Monday 28 July 2008

تأملات

تأملات
سألت نفسى ما قيمة الإنسان إذا كان بلا وعى .. وبالمناسبة فهى ليست دعوة لعودة الوعى .. بقدر ما هى محاولة للغوص فى أعماق الوعى فى حياد تام عللنى أعثر على الإجابة .
أولا.. هل الوعى هو القدرة على التفكير ثم استخلاص النتائج ..إذا كان الأمر كذلك فسأترك لرأسى العنان للتفكر والتخيل وتقدير ما يدور فى مجتمعنا ..ولنرى ما سيصل إليه هذا الإستقراء .
نحن نعيش فى مجتمع لة العديد من القيم والتقاليد والأعراف .. فأين المواطن المصرى اليوم من كل هذا .. وما مدى إرتباطه وتمسكه بتقاليد المجتمع وعاداته البالية منها والمستحدثة ..أكاد أن أشعر بأن الغالبية العظمى من المصريين ..ضائع وسط كل القيود التى إستطاع البعض أن يكسرها سراً ثم علانية ..ثم خرج الى المجتمع لا يعرف ماذا يريد ..أو ما هدفه ..المواطن المصرى مطحون بالألم ..من قسوة الحياة وصدمات الزمن ..بدأ يشعر بأن كل شىء أصبح بلا قيمة ..حتى الصداقة والحب .. بمعناها الحقيقى ..والروابط .. مزقها جميعاً وإختفى خلف قناع الزيف ليشعرك .. او ليشعر الجزء الذى قد يكون ما زال حياً فى ضميره .. بأنه يحافظ على كل الروابط ..ولكن الواقع والحقيقة كثيراً ما تزيل عنه هذا القناع الزائف .. قناع يخفى وراءه الأحقاد ..الخداع .. النفاق .. الجبن .. وغيرها من الصفات السلبية ..الكل أصبح يريد أن يصل على أعناق الآخرين .. يريد كل شىء .. ولا يعطى شىء .. لم يعد هناك ما يسمى بالشعور بإنسانية الفرد فى المجتمع ..إذا أردنا أن نختصر تعريف ما يدور حولنا فى هذا العصر .. سنقول عصر المصالح أو عصر المادة .. وقد تلمح من التعريف أنة يحمل النقيض لصفة العاطفة ..أى أن كل شىء يخضع لتقييم العقل وحساباتة ومبدأ المكسب والخسارة .. مع أن العقل هو بؤرة كل العواطف والمشاعر .. ولكنها تتنحى جانباً إذا طغت الحسابات وتحول الإنسان إلى جهاز كومبيوتر أو حاسب آلى .. فلنبدأ بالأب والأم .. ولنسأل : هل من الوعى .. مع الطفل الصغير .. تلك الخامة التى يجب أن تشكل وتصقل بطريقة حسنة فإذا بها تشوه .. جهلا أو عمداً ؟؟.. لينمو هذا التشوه ليكره كل ما هو جميل من الصفات ..وليحل محلهما الصفات السلبية مثل الحقد والكراهية فقد أصبحتا صفتان متلازمتان .. الصراع أصبح هو الهدف ..بعد أن كان وسيلة .. كلنا ما عدنا نعرف ما الهدف ؟؟. بعد أن كنا نسير فى طريقه !! إنه اللا وعى .. !!
السبب .. بداية معقدة ..لا إنسانية .. ومجتمع ظالم ..لا يرحم الضعيف .. إنها حياة الغابة التى أصبحت طبيعة حياتنا .. الحياة للأقوى دائماً .. الإفتراس إحدى صفاتها .. الإنسان ينشأ وينموا ليدور ويدور ..لا يعرف من أين بدأ ..ولا إلى أين ينتهى .. ما دام المسار حلقيا ..
ولا يعرف كيف يتوقف أو كيف يعود ؟؟ .. فدائما هناك قوة دفع فى إتجاه واحد
دعنا الآن نتفق على أن ألإنسان بدأ من الا شىء .. خلقه الله يحمل بداخله كل الصفات السيئة .. كما يحمل أيضاً كل القيم والفضائل .. قال الله تعالى فى سورة الشمس .. الآية 7 حتى الآية 10 ( ونفس وما سواها .. فألهمها فجورها وتقواها ..قد أفلح من زكاها .. وقد خاب من دساها ) .. ولكن الإنسان خلق ليبقى .. إلى ما شاء الله .. ألم يجعله الله خليفة فى الأرض ؟؟ وخلق فيه الإرادة والعزم .. ليعمر الأرض ويسير فى مناكبها ليرى دلائل الخالق وعظمتة .. فيقبل عليه بكامل الوعى ليشكره على نعمه التى لا تحصى .. وهكذا تميز الإنسان بالعقل والوعى والإدراك على سائر المخلوقات .. فالمخلوقات مسيرة لإرادة الرحمن كما أراد لها وتبعاً لمشيئته .. الكواكب والنجوم فى تجمعاتها التى لا تحصى ومجراتها العديدة فى كون يخضع لإرادة خالقة كما يشاء .. هذا الكون لم يخلق عبثاً .. بل لمشيئة وإن خفى معظمها عن إدراكنا .. هذا الكون له بداية .. يحاول الإنسان أن يعرف الكثير عنها ..وهذا شأن العقل الذى خلقه الله ليبحث ويهتدى .. وكما للكون بداية فله نهاية أيضاً .. وإن كان علمها قد إستأثر بة الخالق .. فلم يخبر به ..قال الله تعالى فى سورة الأعراف .. آية 187 ( يسئلونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربى لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت فى السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسئلونك كأنك حفى عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون )
إذن ماذا حدث .. للمواطن المصرى .. حتى أصبحت الصفات السالبة هى الأعلى .. والماديات هى المنتهى .. وضاعت كل القيم والفضائل تحت ضغط الحاجة .. أن ما حدث هو إنقلاب على كل شىء .. انقلاب إستشرى فى المجتمع فقلبه رأساً على عقب ..فلم تعد هناك قيمة لعالم ..أو لعلم .. بل إنخفضا الى الدرك الأسفل .. وصعد الى الأعلى كل ما هو حقير .. إرتفع الكاذب والمنافق والأفاق ..إرتفع الطبال وضاربى الدفوف وعبدة الشيطان .. حتى تحولت مصر .. إلى مجتمع يسوده الظلم وتستباح فيه كل المحرمات .. إنة مجتمع الفساد فى كل شىء .. مجتمع يبتعد عن الأخلاقيات وما تدعوا إليه الأديان من فضائل وقيم .. مجتمع يرتل آيات النفاق ويسجد ليقبل حذاء من يمنحة قليلا من الطعام ليعيش بلا وعى .. إنه لمجتمع من العبيد قد رضى بالذل والمهانة .. تحت وقع سياط من لا يرحم .. ومن قد نسى أن الساعة آتية لا ريب فيها .

No comments:

My Drawings

The Best Favorite Videos

Some channels

Love for all

New visitors bloglog