Thursday 7 August 2008

قصة قصيرة - دردشة ستات

دردشة ستات

خرجت خديجة من المطبخ مسرعة .. وقد ثقلت أردافها .. وراحت تهتز .. وهى تتجه نحو باب الشقة لتفتحه .. وتنادى بأعلى صوتها عامل الأنابيب .. الذى راح يدق بمفتاح بلدى على إحدى الإسطوانات .. فتحدث صوتاً مميزاً .. تعرفه ربات البيوت .. فتجرى الواحدة تلو الأُخرى تناديه ..لتحصل على أنبوبة بوتاجاز .. قبل أن ينفذ ما معه بسرعة .
الست خديجة : أنبوبتين والنبى يخليك
وتفتح الست عنايات باب الشقة المقابلة .. وكان العامل قد أحضر الأنبوبتين .. فتسأله أن يحضر لها أنبوبة
الست عنايات : صباح الخير ياست خديجة
الست خديجة : صباح الخير ياحبيبتى
الست عنايات : ياختى الأنبوبة مبقتش تستحمل أسبوع وتخلص
الست خديجة : والله ياختى .. كل حاجة مبقاش فيها بركة
الست عنايات : آه .. فين أيام زمان .. كانت الأنبوبة تقعد شهر وإتنين
قال العامل وقد انتهى من توصيل أحد اللأنابيب ببوتاجاز الست خديجة : ستاشر جنية ياست هانم .. أى خدمة تانية ؟؟
الست خدبجة : خد ياخويا .. مش مهم .. كويس إن إحنا لقينا أنابيب .. ويذهب العامل ليحضر أنبوبة للست عنايات
الست عنايات : كان كفاية ستة جنيه لللأنبوبة ياست خديجة
الست خديجة : إسكتى ياختى .. دنا بقالى تلات تيام لايصة .. وأحضر العامل اللأنبوبة .. ومن الدور العلوى خرجت الست أم محمد .. تسأل عن أنبوبة .. ولكن العامل أخبرها بأنة جبر
وقالت عنايات : إزيك يأم محمد .. نموسيتك كحلى ياحبيبتى
وكانت أم محمد سيدة فى الأربعين من عمرها ولكنها تبدوا شابة فى الخامسة والعشرين .. فهى جميلة .. ملفوفة القوام ..ولم تنجب أطفال ..وكانت تتمنى أن يرزقها الله بطفل وتسميه محمد .. ومن هنا جائت تسميتها بأم محمد .. ولكن عاماً بعد عام راحت تتبخر أمنيتها
ردت أم محمد : نموسية كحلى أية .. والنبى دنا تعبانة طول الليل وظهرى واجعنى .. ومكنتش قادرة أقوم من السرير
خديجة : ألف سلامة عليكى ياختى .. يمكن المحروس محمد قرب يشرف
أم محمد : أبداً .. دى الدورة .. والمرة دى جايه بنزيف جامد
عنايات : بقولك إيه ياختى .. سيبك بقى م الدكاترة .. ووجع القلب ده ..وزى ما قلت لك قبل كده مفيش غير الشيخ عتريس .. ده سره باتع .. إنتى ماشفتيش جمالات بنت أم اسماعيل ..بعد ما داخت السبع دوخات عند الدكاتره .. يادوب راحت للشيخ عتريس مرتين .. كان فيهم الهنا كله .. وآهى دلوقتى حبلة فى العيل التانى
أم محمد : ياست عنايات .. دى حاجات بتاعة ربنا .. لا بالشيخ عتريس ولا غيره
وترد خديجة : يأم محمد وحتخسى إيه .. ياختى جربى .. مش يمكن
أم محمد مقاطعة : لأ لأ .. ده جوزى لو عرف كان يبهدلنى
عنايات : وياختى مين اللى حيعرفه .. هوه مش بسلامته فى الشغل
خديجة : هوه ديك الساعة لم يكون عنده عيل يدلعه ويهشكه .. ويملا عليكو البيت
ام محمد : ربنا يسمع من بقك
عنايات:ألا عامله أيه ياخديجة فى الرز اللى شاحح ده ؟؟ هوه المحروس إبنك مش كان مصاحب واحد مهم فى الجمعية
خديجة : وحياتك ياختى جاب لنا إتنين كيلو إمبارح بالعافية وبالطابور
أم محمد : ياختى هوه إيه اللى حصل فى الدنيا ..كل حاجة مولعه نار ؟؟ تصدقى إشتريت كيلو البامية إمبارح بسبعة جنيه
عنايات : ماهى بشاير .. طول عمرها متقمعة
خديجة : طب تقولى إيه فى القوطه المجنونه باتنين جنيه ومفعصه وتقرف الكلب الأعور
ام محمد : وحياتك العشرين جنيه .. انزل السوق .. أرجع من غيرها .. مع إن اللحمة والفاكهة ابو محمد هوة اللى بيجيبها من البلد
عنايات : ومن سمعك ياختى ..هى الفلوس بقى ليها قيمة .. دى العشرة جنية متجبش جوز شرابات
خديجة : وياريت على كده .. إلا الحاجة مبقتش تستحمل .. جوز الجزمة شرياها بتسعين جنيه .. مفيش أسبوع وحياتك إلا والكعب اتخلع والوش طلع .. زى ما يكون كله لزق .. وكسوة البت والواد مكلفانى ميتين جنيه
عنايات : إسكتى ياختى .. دى اللى عندها عيال .. عندها هم ما يتلم
أم محمد : تعيشى ياختى وتجيبيلهم
خديجة : منين ؟؟ ما إنت عارفه ..أبوهم بناخد منه الميتين جنيه النفقة .. بألعافية .. قطعم الرجالة .. ياخدونا لحم .. ويرمونا عضم
عنايات : ميت مره قلت لك قصقصى ريشه .. غير إنتى بس اللى عبيطه
خديجة : باختى .. هو الراجل أبو عين زايغه حد يعرف يلمه
ام محمد : صدقتى .. دا إنتى زى الفل .. إللى ما فيكى حاجه تتعيب .. جمال .. وخفه دم
خديجة : أهو ربنا وقعه فى واحده تقرف
عنايات : الظاهر ياختى إنها كانت سحراله .. ولحست عقله .. بكره يفوق ويطلقها ويرجع لبيته وعياله .. دى القديمة تحلى
أم محمد : أنا أعرف إن الواحده إللى تاخد راجل من مراته وعياله تستحق الحرق .. آل يعنى قلة رجاله
عنايات : وحياتك ياختى العيب من الراجل .. لو الراجل تمام .. لا يمكن واحدة تبلفه .. حتى لو قلعتله ملط
خديجة : ياختى .. كل الرجالة منيلين .. والود ودهم يبقى معاهم إتنين وتلات نسوان
عنايات : هوه فيه حاجة كاسرة شوكتهم إلا غلو المعيشة .. وإن الشقة من حق الزوجة
خديجة : على رأيك .. أهو أحمد المكوجى إتجوز .. ومراته كانت قدم السعد عليه .. ولما إلفلوس جريت فى إيديه عمل أيه .. راح إتجوز عليها .. دول صنف نمرود
عنايات : هوه أنا مقاطعه الرجاله من شوية
أم محمد : مش كلهم ياست عنايات .. ده بيرجع للأصل والتربية
خديجة : وحياتك ده قصر ديل
عنايات : مسمعتوش .. قال بيقولوا إنهم لغوا القانون وإن الشقة بقت من حق الزوج
خديجة : جتهم نيلة .. هم عايزين يعملوا فينا إيه أكتر من كدا
أم محمد : مش معقول .. يعنى الستات تبقى فى الشوارع ؟؟
عنايات : وحياتك .. إللى ماشيه على حل شعرها دلوقتى هى إللى بيحترموها
خديجة : دا زمن أغبر
عنايات : إنت مادريتيش ؟؟ مش عطوه الجزار عرف إن مراته الجديده بتخونه .. ودبحها ودخل السجن
خديجة : طول عمره مفترى وشرانى .. مالها تفيده أم عياله ؟؟ صحيح هيه تخينه ومكعبرة .. يس قلبها أبيض.. وتتحط على الجرح يطيب
عنايات : ورماها بعيالها المفترى .. أهو ربنا وراها فيه يوم
أم محمد : ياختى مين يسمع ومين يقرا ؟؟
خديجة : دا البنى آدم مايملاش عينه إلا التراب
عنايات : بقولك إيه يأم محمد .. متنزلى ياختى تقعدى معانا شوية ؟؟ وندردش حبه
أم محمد : معلش ياست عنايات .. عايزة أعمل الأكل .. الراجل زمانه جاى
عنايات : طب ياختى .. وإنت ياست خديجة ؟؟ ما تيجى تشربى فنجان القهوه عندى ؟؟
خديجة : ياخبر .. دا أنا سايبه الأكل على النار .. وشامه ريحة شياط .. عن إذنك
وتغلق الست عنايات باب شقتها وهى تمصمص شفتيها .. وتتمتم فى سرها : إذنك معاك ياختى .. ليه حق جوزها يطلقها .. دى كانت كل يوم تحرق له الأكل

No comments:

My Drawings

The Best Favorite Videos

Some channels

Love for all

New visitors bloglog