Thursday 31 July 2008

قصة قصيرة - الثعلب والشيكولاتة

الثعلب والشيكولاتة
إتجه الى غرفته فى الطابق العلوى من المنزل المواجه لشركة الكوكاكولا التى يعمل بها .. وسمع صوت الست نجية .. صاحبة المنزل ..وهى تناديه ..بلكنة أهل المنيا ..وهم يمطون فى حروف الكلمات ..خاصة الحروف الأخيرة : محمد أفندى ..فيه جواب علشانك .. شكرها ..وأخذ الخطاب وفتحه ..وهو يدخل غرفته .. إنه من أخته ليلى .. تخبره فيه بأن أحد الشباب تقدم لخطبتها ..وإنهم ينتظرون موعد إجازته .. أول الشهر لإتمام الخطوبة ..
فرح محمد ..وأرسل خطاباً بالتهنئة ..ويستفسر فيه عن العريس ..
ومع بداية الشهر الجديد .. أخذ محمد أجازة أربعة أيام وسافر إلى القاهرة .. ووصل الى منزل الأسرة ..وإستقبلوه بالأحضان ..فهذه أول أجازة له .. منذ أن غادر منزل الأسرة ليلتحق بالعمل لأول مرة خارج القاهرة .. بشركة الكوكاكولا ..فرع المنيا..
والتفوا حوله ليحكى لهم عن حياته الجديدة فى المنيا .. وراح يحكى .. وتذكر موضوع العريس المتقدم لأخته .. فسألهم عنه ..وكيف تعرف عليهم ؟؟
قالت أخته ليلى ..وكانت تعمل سكرتيرة فى مصنع للنسيج بشبرا .. بعد حصولها على دبلوم التجارة .. وذلك بصفة مؤقتة ..
قالت : أنها كانت تقف على محطة الترام ..فى أحد الأيام ..حينما شاهدته يتقدم لها ..ويحاول أن يتحدث معها .. ولكنها لم تلتفت إليه أو إلى حديثه .. وبعد أيام .. وعلى نفس المحطة .. حاول أن يحدثها قائلا بأنه يريد أن يتقدم لخطبتها ..ولكنها لم تلتفت إليه أو إلى كلامه .. وفى هذه المرة تتبعها وعرف المنزل .. وطرق على الباب بعد دخولها بثوان .. فلما فتحت الباب سألها بأنه يريد أن يرى الوالد .. ودخل وتعرف على الأسرة .. وأخبرهم بغرضه من أنه يريد خطبة ليلى ..لأنها فتاة على خلق ..وأنه معجب جداً بها ..ورحبت به الأسرة ..
وفى اليوم التالى كان مدعواً على العشاء .. بدون دعوة ..وإكتشف فى هذا اليوم أن ليلى لها أخ أكبر يعمل كيميائى فى مصنع الكوكاكولا ..فى المنيا.. وأنه سيكون أول الشهر فى أجازة ..وأن إعلان الخطبة لا بد أن يتم وهو موجود ..ومرت الأيام وهو يحضر الى الأسرة يومياً ..وأحبوه .. وأحبوا جلسته المرحه ..
ومرت أيام الأجازة الأربعة .. دون أن يحضر العريس .. وأنقطعت أخباره .. وعاد محمد لعمله بالمنيا .. بعد إنتهاء الأجازة
وعاد العريس للزيارات مرة أخرى .. فى اليوم التالى لسفر محمد .. مبرراً إنقطاعه بأن والدته كانت مريضة جداً .. وأنه بمجرد أن تسترد صحتها سوف تحضر لترى العروسة .. وإنها أحبت ليلى من حديثه عنها لدرجة أنها تتلهف لرؤيتها ..
وكانت ليلى فتاة جميلة كقطعة من الشيكولاتة
وحدث زلزال .. هز مصر والعالم كله بوفاة الزعيم جمال عبد الناصر .. كانت صدمة شديدة لكل المصريين .. وأعلنت الحكومة الحداد ثلاث أيام تعطل فيها كل المصالح بالدولة ..
حصل محمد على موافقة بأجازة يومين عارضة مع أجازة الحداد .. وتوجه الى محطة القطار ليسافر الى القاهرة ..
كانت محطة القطار مزدحمة .. كيوم الحشر .. فالناس تتوافد والجميع يريد أن يذهب الى القاهرة .. وعلم محمد بعد أن حصل على تذكرة القطار ..بأن جميع من فى القطار وفوق القطار بلا تذاكر .. وكثرت حوادث القطار على طول الطريق من الأفراد الذين وقفوا فوق سطح القطار
إنحشر محمد .. داخل القطار .. وسط آلاف من الرجال والنساء واللصوص .. وكم من المضايقات والتحرشات كانت تحدث للنساء .. ويرتفع صراخهن .. ولكن هيهات أن يسمعهن أحد .. فقد كان الركاب بعضهم فوق بعض على الشبابيك وفى الممرات .. وعلى أرفف الشنط ..وفوق الكراسى .. وتحت الكراسى .. كتل من اللحم البشرى تتلاصق رغما عنها .. وقد تصاعدت كل الروائح الكريهة .. فلم تعد حاسة الشم تفرق بين رائحة العرق وكل روائح الغازات الكريهة .. ووسط هذا الضغط البشرى الرهيب والتدافع .. كان من المستحيل أن تشعر بملابسك وقد تمزقت .. بل الكثير من صرخات النساء كانت لفقدهن ملابسهن تماما وأصبحن عرايا ولا وسيلة لأستعادة ما فقدن .. بل أصبح القطار فى أضائة شاحبة فلم تستطيع التمييز بين من يلتصق بك بشدة من كل اتجاة .. كان الأهم أن تحاول الإحتفاظ بملابسك حتى ولو ممزقة .. فهى أفضل من أن تنضم لمئات العرايا .. فى القطار ..رغما عنهم ..
وصل القطار أخيرا الى القاهرة .. وهبط محمد .. وهو لا يكاد يصدق أنه قادر على التنفس ..
حاول محمد أن يصلح من ملابسه الممزقة .. وهو يتوجه الى منزل أسرته ..
وطرق الباب .. وكانت مفاجأة لهم .. وكانت مفاجأة أكبر للعريس الذى كان يجلس على أحد المقاعد .. وحيا محمد الجميع ودخل غرفة النوم ليغير ملابسة .. وسمع من الداخل .. ان العريس يستأذن بالإنصراف .. فخرج مسرعا قائلا له : ده كلام .. هوا أنا لسة قعدت معاك .. فقال العريس : معلهش .. تستريح إنت النهارده .. وبكرة إن شاء الله أقعد معاك .. ورد محمد : لأ .. لأ .. أنا عايزك فى حاجة ..
فجلس العريس محرجاً .. وزادت شكوك محمد .. فسأل العريس عن مكان سكنه فى شبرا ..
فقال العريس : إنه بعد نفق شبرا .. فى شارع شبرا على الشمال بعد عمر أفندى .. وسأله محمد عن رقم المنزل ..
فقال العريس : منزل رقم 151
وبسرعة أدرك محمد أن هذا الرجل كاذب ..
فقد عمل محمد فى مصلحة البريد كبوسطجى فى فترة الأجازة الصيفية تبع الجامعة .. ويعرف أن الأرقام الزوجية هى التى على يسار الشارع .. فعمر أفندى وباقى المنازل على يسار شارع شبرا هى أرقام زوجية ولا يمكن أن يكون الرقم 151 على اليسار
قال محمد : أزى صحة والدتك ؟؟
فأجاب العريس : والله لسه تعبانه شويه
فرد محمد : طيب ممكن أوصل معاك أزورها ؟؟ وكمان نتعرف على المنزل ؟؟
فرد العريس : مفيش داعى للتعب ..وإنت لسه جاى من السفر ..
فأصر محمد قائلا : أبدا مفيش تعب ولا حاجة .. ياللا بينا أنا جاهز ..
وإستغرب والد ووالدة محمد من سلوك إبنهم .. وخرج محمد والعريس
قال العريس : طيب حنوصل الأول العباسية عند أخويا..ناخده معانا ..لأن والدتى عايزه تشوفه
قال محمد : ماشى .. أنا معاك .. ولا يشغلنى شىء .. وركبا الترام من أمام المنزل فى شارع بور سعيد .. المتجه الى العباسية
وفى الميدان ..كان يوجد محل كبابجى على اليسار ..
فقال العريس : ممكن نجيب شوية كباب وكفتة .. نتعشى سوا عند أخويا ..أصله عايش لوحده .. ومراته مسافره الفيوم بقالها أسبوعين قال محمد : مفيش مانع ..
وذهبا الى محل الكبابجى .. وطلب العريس نصف كيلو كباب ونصف كيلو كفتة ..ودفع الحساب .. وراح صاحب المحل يزن اللحم
قال العريس: ممكن بس أشترى سجاير من المحل اللى على الناصية .. عقبال ما الراجل يخلص الطلب ؟؟
وضحك محمد فى أعماقه ..وقال له : إتفضل ..
وسار العريس الى الشارع المقابل .. جهة اليمين .. وإندس بين الناس .. وتعدى محل السجاير ..ومحمد يتابعه .. ويعلم بأنه يحاول الفرار ..وتركه يفر .. فلن يعود مرة أخرى ..وهذا هو المطلوب ..
إنتهى الكبابجى من تحضير الطلب ..وأخذه محمد ..وكان قد مر من الوقت حوالى نصف ساعة
وركب محمد الترام وإتجه الى شارع شبرا ..رقم 151. فكان على يمين الشارع .. وكان مخبزاً بلدياً .. وليس عمارة
وعاد محمد الى منزل الأسرة .. وسألوه .. وضحك كثيراً ..
وحكى لهم حكاية الثعلب .. و هيا .. عشوة هنية .. كباب وكفتة مجانا ً .. وضحك الجميع

1 comment:

Anonymous said...

هلا بك اختي غلا .اكيد اذكركم وعائلتكم الكريمة ربي يحفظكم .بكل امانة كومو وقاردا وباقي البحيرات من حولها جميلة وانصح بزيارتها ماعدا شهر الصيف لان الحر اللي فيها لا يطاق .المنطقة بكل صراحة جميلة لراسين ينطنطون حول مدنها وصعبه شوي على عائلة كبيرة ماعدا منطقة جنوب قاردا المدن الترفيهية فيها جدا ممتعة .الله يرزقكي برجل ذوق مثلك يحب السحر الايطالي اللي اصابك واصابنا واصاب الكثير من الاحباب .بالفعل اختي ماتنلامين سحرهم من النوع اللي يسطل انتي تقولين عندي مسطولة .والخير عندنا وعندكم

My Drawings

The Best Favorite Videos

Some channels

Love for all

New visitors bloglog