Monday 5 May 2008

قصة قصيرة - حواء فوق السحاب

حواء فوق السحاب

حامل الهوى تعب..... يستخفة الطرب
تضحكين لاهية .....والمحب ينتحب
هذه كلمات لأبى نواس .. قالها الشاب للمرأة الجالسة فى المقعد المجاور له ..
وقالت .. وهى تحاوره : يبدو أنك تحب الشعر ايضاً ؟؟ قالتها وابتسامة واسعة إرتسمت على شفتيها فأظهرت أسنانها الناصعة البياض .. وكأنها حبات من اللؤلؤ .. تتلألأ مع بريق عينيها الزرقاء .. التى تلاقت مع نظرات عينيه الجائعة وهو يتسلل بها ليحتوى شفتيها فى خيالاته الجامحة .. وليعانق نهديها الممتلئين .. ويشعر بنشوة تسرى فى أعماقه .. ويفيق ليفاجأ بنظراتها وهى تتابع تسلل نظراته وكأنها تشجعه على المزيد مما يزيد من سعادتها
تردد قليلا ثم قال : نعم .. نعم .. اُحب الشعر.. إن كل الاُدباء يحبون الشعر
وسألته ( وقد أرخت نصف جفنيها) : وهل تكتب شعر الغزل .. بجانب كتابتك للقصة ؟؟
قال : قليلا ما يحدث .. فأنا فى الأساس أكتب القصص
رمقته بنظرة يفوح بثناياها عطر الاُنثى
وهى تقول : وهل سأكون إحدى بطلات قصصك ؟؟؟
قال ( وهو يلتهمها كقطعة من الحلوى) : أنى أتشرف أن تكونى أفضلهن وأجملهن
ضحكت ..ضحكة خفيفة .. وهى تخرج سيجارة من العلبة التى أمامها
وهى تقول : بألرغم من أننا تعارفنا منذ حوالى نصف ساعة .. إلا أننى أشعر وكأنى أعرفك منذ زمن بعيد .. أخرج ولاعته الذهبية ليشعل سيجارتها .. وأشعل لنفسة سيجارة ..وتصاعدت أدخنة السيجارتين لتتعانقا وتتداخلا فوق رأسيهما
خلع نظارته الطبية .. وراح يمسح زجاجها
قال :أنها نفس مشاعرى .. منذ أن شاهدتك تجلسين فى المقعد المواجة لى .. فى صالة الترانزيت .. شعرت بأننى أعرفك منذ ولادة التاريخ
ضحكت وهى تداعبة قائلة : منذ ولادة التاريخ ؟؟ .. أنا كده أبقى عجوزه أوى ؟؟
قال ( وقد إرتسمت إبتسامة على شفتيه ) : أنى أقصد ولادة حواء
قالت ( وهى تضحك ) : أنها المرة الوحيدة التى كان فيها الرجل هو الحامل
فأجاب : كان لا بد أن تكون حواء قطعة منة .. ويكون الرباط بينهما وثيقا .. كرابطة الطفل باُمه الآن
سألتة برقة : هل أنت متزوج ؟؟؟
أجاب : أننى بألرغم من سنوات عمرى الأربعين .. إلا أنى لم اُوفق فى الزواج .. باْلرغم من إرتباطى بألخطبة أكثر من مرة .. ولكن دائما ما يحدث شىء ما .. يمنع من تحقيق الخطوة التالية
قالت : وماذا يعجبك فى المرأة ؟؟
ترائى فى خياله كشريط سينمائى سريع .. حين جلس فى صالة الترانزيت .. وكانت تجلس على المقعد الذى أمامة .. كانت ترتدى تايير برتقالى اللون .. وأمسكت بيدها مجلة راحت تتصفحها .. وتدحرجت نظراته من حمرة شفتيها .. إلى بياض ساقيها .. وحينما رفع عينيه .. وإلتقت بعينيها .. ضمت ساقيها ببطء .. ثم عادت للتصفح مرة اُخرى وتركته لخيالاته التى قذفت به فى أعماق الهند .. حيث جماعات من البشر تقوم بمراسم العبادات لعضو التناسل للمرأة .. فهو واهب الحياة الجديدة .. وله كل التقديس .. وتذكر .. عبادات قدماءالمصريين الفراعنة .. وكأنها كفة الميزان الاُخرى .. حينما عبدوا إله الإخصاب .. آمون .. ورسموه على معابدهم .. وبالغوا فى حجم العضو .. وكان فى نظرهم .. وعكس رؤية الهنود ..هو مصدر الحياة الجديدة
وتنهد ببطء وهو يشعل سيجارة ويحادث نفسه .. أنة يجد نفسة مع الجماعات الهندية القديمة .. ولكن ليس كعبادات وطقوس دين .. إنها أسباب تسللت إلى أعماقه عبر السنين .. تعبر بكل الحب الذى يكنه للمرأة .. ويرى فيها رمز الجمال والرقة والحنان
وتذكر .. كيف أفاق من أحلامه .. وقد أعلنت شركة طيران الخليج عن قيام رحلتها الى دولة قطر .. فعلى السادة المسافرين التوجة الى باب الخروج رقم 6
جلست هى بجانب النافذة الصغيرة .. قام بتحيتها وجلس بجانبها .. إنها صدفة سعيدة حقا .. أن يكون مقعدها بجانبه .. وبعد دقيقة سألتة برقة : ياترى هل مسموح بألتدخين فى هذا المكان ؟؟؟ لأن هذه أول تجربة لى فى السفر بالطائرة
أجاب : نعم هذا مكان مخصص للمدخنين .. ولكن عليك بألإنتظار حتى تقلع الطائرة
وجاء صوت كبير المضيفين على الطائرة عبر مكبرات الصوت .. بأنة على السادة المسافرين ربط حزام المقعد ..إستعداداً للإقلاع .. وربط هو حزام المقعد .. ولاحظ أن المرأة لا تعرف كيف تربط الحزام
قالت ( وهى تنظر اليه ) : لو سمحت .. كيف يربط هذا الحزام ؟؟
ومد يده بطرف الحزام القريب منه ولاقته يدها بألطرف الآخر .. ومد يده الاُخرى لتعلو يدها الممسكة بألطرف الآخر وضم الطرفين .. وتم ربط الحزام .. وشعر بسخونة بطنها وبرودة أصابع يدها .. وشعرت هى بسخونة يديه .. وإبتسمت لة قائلة : شكراً
وسحب يديه بهدوء .. ثم تبرع بشرح كيفية إستخدام الأجهزة الملحقة بألمقعد .. مثل أزرار تحريك المقعد ..ومفاتيح تكيف الهواء والراديو
وأقلعت الطائرة .. وأشعلا سيجارتين .. وبداء يتجاذب معها أطراف الحديث
سألها : هل أنت من القاهرة ؟؟
ردت : نعم .. أنا من حى المعادى
سألها: هل سفرك للعمل فى قطر ؟؟
ردت : لا .. سفرى زيارة لزوجى .. فهو يعمل مخرج بألتليفزيون القطرى
وسألتة بدورها : وسيادتك ؟؟
قال : أنا فى زيارة عمل ؟؟
قالت متابعة : هل تعمل فى قطر ؟؟
أجاب : لا .. أنا كاتب قصصى .. واُلبى دعوة للمشاركة فى ندوة
قالت ( وهى تطيل النظر اِليه ) : أنى أعرفك .. أنت ألاُستاذ أحمد فتحى
قال : نعم .. ولكن كيف عرفتينى ؟؟
قالت : أنا من قراء قصصك .. وصورتك موجودة على كل قصصك .. أنا معجبة جداً بكل كتاباتك
قال : أشكرك .. هذة فرصة سعيدة لتعرفى بك
وتتابع الشريط فى مخيلته .. وهى تنظر إليه
أفاق على صوتها الناعم : اُستاذ أحمد .. أنت لم تجيب عن سؤالى ماذا يعجبك فى المرأة ؟؟
أجاب : المرأة فى نظرى هى رمز الجمال والخير .. ولذلك فأنا اُعجب بكل ما هو جميل فى المرأة ..جسدها .. صوتها ..كما اُعجب بتحرر المرأة .. وكلما تحررت من عقد الشرق والماضى .. كلما زاد إعجابى
قالت : ليت كل الرجال مثلك
سألها : هل أنت غير سعيدة مع زوجك ؟؟
أجابت : كنت سعيدة طوال فترة الخطوبة .. كان مثالا للحب والرومانسية .. ولكن بعد الزواج أصبح رجلا آخر غير الذى أحببتة .. فلم يعد يهتم بى أو بما يسعدنى ..وكأننى أصبحت فقط كقطعة من الأثاث .. مثل كل شىء بالمنزل .. يستعملها حين يريدها ..ثم يتركها بعد ذلك .. ولا داعى أن اُثقل عليك بمشاكلى
قال : أبداً .. أنك لا تثقلين على بحديثك .. تستطيعين أن تعتبرينى صديقاً لك .. وأن تحكى كما تشائين
قالت : نظراً لطبيعة عمله .. كان يلتقى بألكثيرات .. وسمعت عن علاقات له .. ورأيت الخيانة فى منزلى ..ثرت لكرامتى وتركت المنزل .. طالبته بألطلاق ..جائنى معتذراً عن أخطائة وأنة لا يستغنى عنى .. وأنة لن يعود إلى ذلك أبداً ..
عدت اليه جسداً بلا روح .. وبعد فترة .. نسى عهوده .. وعاد الى ما كان عليه
وأنتابتنى نزعات الإنتقام لإنوثتى .. فأصبحت جسداً لغيره
أشعلت سيجارة .. ومدت الية يدها بعلبة سجائرها .. فأخذ سيجارة منها وأشعلها
سألها : متى ستعودين الى القاهرة ؟؟ وكيف سألقاك ؟؟
فتحت شنطة يدها .. وأخرجت كارت مكتوب فية الإسم .. سناء زكى .. فيلا الأمل .. كورنيش النيل .. المعادى .. تليفون .. 2355
قالت ( وهى تعطيه الكارت ) : سأعود للقاهرة بعد أسبوعين .. وأتمنى أن تتصل بى
تناول الكارت من بين أصابعها .. وتعمد أن تمكث يديها بين يديه طويلا وهو ينظر اليها
جاء صوت كبير المضيفين يعلن عن ربط الأحزمة إستعداداً للهبوط ساعدها فى ربط الحزام .. وشعر بسخونة بطنها وبسخونة أصابع يدها .. التى أبقاها بين يديه
صوت كبير المضيفين يعلن عن الهبوط فى مطار الدوحة الدولى
ودعها بصوت هامس .. قبل أن يغادرا مقعديهما .. ومال بشفتيه على أصابعها وقبلها ..وهبطا من الطائرة وتوجها الى مبنى المطار
أمام مكاتب إنهاء الجوازات .. إذا بشاب يخترق الصفوف .. ويقترب منها .. وإرتسمت إبتسامة واسعة على شفتيها وهى تتجة اليه .. لتقبله قائلة : أهلا مجدى حبيبى..
ويقول مجدى ( وهو يحتضنها ) : أهلا سناء حبيبتى ..
حمداً لله على السلامة

No comments:

My Drawings

The Best Favorite Videos

Some channels

Love for all

New visitors bloglog