Friday 16 May 2008

بلا قيود ؟؟ - قصة قصيره

بلا قيود ؟؟
(1)
كان يشعر بسعا دة غامره .. وشعور غريب لم يعهده طوال سنوات زواجه العشر .. والسياره تنطلق بة فى شارع صلاح سالم فى إتجاه مطار القاهرة الدولى ..لم تكن سعادته نابعة من أنه سيعمل بألخارج .. أو أنه سيحصل على الأموال ليحقق هدفاً ما ..كلا .. فهو لم يفكر فى شىء من ذلك .. فهو لم يتعود أن يفكر لنفسه ؟؟ بل دائما اللآخرون يفكرون له .. ويخططون له .. وما عليه إلا التنفيذ
فى طفولته .. كان والده يشترى له اللعب .. ولم يكن له حق الإختيار ..فهذا الحق لوالده فقط .. هذه اللعبه لتنمية الذكاء ..وتلك لتنمية القدرات الفنيه .. وهكذا .. ولم يكن يعترض ..ولم يعرف معنى الإعتراض إلا عندما كبر وقراء وعرف لماذا كان يحطم هذه اللعب بالرغم من علمة بما ينتظره من توقيع العقاب .. وإستمر العقاب بإسلوب آخر .. بالحرمان من اللعب .. ومن المصروف الذى كان يشترى به الحلوى
وخطط له والده لأن يكون طالبا فى كلية الطب ؟؟ فهو يريد التباهى بأن إبنه طبيباً .. ولم يتحقق هذا التخطيط .. لأن مجموع درجاته فى الثانوية العامة .. كان يؤهله لأن يكون طالبا فى كلية التجارة .. وأصر الأب أن يعيد إبنه العام الدراسى مرة اُخرى .. وثالثه .. ولا جديد .. وأصبح الإبن طالبا فى كلية العلوم .. واُسقط فى يد الأب .. فرضى بالأمر الواقع
وصلت السياره الى مطار القاهرة الدولى .. ودخل حاملا حقائبه .. وأنهى إجراءات الجوازات ثم توجه لقاعة الترانزيت .. للإنتظار .. ما زال الشعور بالسعادة يتخلل كل مسام جسده ..
أنه يذكر عندما تخرج من الجامعة والتحق بالعمل فى مؤسسه للاغذيه .. لم يكن يختلط بزميلاته فى العمل كما كان طوال سنوات دراسته بالجامعة أيضاً .. أنة يشعر بالخجل إذا ما تلاقت عينيه بعينى إحدى زميلاته .. وتحمر وجنتاه .. ويشعر بسخونة فى اُذنيه ؟؟ .. ولكن هذا لم يكن يمنعه من أن ينظر إليهن خلسة ..
كانت .. منى .. إحدى زميلاته .. أحبها وتقدم لخطبتها وتم الزواج .. وبدأت معة مرحلة اُخرى من حياته .. وإنتقلت السلطة من يد والده الى يد زوجته .. فأصبحت هى التى تفكر له .. وتخطط له .. وهو ينفذ ؟؟؟
ولأنها تعمل معه .. وتغار عليه من زميلاتها .. فكانت دائما تضعه تحت المراقبه .. عيناها لا تغفل عنه أبداً
أنجبت منى .. بنتا ّ جميله .. وطوال أجازة الوضع .. كانت دائمة الإتصال به فى العمل لتطمئن عليه ؟؟ وعند عودته بإبتسامتها الجميله تسأله عن العمل والزملاء والزميلات .. وماذا قال .. وماذا قالوا له ؟؟ وتستفسر عن كل كلمة ..
كان فى بادىء الأمر يحكى لها كل شىء .. ثم بداء يخفى بعض الأشياء .. ثم صمت .. وتحت وقع الاسئلة كانت ردوده موجزه
وإستمرت الحياة .. وأنجبا ولداّ .. كان يشبهه كثيراً .. إلا فى شىء واحد .. فقد كان شرسا .. يرفض .. ويرفض .. ما لا يعجبه ..
ومرت السنين .. ولكنها ما غيرت من غيرة منى .. فهى تعاتبه إذا نظر إلى أى فتاة .. فى الطريق .. أو العمل .. وكثيراً ما كان يختلس النظرات البريئة للفتيات كعادته ..ولكنها .. وكأن على عينيها راداراً .. كانت تعرف إلى أين تتجه عيناه ونظراته .. وتضبطه متلبسا وتؤنبه .. وإذا تحدث مع فتاة .. حتى ولو كانت اُختها .. فكل كلمة لها معنى .. ولماذا قال كذا ؟؟ .. ولماذا ضحك ؟؟ .. ولماذا نظر إلى عمتها .. وخالتها .. وحتى جد تها ؟؟؟ وراح القيد يضيق ويضيق .. حتى إختنقت أنفاسه
تعلن شركة طيران الخليج عن رحلتها رقم 81 المتجهه إلى أبو ظبى فعلى الساده المسافرين التوجه إلى باب الخروج رقم 8
ويتحرك فى فرحة .. وبعد زمن قليل كان على متن الطائره .. وهو لا يكاد أن يصدق نفسه
أنه يشعر بألسعادة تغمره .. وشعور غريب لم يعهده طوال سنوات زواجه العشر .. أنه يشعر بأنه يتنفس ؟؟؟
ويعكر عليه سعادته .. أنه تذكر كلماتها وسط دموع الوداع وهى تطلب منه أن يكلمها تليفونياً بمجرد وصوله .. ولا بد من أن يرسل لها خطابات ليحكى لها عن كل شىء
سرعان ما إسترد سعادته .. وهو يتطلع إلى وجه مضيفة الطائرة الجميله .. بعينيها الزرقاوتان كسماء صافية .. وخدودها الورد يه .. وفمها الصغير وكأنه مرسوم بريشة فنان .. أنه للمرة الأولى لا يتسلل بنظراته فى الخفاء وهو ينظر يميناً ويساراً خوفا من التلسكوبات والرادارات التى ترصد حركاته .. وأنفاسه
وصلت الرحلة لنهايتها .. وتسلم عمله فى اليوم التالى لوصوله .. وبعد العمل عاد إلى المنزل .. ووجد نفسه وحيداً ..
ولكنه يتنفس بحرية .. وراح يفكر .. أنه لن يكون تحت السيطرة أبداً .. إكتشف أنه يفكر .. بعد أن كان الآخرون يفكرون له .. نعم .. لن أتصل بها بألتليفون .. سأقول أن كل التليفونات معطلة فى كل البلد .. ولن أكتب خطابات ..
وتردد قليلا .. محدثاً نفسه .. لا .. ليس هكذا تعالج الأمور .. لا داعى لإثارة الغضب ..
راح يفكر فى طريقة ليخرج بها من هذا المازق .. وهداة تفكيره إلى أن يكتب لها خطابات .. ولكن ليست خطابات عاديه .. وإنما حكايات صغيره .. إن موهبة الكتابة يمتلكها .. فلما لا يكتب قصص قصيره .. وأن يرسل لها هذه القصص فى خطابات .. وإستقر على هذه الفكرة ..
مد يده بألقلم ليخط على الأوراق قصص وحكايات كل من حوله .. ومن يقابلهم .. وبكل تفاصيل حياته الجديدة .. ألتى هى .. بلا قيود

No comments:

My Drawings

The Best Favorite Videos

Some channels

Love for all

New visitors bloglog