Wednesday 14 May 2008

ترشيد الإستهلاك ..وثقافة الإهدار ..

هل نحن حقا .. كأفراد .. وعائلات ..ومن ثم كمجتمع ..فى حاجة إلى ثقافة الترشيد .. فى ظل الإرتفاع المتواصل لأسعاركل شىء .. من مواد غذائية إلى كافة الخدمات ؟؟ الإجابة العقليه هى ..نعم .. ولكن كيف يحدث هذا فى شعب تعود على ثقافة الإهدار ؟؟
قبل أن أسترسل سأروى حادثة حدثت معى منذ سنوات .. أنى أسكن فى منزل تم فية تخصيص جزء من الطابق الأرضى ليكون مسجداً .. مثل الكثير من منازلنا الآن ..وبألطبع كان هناك مكان جانبى مزود بعدد 20 صنبور للمياة .. من أجل الوضوء ..وفى يوم إكتشفت أن كل هذه الصنابير فى حاجة إلى صيانة ..لأنها مفتوحه ويتسرب منها الماء بشدة ..مما يؤدى إلى إستمرار الموتور الخاص برفع المياة إلى خزان العمارة بألعمل بصفة مستمره .. مما أدى إلى حرق الموتور أكثر من مرة .. كان الإجراء المنطقى أن نحضر عامل للقيام بهذه المهمه ..وفى هذه الأثناء ..وحتى ينتهى العمل .. قمت بمحاولة التحكم من الصنبور الرئيسى للمجموعة بإغلاق نصفه ..بحيث يؤدى الغرض من الوضوء ويقل التسرب الشديد للمياة ..حتى إنتهاء العامل من الصيانة لكل هذا العدد .. فما هى إلا لحظات حتى أقبل إمام المسجد ومعه بعض المصلين غاضبين مما فعلت .. ومحذرين ومهددين إذا إقترب أحد من الصنبور الرئيسى بعد أن أعادوا فتحه كاملا .. لتتسرب المياه بشدة من كل الصنابير .. وهم فرحين لإنتصارهم العظيم .. وإنسحابى بالطبع أمام هذا الحشد الغاضب
كانت هذة الواقعه بداية لتفكيرى لماذا نحن شعب تعود ثقافة الإهدار ؟؟
تابعت ظاهرة التليفون المحمول منذ بدايتها .. حيث كان للصفوة وللقيام بإنجاز الأعمال الهامة كألطبيب والمهندس وغيرهم ..ثم تغير ألحال وأصبح فى كل يد .. حتى الأطفال .. وأصبحت رناته فى كل مكان .. من الأتوبيس المزدحم وحتى داخل المساجد وأماكن العزاء.. ولم تعد هناك خصوصيات فى الحوار والرد .. فالمتلقى يشرك من حوله .. رغما عنهم .. فى سماعهم ما هو خليع أو سرى بينه وبين صديقته اْو عشيقته
إن آخر إحصائية لشركات المحمول تشير إلى وصول عدد الخطوط إلى 35 مليون داخل مصر ..فإذا كان ما يصرفه الفرد فى المتوسط 100 جنيها شهريا .. فهذا يدل على دخل ثلاث مليارات ونصف المليار من الجنيهات لهذة الشركات الثلاث .. والآن لن أقول لك أننى أدعو الحكومة لفرض ضريبة مبيعات بقيمة 30% .. لكى تحصل على مليار جنيه شهريا وهو وحده يغطى إحتياجات الحكومة من موارد حقيقيه .. ولن تحتاج لرفع أسعار البنزين الذى يرفع بعده كل شىء ... قلت أننى لن أقول هذا .. ولكننى أقول لك لماذا لا ترشد أنت إستهلاكك من المكالمات بهذا القدر .. أى يكفى سبعون ..70 جنيها بدلا من 100 .. هل تعلم أن هذا الترشيد سيفقد هذه الشركات مليار جنيهاً شهريا ..أى ثلث أرباحها تقريبا .. هل تعلم ماذا ستفعل هذه الشركات لتعوض هذه الخساره .. إنها لن ترفع الأسعار.. فلا تخف .. بل ستحاول أن تخفض من الأسعار لتجذب المزيد والمزيد من المكالمات
والآن المزيد من الترشيد .. فى فاتورة الكهرباء إنك تستطيع إن تخفضها للنصف إذا إتبعت عادات جديدة بسيطه .. أولا قم بتغيير جميع لمبات المنزل بلمبات قليلة الإستهلاك للطاقه .. فئة 26 وات إستهلاك تعطيك نفس إضاءة اللمبه العاديه ..100 وات .. ألمكان الذى لا تتواجد به لا داعى لإضائتة .. لا داعى للمروحة صيفاً فهى لا تفعل شيئاّ أكثر من تقليب الهواء الساخن .. وهذا التقليب لا يبرد الهواء .. وإنما يرططم بوجهك أو جسدك المتعرق .. فيصيبك بألمرض .. والأفضل أخذ حمام دافىء .... وإذا كنا تعودنا أن يكون فى كل غرفة تليفزيون .. مثل غرفة النوم وغرفة المعيشة وبعض غرف الأولاد .. فلنلغى كل هذا .. لأن هذا باعد من تواصل أفراد الأسرة ..فكل فرد أصبح فى جزيره منعزله ..وليكن التليفزيون فقط فى غرفة المعيشة .. ليشاهده الجميع ولتلتف الأسرة كسابق عهدها بدلا من الإنعزالية
والآن المزيد من الترشيد .. فى الطعام ..الخبز مثلا يقطع وهو طازج لأربعة أجزاء للرغيف .. وبالتالى سنأخذ إحتياجنا فقط .. ونحتفظ بما تبقى فى ..المبرد.. لحين الحاجة.. نقوم بتسخينه فيعود طازجا مرة أخرى .. الفاكهة .. كنت أستغرب قديما لما عرفتة عن المجتمعات الأوروبية عندما يشترون ثمار الفاكهة بالعدد وليس بالوزن .. فتجد من يشترى ثمرتين من التفاح أو ثلاث ثمرات مثلا من البرتقال .. أو عدد قليل من أصابع الموز .. ولكننى عرفت أن كل فرد فيهم يعرف إحتياجات جسمة محسوبة بالسعرات الحرارية .. فهو ياْكل بطريقة صحية .. ولا يزيد أو ينقص .. أما نحن نشعر بألخجل ونحن نشترى الفاكهة .. فلا بد من الشراء بزيادة ..قائلين : ياللا خللى العيال تنبسط .. إذن لا شىء محسوب .. وفى أحيان كثيرة تفسد الفاكهة إذا تركت لعدة أيام .. فما أحوجنا حقا لأن نرشد ما نشتريه من فاكهه وخضروات تبعا لإحتياجاتنا الحقيقيه .. ونفس الشىء فى ترشيد إستهلاك اللحوم ؟؟ فالغذاء الصحى للإنسان لا تزيد إحتياجاته عن شريحه 100 جرام يوميا كبروتين حيوانى ..
والآن .. فلنجرب ثقافة ترشيد الإستهلاك .. ولنبتعد عن ثقافة الإهدار .. وربنا يجعل كلامى دة خفيف على زوجتى إذا قرأتة

No comments:

My Drawings

The Best Favorite Videos

Some channels

Love for all

New visitors bloglog