Wednesday 21 May 2008

قصة قصيرة - بلا قيود - 3

بلا قيود ؟؟

3
(DVD) قامت بتشغيل جهاز
.. بعد أن وضعت أحدث إسطوانة للرقص ..وإنبعثت أنغام الموسيقى .. فى أرجاء فيلا

صافيناز هانم .. تقدمت نحوه بخطواتها الرشيقة الراقصة .. تدعوه لمشاركتها الرقص .. نظر إليها وكان قد إرتشف كأسه الثالث .. أنها كألفراشة فى رشاقتها وحيويتها .. مثيرة بما ترتديه من قميص نوم يشف عن تفاصيل جسدها الجميل بخصر نحيف ينحدر بليونة على إستدارة متناسقة .. ورقصا معا ..وتطايرت خصلات شعرها الأسود مع حركة جسدها المتموج .. كان بريقا ًمن الرغبة يلمع فى عينيها حين تلتقى بعينيه .. إحتواها بذراعيه وهو يراقصها ولمح إبتسامتها العذبة وقد إرتسمت على شفتيها.. كم هى جميلة ورشيقة كما شاهدها أول مرة .. حين قبل دعوتها على الغذاء فى هذه الفيلا التى ورثتها عن زوجها تاجر السجاد وهو أحد مليونيرات عصر الإنفتاح الذى توفى بحادث سيارة أليم .. أنه ما زال يذكر إبتسامتها الصافية فى هذا اللقاء .. يومها دعته للجلوس حول حمام السباحة الذي يشغل مساحة كبيرة وسط حديقة رائعة الجمال .. كانت مرحه دائماً ..متحررة .. كانت قد خرجت لتوها من حمام السباحة عند وصوله .. وهى تجفف جسدها وقد إرتدت مايوه وردى شفاف لا تزيد مساحته عن ورقة توت صغيرة .. قالت له : حالاً الطباخ هيكون محضر السفرة .. يادوب نشرب كاسين ..وكل شىء يكون جاهز .. تقدمته إلى البار داخل الفيلا .. وأخرجت زجاجة من الويسكى وكأسين .. ثم إستأذنت منه لترتدى ثيابها .. أنه لا يكاد يصدق أن هذا الجسد الساخن النابض بألحيوية لإمرأة فى الخمسين من عمرها ..ولكن .. لم لا وهى تعيش فى رغد .. بلا مشاكل .. الكوافير والمانيكير والباديكير يأتون لها بإنتظام .. والخدم يقومون بكل شىء فى الفيلا .. وهى متفرغه للعناية بجسدها .. تمارس السباحة وتؤدى تمارين اليوجا ..
أنه ما زال يذكر كيف فوجىء بطلبها أن يكون زوجاً لها .. وكيف كاد أن يطير فرحاً .. أحضرت كل مستلزمات الفرح من باريس .. حتى طرحة الزفاف ؟؟
وضعت أسطوانة اُخرى أكثر صخباً .. وملأ كأسا وراح يقربها من شفتيها ثم يرتشف الخمر من بين شفتيها وهى تزيح عن جسده الروب الذى يرتديه .. أنها تملأ حياته سعادة ومرحاً .. متفرغه له دائماً .. تتجمل له .. بإهتمامها بجسدها وأناقتها .. فهى كألفراشة الجميلة تحوم حوله طوال الوقت مما يجعله يعيس السعادة معها بكل أبعادها ..أنها جرعة مركزة من الحب فإحتياجاتها للحب لا تتتهى حتى تتجدد
وسط صخب الموسيقى وتأثير زجاجات الخمر وصيحات ألرغبة يشعر أنه فى عالم جميل ومثير .. ولكن حين يفيق من الشراب يشعر بأنه سجين داخل أسوار فيلا زوجته الثريه .. أنه يشعر بأنه لا يعيش حياته .. حقا أنه يدير أعمالها .. ولكن أيضاً هذه ليست حياته .. أنها حياتها هى .. أنها صهرته فى حياتها هى
ثمان سنوات مضت وهو لا يفيق من سكرته .. أنه يشرب ألآن لينسى نفسه وحياته .. ماضيه وحاضره
ثمان سنوات .. هل كانت حقاً سنوات سعيده ؟؟.. الحنين يجرفه إلى الماضى .. بكل ما فيه من مشاكل .. بصرخات اللأطفال .. وتذكر أنهم لم يعودوا أطفالاً .. فقد كبروا .. ترك كأسه وأخذ يعب الخمر من الزجاجة .. كم كانت رائحة البصل من أصابع زوجته .. اُم أولاده أزكى من رائحة كل العطور الباريسية التى تستحم بها إمرأته المتصابيه
راحت الخمر تقتل فيه رغبة الرجل .. وبدأت زوجته تكيل له الإهانات وتعيره بعجزه .. وبدئت تتقرب للشباب فى حفلاتها التى تقيمها بين الحين والآخر .. وبثروتها تشترى شبابهم لتطفىء نيران ما زالت مشتعله
إنزوى فى غرفة صغيرة .. يعلم بكل ما يدور حوله .. فيشرب ..ويشرب حتى الثمالة .. أنه لم يعد يصلح لشىء .. أن ذكر النحل عندما يتم مهمته .. تقتله الملكه لأنه لم يعد يصلح لشىء .. ولكن ذكر النحل يقتل مرة واحدة وزوجته تقتله فى اليوم أكثر من مرة .. حتى إدارة أعمالها أسندت بها إلى شاب طموح .. صغير السن
كانت أصوات العبث تنبعث عالية تكاد أن تخرق اُذنيه .. وتلهب ظهره بسياط من نار .. ألقى بألكأس من بين أصابعه ودخل علبها غرفة نومها وهى بين أحضان أحد الشباب .. راحت تكيل له له السباب واللإهانات ..فإنطلقت الرصاصات لتخترق الجسدين معاً .. وعاد إلى غرفته الصغيرة .. وأخرج من حقيبته صورة .. منى .. زوجته واُم أولاده .. قبل الصورة وقد إغرورقت عيناه بألدموع ..لقد ودع صاحبة الصورة منذ عشر سنوات .. وها هو يودعها للمرة الأخيرة
وسقطت الصورة على قلبه .. ولكن بعد أن كانت الرصاصة قد إخترقت هذا القلب المعذب .. ليتحرر من كل القيود

No comments:

My Drawings

The Best Favorite Videos

Some channels

Love for all

New visitors bloglog