Wednesday 2 July 2008

الرماد - الفصل الرابع عشر

الفصل الرابع عشر : الرماد
جلس أحمد على المقعد الوثير أمام مكتبه وقد تكدست اللأوراق أمامه ..
ودخلت نادية الحجرة .. وكان ما زال منكباً على الأوراق يلتهمها بقلمه .. وإقتربت نادية منه .. وهى تتمتم : أحمد .. أنى صنعت لك فنجان من القهوة .. فنظر إليها أحمد وإبتسم قائلا : أشكرك ياأجمل زوجة فى الدنيا .
ونظرت نادية الى الأوراق التى أمامه .. وسألت : ما كل هذة الأوراق .. أنى أجدك مشغولا بها هذه الأيام ؟؟
وكان أحمد قد إنتهى من جمع الأوراق وترتيبها وهو يرد على نادية : أن هذه الأوراق تحوى قصة حبنا .. قصة حياتنا .. وما واجهنا من متاعب إعترضت طريق حبنا .. أما النهاية السعيدة التى أصبحنا فيها .. فما زلت أكتبها ..
ونظر إليها ورأى الدموع تترقرق فى عينيها .. فتسائل : ما الذى يبكيك ؟؟ هل حدث شىء ؟؟
فأجابت : لقد قتلت منى
فتح فمه فى دهشة متسائلا : ماذا ؟؟ من الذى قتلها ؟؟
فتمتمت : أنه حسن .. وعندما علمت والدتى عاودها المرض وأصبحت على وشك الموت
فنظر إليها أحمد وقال : اننى كنت أريد أن أتحدث معك فى شىء ولقد حان الوقت .. فهيا بنا نذهب الى الحجرة الأخرى فأنى أشعر هنا بالبرودة تسرى فى جسدى ..
وجلس أحمد .. وأشعل سيجارة وسحب منها نفساً عميقاً .. ثم تابع كلامه : أنك تعلمين أن والدتك مريضة .. وكنت أريد أن تحضر وتعيش معنا .. لتستطيعى أن تقومى برعايتها حتى يتم لها الشفاء .. وإخوتك الصغار أيضاً .. يجب أن يحضروا ليلعب معهم ولدنا الصغير حسين
كانت نادية فى هذه الأثناء مطأطأة الرأس وهى تجلس على المقعد أمامه .. ورفعت رأسها .. ونظرت الى السحاب البعيد .. فرأت فى حركته الأمل
ونظرت الى زوجها .. فلاحظ فى عينيها الدموع وهى تحفر طريقها لتصل الى شفتيها ..
ورفع السيجارة الى شفتيه ليسحب نفساً عميقا ً .. ثم يطلق الدخان من فمه ..
ونظرت نادية الى حلقات الدخان التى إنعقدت فى سماء الغرفة .. ونظرت الى الرماد المتخلف عن السيجارة بين أصابع زوجها .. وإنحدرت الدموع من عينيها .. لتروى ذكريات الماضى .


تمت القصة

No comments:

My Drawings

The Best Favorite Videos

Some channels

Love for all

New visitors bloglog