت ترتدى ملابسها وهى تتمتم : يارب .. الى متى سيطول هذا العذاب ؟؟
وتذهب نادية لتغسل الأكواب التى سيتناول فيها إخوتها الشاى وتعود لتجد والدتها جالسة على أحد المقاعد الخشبية وقد ظهرت عليها علامات التعب فسألتها : ما بك ياوالدتى .أنى أراك متعبه اليوم ؟؟ فأجابت الأم فى صوت ضعيف أشبه بألهمس منه إلى الكلام : أنى أشعر أن صحتى فى هبوط مستمر .. ولا أعرف إلى متى سيبقى .. حسن .. هكذا بدون عمل .. وتتنهد الأم وهى تنهض وتتابع كلامها : لا تنسى أن توقظى .. أسعد .. لكى يذهب الى المدرسه .. فهو كسول مثل أخاه الأكبر .
تخرج الأم وتعود نادية وهى تمشى فى خفة ونشاط وتندفع الى إخوتها المتكدسين على سرير خشبى فى ركن من أركان الحجرة الرطبة التى لا تحوى سواه .
كانت الشمس قد أرسلت أشعتها الذهبية .. وخرج الناس يسعون على أرزاقهم .. ودبت الحركة فى الشوارع .. وتثائب الجميع وهم ينهضون الواحد وراء الآخر .. وتضع نادية الشاى فى الأكواب وتقدمها لإخوتها وقد إستيقظوا ودبت الحيوية والنشاط فى أوصالهم .
وتنادى على أختها .. منى .. : هيا إنهضى ..نريد أن ننتهى من كل شىء بسرعة .. حتى إذا ما حضرت والدتى تجد كل شىء على ما يرام .. وتنهض منى وتسأل أخاها أسعد .. وهى ما زالت تتثائب : ألن تذهب الى المدرسة اليوم أيضاً ؟؟ فيومىء أسعد بالإيجاب قائلا : عندنا حصتين العاب .. وحصة موسيقى ..و .. و .. ولن أذهب اليوم .. وتسأله نادية : لماذا ترتدى ملابسك إذن؟؟ فيجيب أسعد وهو على وشك الخروج : أنى سأذهب الى أحد أصدقائى لنذاكر سوياً فقد إقترب موعد الإمتحان .
ويخرج أسعد .. ويخرج ورائه ثلاثة من الأطفال الصغار .. يخرجون ألى الفناء الواسع أمام شقتهم فى الدور الأرضى التى تتكون فقط من حجرتين .. ينام الوالدان فى حجرة .. والأولاد يتكدسون فى الحجرة الأخرى ..
يأخذ الصغار فى الجرى هنا وهناك والمرح واللعب طوال النهار .. الذى لا يملونه مطلقاً .. ويتعالى صوتهم وصياحهم وينتشر الضجيج فى المنزل .. وعلى هذا الضجيج يستيقظ .. أحمد .. كل يوم .. وهو طالب بالسنة الأولى فى كلية العلوم .. شاب متأنق ينبعث من عينيه بريق الذكاء وحنان الحب .. وأمام المرآة الصغيرة وقف ليصفف شعره الأسود الامع وقد تدلى على وجهه وعينيه .. فحرك رأسه للخلف لتندفع خصلات الشعر كموجات من النغم تتخبط فى بعضها البعض .. أو كموجات البحر وهى تتراجع الى الشاطىءتحت تأثير ضربات النسيم الحانية فهى سرعان ما ترتد عند إصطدامها بالشاطىء .. وينظر أحمد فى جدول المحاضرات .. ويجهز المذكرات اللازمة ثم يندفع الى السلم وهو يطلق صفيراً أشبه بالعصافير وقت الشروق فرحة بإستقبال يوم جديد .. وما أن يصل للطابق الأرضى حتى يرى أمامه حبيبته نادية .. بإبتسامتها العذبة التى إعتاد أن يبدأ بها يومه الحافل بالأشغال .
ويلقى عليها تحية الصباح : قيس يلقى تحية الصباح على نادية
فتجيب : نادية ترد التحية بأجمل منها .. ثم تتابع كلامها : متى ستحضر اليوم ياقيس ؟؟
فيرد قيس وهو يقذف بشعره للوراء .. ويغلظ من صوته : سوف أتأخر اليوم قليلا .. سأعود فى السابعة فتصرخ نادية : ياه .. وفى نفسها : سأنتظرك ياحبيبى .. وتغمز بعينها ضاحكة : الآن إمض قيس .. فقد حان موعدك .. فيهمس فى أذنها : وداعاً .. والى لقاء قريب يازهرتى المتفتحة .. ويبتسم وهو يخرج .
فى الطريق الموصل الى المدرج .. ترى فتاة فى ربيع عمرها ..وجهها يحاكى القمر بجماله ..وعيناها تحاكى النجوم ببريقها .. شفتاها تحملان أجمل إبتسامة رآها الربيع .. كلها رقة وعذوبة .. إقترب منها أحمد متسائلا : زينب .. لماذا أراك اليوم مبكرة .. ضحكت قائلة : مبكرة .. بل أنت من حضر متأخراً.
أنت تعلم أن الدكتور كمال يقفل المدرج بعد دخوله مباشرة ولا يبيح لأى شخص بالدخول بعده .. وقد بقى على موعده دقائق معدودة .. فينظر أحمد إلى ساعته مؤكداً كلامها : فعلا لقد حضرت اليوم متأخراً .. إذن إسمحى لى أن أعيد السؤال مرة أخرى .. لماذا حضرت اليوم متأخرة هكذا ؟؟ فتضحك زينب قائلة : لأنى أعلم بأنك ستحضر متأخراً .. ويضحك الإثنان ويسألها أحمد :كيف حالك فى المذاكرة ؟؟ .. تجيب : الحمد لله .. بالمناسبة .. هل حضرت المحاضرة الإخيرة ؟؟ فيرد أحمد وهما يصعدان الدرج : نعم
فسألته : هل أستطيع أن أتطفل عليك وأطلبها ؟؟ فيضحك أحمد وقد وصلا الى باب المدرج : تطفلى ياعزيزتى كيفما شاء لك التطفل .. والآن الى اللقاء فصديقتك ليلى قادمة هناك .. ويدخل الجميع .. ويتجه أحمد الى أحد أصدقائه لتحيته .. ويشير عقرب الساعات والدقائق والثوانى للحادية عشر .. ويدخل الدكتور .. ويصعد المنصة بخطوات بطيئة .. ويقف قليلا متطلعاً للجميع بنظراته العميقة المغناطيسية .. فيتجمد كل شخص فى مكانه وكأن الدكتور كمال بنظراته يشد جميع الطلبة إليه بأربطة وثيقة .. فيبقى نظرهم مشدود إلية وهو يلقى محاضرته بصوت عميق النبرات يتوغل فى أعماق النفس .. ويظل طائر الصمت جاثما على المدرج بأكمله حتى نهاية المحاضرة فى تمام الثانية عشر .. فينطلق فارداً جناحيه على كامل إمتدادهما .. ويفك الدكتور أربطته المغناطيسية التى شدت الطلبة ساعة كاملة .. ويحررهم من قيدهم .. وترتفع الأصوات مرة أخرى ويزداد الهمس .. وتغمر الضجة المدرج من جديد .. ويمر اليوم هكذا .. وتمضى الساعات .
يعود أحمد الى المنزل وتسمع نادية صوته العذب يترنم بأغنية جميلة .. تحبها كثيراً .. وتهب بكل حيوية ونشاط .. وقد إرتسمت على وجهها الجميل إبتسامة كبيرة .. ويبتسم أحمد هامساً : قيس يلقى تحية المساء على حبيبته نادية .. فينساب صوتها العذب من بين شفتيها كما ينساب النغم الجميل من قيثارة الحب : أهل عدت ياقيس ؟؟ فيغلظ من صوتة قليلا : نعم عاد قيس ياحبيبتى .. ثم يخفضه مرة أخرى هامساً : تذكرى موعدنا غداً .. فى السابعة .. تومىء نادية برأسها قائلة :على شرط أن تذاكر جيداً .. هل اتفقنا ؟؟ فيجيب وهو يصعد الدرج : إتفقنا .. فلا تنس .. ترد بصوت أشبه بالهمس : لن أنس .. ولو نسيت فقلبى لا ينس
ووقفت نادية .. تتذكر كلماته العذبة .. وإذا بها تصحو من غفوتها على ذلك الصوت الغليظ الذى تعودت خشونته منادياً لها .. صوت والدها الذى ترتسم على وجهه نظرة كلها غضب .. بملامحه القاسية وبشاربه الطويل الذى يقضى الساعات لتصفيفه والعناية به .. وتلك العينان الحمراوان اللتان ينبعث منهما بريق خاطف طالما نفذ من جسدها وهى تنظر إلية .. وتلك القامة النحيفة المنثنية قليلا .. كل هذه الملامح .. ألفتها ناديه وإنطبعت لها صورة فى نفسها ..
كانت نادية تعرف طلب والدها .. ولذلك دخلت مسرعه .. وأخذت فى ترتيب الكراسى القليلة المتناثرة فى الغرفة .. حول المنضدة الخشبية ذات الأرجل القصيرة .. والتى وضعت عليها الإناء الخزفى (المنقد) وهو إناء يوضع بة الفحم المشتعل .. الذى يستعمل فى إسالة السموم التى يتناولها الأب مع أصدقائه .. وتعد نادية كل شىء .. ثم تخرج الى الحجرة الأخرى .. حيث تجلس والدتها وإخوتها الصغار.
ويسمع طرق على الباب الخارجى .. وكان الجميع يعرفون من القادم .. ودخل الأصدقاء .

My Drawings

The Best Favorite Videos

Some channels

Love for all

New visitors bloglog