Monday 30 June 2008

الرماد الفصل الثانى عشر

الفصل الثانى عشر : الضمير
أمسك بألرسالة وقلبها بين يديه .. وعرف خطها .. ففض الرسالة وأخذ يقرأ
حبيبى أحمد
أقولها رغم كل ما حدث ..
أقولها لا لشىء ..إلا لأنى فعلا أحبك
أقولها .. لأنى أعرف بأنك مازلت تحبنى
ولكنى لا أعرف لماذا تقسو على الآن .. أنى مازلت أذكر كلماتك وأنت تقول : أنى لا ألوم المرأة على شىء لأنى رجل منصف .. يؤمن بأن ما من إمرأة زلت بها القدم إلا وكان وراء زلتها رجل ظالم .. وقدر غادر .. وظرف قاهر ..أن كل فتاة فى هذه الدنيا تحلم بألحب .. وبألزواج .. والحياة الهانئة السعيدة ..ولا يمكن أن تحلم بألزلل والعثار .. والإنتقال من رجل الى آخر ..فإذا ما قدر لها أن تزل وتعثر .. فإن الذنب لا يكون ذنبها أبداً .. وأنما الذنب ذنب الرجل الذى دفع بها الى الهاوية ..
هذه كانت كلماتك .. فهل أنت ما زلت مؤمناً بها .. نعم أننى وقعت فى الخطيئة .. ولكن مع من ؟؟ هل تعلم ؟؟ ومن الذى دفع بى الى الهاوية ؟؟ هل تعلم أيضاً ؟؟وهل تعلم من الذى يحاكمنى على خطيئتى ؟؟ أنه أنت ..
أنت آخر من كنت أعتقد أن يحاكمنى بعد أن دفع بى ..أن الذنب ليس ذنبى .. أو للإنصا ف ليس ذنبى أنا وحدى .. أنه ذنبك أنت أيضاً
أننى حرمت من السعادة .. فوجدتها فيك .. بين أحضانك وحنان حبك .. وإنسقت معك .. دون وعى منى .. وكنت أعلم بأنى لست مخطئة فى حبك .. وكنت أعلم أن حبنا سوف يكلل بالزواج .. عندما تنهى دراستك .. لتعوضنى السعادة التى حرمت منها طيلة حياتى .. لقد بنيت الآمال الكبار على قوة حبنا .. وجائت ثمرة حبنا .. كنت أعتقد بأنت ستفرح كثيراً .ويكون إبننا دافعا جديداً لك يدفعك قدماً الى الأمام لتحقق التفوق .. وتبنى لنا عشنا الهادىء السعيد الذى طالما تمنيت أن يحتوينا ويظللنا بجناحيه
والآن .. لا أعرف مصيرى .. هل سيكون مثل مصير كل فتاة خاطئة .. هل سيكون كمصير أختى منى ؟؟ طبعاً أنت لا تعرف ما حدث لها .. وقد كانت الضحية .. الضحية لرجل غرر بها ودفع بها الى الهاوية بعد أن وعدها بالزواج ثم تخلى عنها .. تطلعت إلية بنظرات فيها الذل وفيها الرجاء .. لكنه كان أقسى من الوحوش الضارية .. قتلته لتنتقم لشرفها المسلوب .. ولكرامتها التى مرغها فى الوحل .. وهربت .. هل تعرف إلى أين ؟؟ أنى أيضا لم أكن أعرف .. ولكن الأقدار جمعتنى بها أخيراً لأعرف النهاية التى وصلت أليها .. نعم كان الملجأ الأخير لها .. وهو الملجأ الوحيد لكل خاطئة ..
والآن .. لقد كتبت الكثير .. والكثير جداً .. وحان موعد السماع .. أريد أن أسمع رأيك .. أننى أعيش فى عذاب .. والحكم لك الآن .. وسأرضى بحكمك ..ولكن عندما تصدر حكمك على .. تذكر إبنك .. ولا تضعنى موضع الخاطئة .. لأنى كنت أحبك ..
من الفتاة التى طالما أحبتك .. نادية
قرأ رسالتها مرة .. وأعاد قرائتها مرات .. ثم وضع الخطاب أمامه .. وقد إستيقظ من حلمه .. وتخيل دموعها .. وهى تتوسل إليه بكلماتها .. وإستيقظ ضميره .. فهو أيضاً له الجانب الأكبر من الخطيئة .. بل هو السبب .. ماذا كان يعتقد فى فتاة تحبه وتزوجت من غيره رغما عنها وحرمت من السعادة فى منزل زوجها .. أنه يتذكر اللحظة التى قبل فيها الكأس .. لقد كان الكأس يرتعش بين يديه .. ولكنه أمسك الكأس بقوة .. وراح يرتشف منها السعادة .. وأسكرته الخمر فإنقض على الزجاجة يفرغ محتوياتها ليطفىء النار التى إشتعلت فى صدره .. أنها تمنعت .. ولكنها لم تستطع مقاومته .. وخارت قواها ..وأسبلت عينيها وأسندت رأسها على صدره ..
أنه المخطىء .. لماذا لم يتحكم فى مشاعره .. لماذا لم يمنع نفسه من الخطأ ؟؟ إذا أراد أن يحاكمها على نفس الخطأ
.. كان أولى به أن يصلح ما أفسده ويتم زواجه لينمو إبنهما بين أحضانهما
أخذ يفكر .. وقرر أن يتم زواجه من حبيبته نادية
وحقق وعده .. ولم يمر أسبوعان حتى كانت نادية تجلس بجانيه .. وعادت الحياة تبتسم لها من جديد .. وأشرق فجر يوم جديد .. وأحمد جالس يداعب إبنه الصغير .

No comments:

My Drawings

The Best Favorite Videos

Some channels

Love for all

New visitors bloglog