Saturday 3 May 2008

قصة قصيرة - عودة راسبوتين

عودة راسبوتين

نظر الشيخ نصر إلى المرأة الجالسة أمامه تائهة النظرات
وقال : إحكى لى عن تلك الأحلام التى تزعجك
صمتت - خديجة – قليلا وكأنها تسترجع شريط الأحلام
قالت : أنا لا أرى أحلاما كاملة – ولكنى أرى أشياء تزعجنى - أنى أرى يداً بيضاء ثلجية تعبث بخصلات شعرى الأسود - وأنا رأس فقط بلا جسد – أرى قناعا غامضاً ملقى على سرير أزرق – أرى سبع كواكب تسبح فى سماء بنفسجية - أرى أصابع مرتعشة فى عمق الماء الأزرق تطارد سمكة صغيرة – أرى بيضة وقد إنشقت قشرتها نصفين وخرج منها سحاب كثيف - أرى عينان تلمعان فى سماء بعيدة تملؤها خطوط البرق المتعرجة – قل لى ياسيدنا الشيخ – إية معنى الأحلام دى ؟؟؟
إضجع الشيخ نصر على الأريكة قليلا – وراح ينظر اِليها من خلف نظارته السميكة
وقال : أنت إخوانك اْللى تحت الأرض – مش راضيين عليكى
صرخت : دستور ياسيادى دستور
قال : متخافيش – ياخديجه – كل الأحلام إللى بتزعجك دى – حتختفى
وبدأ الشيخ نصر يطلق البخور ويتمتم بعبارات غير مفهومة - ثم إستدار إليها
قائلا : إنتى حامل ياست خديجه
وإضطربت الست خديجه – وحاولت أن تتكلم – ولم تستطع – ثم تماسكت
وقالت : مش ممكن ياشيخ نصر – أنا جوزى راجل كبير فى السن – و مفيش حاجه بينا من وقت طويل
قال الشيخ نصر : اليد البيضاء الثلجية التى تعبث بخصلات شعرك الأسود - ده معنى علاقتك بجوزك – اللى هوه كبير عنك فى السن – لكن بيحبك – أما القناع الغامض اللى على السرير – فمعناه إنك بتخفى علاقتك مع حد تانى - اللى هوه اليد اللى بتطارد السمكة الصغيرة فى الماء الأزرق – أما الكواكب السبعة إللى فى السما البنفسجية معناه عدد الشهور إللى باقيه للولادة – أما العيون إللى فى السما والبرق فده نذير غضب السما عليكى - والبيضة إللى قشرتها إنقسمت وطلع منها سحاب كثيف – دة الجنين إللى بتحاولى تتخلصى منه
ونكست خديجة راْسها وهى
تقول : والعمل ياشيخ نصر – ده أنا طول عمرى واخدة بالى – وبأخد البرشام على طول
قال الشيخ نصر : متخافيش – كل شىء حيكون على ما يرام – الأول نراضى الأسياد – وبعدين كل شىء حيبقى تمام
وقالت خديجه : أمرك ياسى الشيخ
نظر إليها الشيخ نصر نظرة متفحصة – فهى إمرأة فى العقد الثالث من عمرها – جميلة - عيناها السوداوان ذات الأهداب الطويلة تبرق وكأنها عيون غزالة برية – وجناتها المتوردة – شفتاها الممتلئتان وتنفرجان عن أسنان ناصعة البياض – ذراعيها البضتان – وصدرها الممتلىء باِستدارة
وأفاق الشيخ نصر من نظراته الفاحصة –
وقال : الأسياد طالببين خروف يكون له قرن واحد – وديك أحمر يكون فية نقطة بيضاء فى عرفه – وفرختين عتاقى ريشهم لونه أسود - وفار أبيض فى ود نة حسنه
وردت الست خديجه : بس ياسيدنا الشيخ أنا حأعرف أجيب الحاجات دى إزاى ؟؟؟ ممكن أجيب لك الفلوس وتجيب إنت الحاجات دى ؟؟
رد الشيخ نصر - مفيش مانع – بكرة تجيبى معاكى ألف جنيه –
وخرجت الست خديجه على أقرب صايغ لتبيع إسورة ذهب وغويشتين
قال الشيخ نصر لاُم السعد : إية الأخبار ؟؟؟
فردت ( والإبتسامة على شفتيها ) : وأنا برضة بجيب لك إلا القطط السمان – وحياتك يادوب بدأت تحكى لى عن أحلامها – وأنا عارفة حكايتها مع الباشمهندس جارها - إلا وقلت - يابت ياُم السعد - دى زبونه سقع – ورحت نازله دوى على دماغها - إن الشيخ نصر ليه كرامات كتير وهو اللى ممكن يعمل لك حجاب يضيع منك كل الأحلام المزعجة
وضحك الشيخ نصر وقال : الله يخييبك ياُم السعد – دا إنتى قضية
ردت : تربية إيديك ياشيخ نصر
قال : طب قومى حضرى لنا لقمة – ست إجواز حمام كدة – ياللا – ماهو رزق الهبل على المجانين – وضحكت اُم السعد – وقامت تتمختر فى حركاتها
قال الشيخ نصر : خشى ياست خديجه – الأسياد راضيين عنك النهارده – وحيخلصوكى من الجنين من غير أى ألم – نامى على السرير على جنبك اليمين – وخلى كل هدومك جنب المبخرة – عقبال ما أحضر البخور
ولم تصدق اُم السعد اُذنيها – إية الحكاية – ده أى واحده كان بيكتب لها حجاب وبس - وبعدين هوه عارف إنها مش حامل ولا حاجه – معقوله الراجل عينه زاغت ؟؟؟
ولم تصدق عينيها وهى ترى الشيخ نصر يطلق البخور على المرأة العارية – ثم يخلع جلبابه وهو يقول للست خديجه أن روح الأسياد ستخلصها من الحمل – وتطهرها
وبعد أن ترتدى الست خديجة ملابسها وهى تدعو للشيخ نصر بطول العمر ودوام الصحة
يقول : لازم تيجى بكره – عشان الأسياد تكمل عملية التطهير – وتخرج الست خديجه
تمسك اُم السعد بخناق الشيخ نصر
قائلة : إية اللى عملتة ده ياراجل ؟؟؟ إنت أى واحده كنت بتكتب لها حجاب وبس – إية اللى حصل لك ؟؟
ويرد الشيخ نصر : ده عشان بحبك الدور
وتصرخ اُم السعد : أى دور ياراجل يأبو عين زايغه ؟؟؟ هوه أنا مش ماليه عينيك ؟؟ وتعمل كده وأنا موجوده - طب راعى شعورى
قال (مقاطعا ) : حلمك علية ياُم السعد – إنت فاكره نفسك إيه ؟؟؟ إنت يادوب بتجيبى لى زباين – وبتاخدى حقك وزياده – غير آكلة - شاربة – نايمة
صرخت : بس إنت كنت وعدتنى بألجواز ياشيخ نصر
قال : وإنت ناقصك إيه من الجواز ياُم السعد ؟؟؟ الورقة ياعنى ؟؟
وينطلق البخور على الجسد العارى للست خديجه – ويتمتم الشيخ نصر بعبارات غير مفهومة - ويخلع جلبابه
ويفتح الباب – ويدخل إثنين من الضباط
الضابط : إنت مطلوب القبض عليك ياشيخ نصر – بتهمة ممارسة الدجل
الضابط ( لبعض اُمناء الشرطة ) : هاتوا الست دى زى ما هيه - بس غطوها بملاية
وتلوح إبتسامة عريضة على شفتى اُم السعد ؟؟؟

No comments:

My Drawings

The Best Favorite Videos

Some channels

Love for all

New visitors bloglog