Sunday 29 June 2008

الرماد - الفصل الحادى عشر

الفصل الحادى عشر : أحزان تتراكم
تحركت النزعات الشيطانية فى نفس أسعد وقرر أن ينتقم من الكهل ..لم يفكر فى الوسيلة التى سينتقم بها .. ولكن كان الغضب يملأ قلبه
كان ذلك عصر يوم وهو يتجول ويتسكع فى الطرقات مع أحد أصدقائه ..وأشار أسعد الى منزل فى الطريق وهو ينظر الى صديقه قائلا : هذا هو المنزل .. فى العاشرة مساء الغد إفتح الباب بهذا المفتاح وأدخل .. وكما وصفت لك ستجد هناك فى ركن من أركان غرفة المكتب بالطابق الأول .. خزينة ضخمة ..وبها الكثير من ثروة الرجل .. وسأنتظرك فى منتصف الليل لنقتسم الثروة
ومضى الليل سريعاً وأشرق صباح جديد .. ومضى النهار بطيئاً حتى حل الظلام .. وفى التاسعة مسائاً .. فتح الباب .. وإندفع أسعد الى الداخل وصعد الدرج بخطوات بطيئة هادئة .. ودفع باب الغرفة بيده وكان مواربأً .. وكان الرجل نائماً .. وغمد أسعد سكيناً حاداً فى صدر الرجل .. وصرخ الرجل صرخة مكتومة .. وتتابعت الطعنات ثم خمد كل شيىء ووضع أسعد السكين فى جيبه وإندفع الى الخزينة محاولا فتحها بأداة خاصة .. فإستجابت له وفتحت .. ليملأ جيوبه وطيات ثيابه بما بها من مال ومصاغ ..ثم توجه الى النافذة يرقب الطريق وقد إقترب صديقه من الباب الخارجى ليفتحه ..كان يجب عليه أن يعمل بسرعة .. أخذ يشعل النار فى الأثاث ..ثم أخذ يعدوا هابطا الدرج .. ثم توارى حتى دخل الصديق .. وهرب أسعد من المنزل .. وصعد الشاب الى الطابق الأول كما وصف له أسعد .. وأخذ يبحث دون جدوى .. كانت النيران قد إشتعلت فى الطابق العلوى ورآها السكان المجاورين للمنزل وكذلك المارة .. وتم الإتصال بقسم الإطفاء .. وأتت عربات الإطفاء وعربات النجدة .. وإكتشف اللص بأنه قد خدع ..وفوجىء بالنيران تحاصره .. وحاول الهرب ..ولكن السكان شاهدوه وهو يقفز من أعلى السور المحيط بالمنزل .. ليتجنب الخروج من الباب الذى تجمع الكثير من الناس حوله .. فأمسكوا به .. وأدى رجال الإطفاء واجبهم فى إخماد النيران .. وعثر رجال الشرطة بعدها على جثة الرجل المتفحمة .. ثم إتضح وجود آثار لطعنات غائرة فى الجثة ..فأصبح حادث الحريق يصاحبه جريمة قتل ..وبدأت التحقيقات مع اللص الذى أنكر صلته بالحادث .. ومع المزيد من التحقيقات .. وشعور اللص بأن الإتهام بألقتل وأشعال النيران موجة الية لا محالة .. إنهار اللص وأخبر بقصته مع أسعد الذى خدعه وغدر به .. فتم القبض على أسعد الذى أنكر أى صلة له بعملية القتل أو الحريق .. بل أنكر معرفته لهذا الشاب المتهم .. وقام رجال الشرطة بعملية تقتيش فى منزل أسعد ومنزل الشاب المتهم ..ولكن لم يعثر على شىء أو دليل ضد أسعد .. فتم الإفراج عنه ..
ولكن كانت تتم مراقبة أسعد لوجود شكوك ضده خاصة بعد أن إتضح أن القتيل قام بفصله من العمل فى إحدى شركاته منذ فترة قريبة .. والتى بررها أسعد بأنها خلافات عائلية .
بعد ثلاث شهور من الحادث .. بدأ أسعد يتردد على منزل راقصة .. فقامت الشرطة بعد الحصول على تصريح بتفتيش شقة الراقصة .. وكانت المفاجأة المتوقعة وعثر ت الشرطة على الثروة ..فتم القبض على أسعد والراقصة وأعيدت التحقيقات .. وإعترف أسعد وحكم علية بألأشغال الشاقة المؤبدة .. وأُفرج عن الشخص الآخر والراقصة التى أثبت المحامى الذى يترافع عنها بأنها ليس لها علم بمصدر هذة الثروة .. كما انها لا تعلم بجريمة القتل..
وصل خبر الحكم على أسعد الى أسماع الأم التى إنهارت تحت تأثير صراخها وبكائها .. ومرت أيام قليلة كانت الأسرة تعيش خلالها أحزان كبيرة .. وكأن القدر قد آل على نفسه بألا يدع الأسرة حتى فى أحزانها .. وألا يتركها فى سلام ..فكان الحادث الآخر هو القبض على المعلم خليفة مع جمع من أصدقائه وهم يتناولون سموم المخدرات فى منزل أحدهم ..
كانت الأزمات تتوالى على الأسرة فى سرعة عجيبة .. وكانت ألأم مكتوفة اليدين .. ماذا تفعل سوى البكاء ثم الصبر ودفن الاحزان فى الصدور .. التى كادت أن تنفجر من تراكم الأحزان .. فعاود المرض الأم ..ولكنها لم تستسلم له .. أخذت تعمل وتكافح فى سبيل الحصول على لقمة العيش التى يتقوتون بها ..بعدما أصبحت الأسرة على وشك الإنهيار ..
وتذكرت الأم إبنتها الهاربه منذ سنوات .. بعد أن قتلت عادل ..نعم أنها كانت ضحية .. ضحية الجهل .. والسبب كان والدها الذى لم يهتم برعايتها أو رعاية إخوتها .. أنها لم تذهب لمدرسة ولم تعرف أى مهنة .. عاشت طوال حياتها فى المنزل .. بين الأطباق والأكواب .. لم تعرف معنى الحب .. لم تذق طعم الحنان فى أسرتها .. ولذلك زلت قدمها .. لقد وجدت القلب الذى جعلها تشعر بألحنان .. فمالت إليه .. وخدعها .. فما شعرت بخديعته إلا بعد فوات الأوان.. فقتلته لتنتقم لشرفها ولكرامتها التى مرغها فى التراب ..
وتمتمت الأم : نعم أنها ليست غلطة أحد منهم .. ولكنها غلطة الأب .. الذى لم يهتم يوما من الأيام بأولاده .. بل كان كل ما يفكر فيه إنجاب أولاد .. أولاد .. ليكونوا عصبة قوية وسنداً له .. وإزداد عدد الأولاد .. ولم يستطع أن يرعاهم ولم يصبحوا عصبة قوية ولم يصبحوا سنداً له .. فإنصرف الى سموم المخدرات ينسى فيها همومه .. نعم أنصرف الى ملذاته .. وترك الأم وحدها عاجزة على رعاية هذا العدد من الأولاد .. ماذا كان حالهم لو لم ينجبو هذا العدد الكبير من الأولاد .. لا شك أن حالهم سيكون أفضل مما هم فيه الآن .

No comments:

My Drawings

The Best Favorite Videos

Some channels

Love for all

New visitors bloglog