Wednesday 30 July 2008

قصة قصيرة 19شارع التبانة


19 شارع التبانة
وقفت عربة الكارو التى يجرها حمار هزيل ..أمام مبنى البوستة بالقلعة .. كان عدد الركاب لا يزيد على أصابع اليد الواحدة .. ومع ذلك كان الحمار يبذل جهداً فائقاً لجر العربة .. فقد كانت الراكبات من السيدات ذوات الوزن الثقيل ..ركب البوسطجى بجانب إحداهن فقالت تداعبه وهى تراه محملا بالخطابات : ملاقيش جواب معاك من المنيل جوزى ؟؟ ..
رد البوسطجى بإبتسامة : ياترى هوه مسافر .. ؟؟
ردت ضاحكة :لأ ياروحى .. دا طفشان ..وسايب زوربة عيال غير التلات نسوان المتختخين دول وانا الرابعة
سألها ضاحكا: مدورتوش عليه فى مستشفى المجانين ؟؟
ردت امرأة أخرى : ينيلك بوسطجى .. دا إحنا كنا مهنيينه ..ولا هارون الرشيد فى زمانه ..
راحت العربة تخترق شارع القلعة .. يرى على يسارة مسجد السلطان حسن ببوابتة الضخمة المزخرفة .. وما زال يرى قلعة محمد على ترتفع شامخة ..
وهبط البوسطجى أمام شارع الشماشرجى ..وبدأ جولته فى توزيع الخطابات ..حتى وصل الى شارع الدرب الأحمر .. فشارع التبانة .. نعم هناك خطاب 19 شارع التبانة .. على ناصية عطفة الروم .. راح يحدث نفسه .. هذه أول مرة يدخل فيها هذا المكان ..إنه يعرف إنة حمام للسيدات ..
ودخل ممر طويل ..وإنحرف يساراً ..الى ممر آخر .. تكاد تنعدم فيه الإضائة إلا من شباك منير فى أعلى الممر ..
رفع صوته بالنداء وهو يتقدم : الست أم عصام البنهاوية .. ولا أحد يرد .. فتقدم الى آخر الممر .. فأذا به يفضى الى صالة مربعة واسعة .. يشغل نصفها مصطبة تعلو عن الأرض نصف متر .. وقد رصت فوقها ملابس النساء الخارجية والداخلية .. وكان باب الصالة عبارة عن ستارة عريضة جداً من الكريبتون البنى الغامق .
نظر حوله ..لم يجد أحداً..ولكنة يصل الى سمعه ثرثرة النساء خلف الستارة .
نظر خلفه ..وأرهف السمع .. لا أحد قادم .
إندفعت فى داخله رغبة فى أن يرى ما وراء الستار .
تقدم ببطء .. وأزاح جزء من الستارة يتيح له الرؤية ..إنه كرنفال من النساء العراة .. داخل الحمام البلدى الواسع جداً .. الذى تتوسطه فسقية مستديرة ..ترتفع عن الأرض حوالى ربع متر ..محاطة برخام فى عرض مترين .. الفسقية بها ماء ساخن ..وفى وسط الفسقية توجد غلاية مرتفعة بها الماء يغلى .. ويتسلل الماء منها من خلال صنابير خاصة لكى يعطى لماء الفسقية حرارتة المطلوبة .
كان الجو معبأ بالبخار .. ورأى النساء العراة بعضهن داخل القسقية يسبح أو يأخذن حمام ساخن .. وبعضهن على الرصيف الرخامى حول الفسقية ..رأى إحداهن وقد رقدت على بطنها وإمرأة أخرى تدلك لها ظهرها وأردافها الممتلئة بترهل ..
ورأى اُخرى جالسة القرفصاء وقد إنشغلت بتدليك جسدها بالصابون .
ورأى فتاة جميلة جالسة على الرصيف الرخامى ..وقد تدلت قدميها بداخل المغطس .. يبدوا أنها قد صعدت لتوها من المغطس .. فجسدها إكتسب اللون الأحمر الوردى .. يكاد الدم أن يتدفق منه ..كذلك نهديها المنتصبان كقباب تتحدى ..وشعرها الطويل الأسود وقد إسترسل على ظهرها وغطى ردفيها
لم يتمالك نفسه ..وجد نفسه كالمسحور يتجه نحوها بكل كيانه ..يريد أن يراها عن قرب ..أن يلمسها .
هل إنزلقت قدماه وهو يتقدم كالمسحور ؟؟و صرخت بعض النساء خوفا : آدم .. آدم ..
وبعضهن رددن .. إمسكوه .. كتفوه ..
قام آدم من كبوته .. لكنه كان محاطاً بالنهود والأفخاذ من كل جهة .. قبلته شفاة .. وداست عليه أقدام .. مزقوا ملابسه ..رقصوا له كهارون الرشيد .. وبعد ذلك .. كتفوه .. وألقوا به داخل غلاية المغطس .
صرخ .. وصرخ .. ولم يسمعه أحد ..ذابت صرخاته وسط البخار .
أفاق على وقع خطوات فى الممر ..تراجع قليلا عن الستارة وهو يرفع صوته : الست أم عصام البنهاوية .. مفيش حد فى البيت ده وللا إيه ؟؟
وأسرعت الخطوات نحوه ..وأقبلت إمرأة ملهوفة قائلة : إيه فيه إيه ؟؟ دا مش بيت .. دا حمام .
فرد بوقار : بيت .. وللا حمام .. في واحده هنا إسمها أم عصام ؟؟
ردت : أيوه .. أنا يأخويا .. فيه أيه ؟؟
رد بسرعة : جواب عشانك مسجل .. تعرفى تمضى ؟؟
أجابت : لأ ياخويا .. أنا بأبصم
فرد : طب هاتى صباعك .. وبقلم الكوبيا علم على إصبعها لأخذ البصمة .. وسلمها الخطاب وخرج .وما زالت حرارة المغطس تغذى شحنات الرغبة التى إندفعت بداخله

No comments:

My Drawings

The Best Favorite Videos

Some channels

Love for all

New visitors bloglog